في سباق غير متوقع على رئاسة بلدية نيويورك، برز اسم زوهران ممداني، النائب الشاب عن منطقة أستوريا في كوينز، كمنافس جدّي للحاكم السابق أندرو كومو في الانتخابات التمهيدية الديموقراطية.

ممداني، (33 عاماً)، يطرح برنامجاً اشتراكياً جذرياً: أجرة حافلات مجانية، حد أدنى للأجور يبلغ 30 دولاراً في الساعة، ومتاجر بقالة مملوكة من الدولة.

Ad

من خلال حملة رقمية ذكية وأكثر من 29 ألف متطوع، نجح ممداني في جذب الشباب والتقدميين، حيث أظهر استطلاع حديث أنّه بات على بعد عشر نقاط فقط من كومو في نظام التصويت التفضيلي. لكن خلف هذه الشعبية، تثير سياساته الاقتصادية والأمنية تساؤلات عميقة.

رفع الحد الأدنى للأجور إلى 30 دولاراً قد يؤدي إلى تسريح العمال ورفع الأسعار، كما حدث في كاليفورنيا. أما خطته لـ «تجميد الإيجارات» فستزيد من شُح المعروض السكني، إذ يعزف المالكون عن صيانة الوحدات المؤجرة تحت قيود صارمة.

وفي ملف الأمن، لا يخطط ممداني لزيادة عدد عناصر الشرطة، رغم تراجع أعدادهم منذ عام 2020، ويفضل بدلاً من ذلك تعزيز خدمات الصحة النفسية. مواقفه السابقة المؤيدة لتفكيك الشرطة لا تزال عالقة في أذهان كثيرين.

يعتزم ممداني تمويل برامجه عبر فرض ضرائب إضافية على الأثرياء، وهو ما قد يدفع المزيد من كبار الدخل إلى الهجرة نحو ولايات أقل ضرائب.

هذا السباق لا يدور فقط حول مستقبل نيويورك، بل يكشف صراعاً أعمق داخل الحزب الديموقراطي بين الحرس القديم والتيار التقدمي. وإذا فاز ممداني، فستكون تلك إشارة واضحة إلى أن الاشتراكية باتت الصوت الصاعد في مدن أميركا الكبرى.

* توماس ماكينا