ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 18 سنتاً ليبلغ 77.64 دولاراً للبرميل في تداولات يوم الجمعة مقابل 77.46 دولاراً للبرميل في تداولات يوم الخميس وفقاً للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.
في السياق، قال إيغور سيتشين رئيس شركة «روسنفت»، أكبر منتج للنفط في روسيا، السبت، إن تحالف «أوبك+» لكبار منتجي النفط في العالم ربما يعمد إلى تقديم موعد زيادة الإنتاج بنحو عام عن الخطة الأولية.
وأضاف سيتشين أن قرار التحالف تسريع زيادة الإنتاج يبدو الآن بعيد النظر ومبرراً في ظل المواجهة بين إسرائيل وإيران.
وفاجأ التحالف، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» وحلفاء بقيادة روسيا، أسواق النفط في أبريل بإقرار زيادة إنتاج أكبر من المتوقع لشهر مايو، رغم ضعف الأسعار وتباطؤ الطلب.
ومنذ ذلك الحين، قرر تحالف «أوبك+» مواصلة زيادات الإنتاج بأكثر من المخطط لها.
وقال دون الخوض في تفاصيل: «الزيادة المعلنة في الإنتاج منذ مايو من هذا العام أعلى بثلاثة أمثال مقارنة بالخطة الأولية للتحالف. إضافة إلى ذلك، يُمكن تقديم موعد الزيادة الكاملة في إنتاج أوبك+ ليصبح قبل عام من الموعد المُخطط له».
وأضاف «يبدو قرار قادة أوبك بزيادة الإنتاج بحزم بعيد النظر اليوم، وهو مُبرر من وجهة نظر السوق، مع مراعاة مصالح المستهلكين في ظل حالة الضبابية حول نطاق الصراع الإيراني - الإسرائيلي».
ويُمثل إنتاج «أوبك+» من النفط الخام حوالي 41 في المئة من إنتاج النفط العالمي. والهدف الرئيسي للتحالف هو تنظيم إمدادات النفط إلى السوق العالمية.
بعد سنوات من كبح الإنتاج، حققت ثماني دول من «أوبك+» زيادة متواضعة في الإنتاج في أبريل قبل أن ترفع هذه الزيادة إلى ثلاثة أمثالها في مايو ويونيو، والآن يوليو.
وإلى جانب تخفيضات الإنتاج البالغة 2.2 مليون برميل يومياً التي بدأت الدول الثماني في إلغائها تدريجياً منذ أبريل لدى «أوبك+» هناك شريحتان أخريان من التخفيضات، ومن المتوقع أن تستمرا حتى نهاية عام 2026.
وانخفضت أسعار النفط في البداية بفعل قرار «أوبك+» زيادة إنتاج النفط، لكن اندلاع حرب جوية بين إسرائيل وإيران يمثل حتى الآن العامل الرئيسي وراء ارتفاعها إلى حوالي 75 دولاراً للبرميل، وهي مستويات لم تشهدها الأسواق منذ بداية العام.
وفي حديثه خلال المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبرغ، قال سيتشين، الحليف القديم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه لن يكون هناك فائض نفطي على المدى الطويل على الرغم من ارتفاع الإنتاج نتيجة انخفاض مستويات المخزون، إلا أن استخدام السيارات الكهربائية في الصين ربما يؤثر سلباً على الطلب على النفط.
وقال بوتين الجمعة إنه يتفق مع تقييم «أوبك» بأن الطلب على النفط سيظل مرتفعاً. وأضاف أن أسعار النفط لم ترتفع بشكل كبير بسبب الصراع بين إيران وإسرائيل، وأنه لا حاجة لتدخل «أوبك+» في أسواق النفط.
وذكر سيتشين أيضاً أن «روسنفت» حددت بالفعل سعر برميل النفط في ميزانيتها لهذا العام عند 45 دولاراً، وهو المستوى الذي يسعى الاتحاد الأوروبي إلى جعله الحد الأقصى الجديد لسعر واردات النفط الروسية، والمحدد حالياً عند 60 دولاراً.
انخفاض وتهدئة
وفي الأسواق العالمية تراجعت أسعار النفط عند التسوية مساء الجمعة مع فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة مرتبطة بإيران، فيما يشير إلى نهج دبلوماسي غذّى الآمال في التوصل إلى اتفاق عبر التفاوض، بعد يوم من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الأمر ربما يستغرق أسبوعين لاتخاذ قرار بشأن مشاركة واشنطن في الصراع الإسرائيلي الإيراني.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.84 دولار أو 2.33 في المئة عند التسوية إلى 77.01 دولاراً للبرميل. ونزلت كذلك العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم يوليو 21 سنتاً أو 0.28 في المئة إلى 74.93 دولاراً، ولم تتم تسويتها الخميس الماضي لأنه كان عطلة في الولايات المتحدة وانتهى أجلها الجمعة.
وبلغت العقود الآجلة للخام الأميركي تسليم أغسطس الأكثر تداولاً 73.84 دولاراً عند التسوية.
وارتفع برنت 3.6 في المئة خلال الأسبوع، بينما زادت العقود الآجلة للخام الأميركي تسليم شهر أقرب استحقاق 2.7 في المئة.
وذكرت وزارة الخزانة الأميركية في إشعار على موقعها الإلكتروني، أن إدارة ترامب أصدرت عقوبات جديدة متعلقة بإيران، شملت كيانين مقرهما في هونغ كونغ، وأخرى متعلقة بمكافحة الإرهاب.
وأفاد مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع للوزارة بأن العقوبات تستهدف ما لا يقل عن 20 كياناً وخمسة أفراد وثلاث سفن. وقال جون كيلدوف الشريك في أجين كابيتال في نيويورك «هذه العقوبات سلاح ذو حدين، وقد تكون جزءاً من نهج تفاوضي أوسع نطاقاً تجاه إيران. قيامهم بذلك إشارة إلى أنهم يحاولون حل هذه المسألة بعيداً عن الصراع».
وقفزت الأسعار 3 في المئة تقريباً الخميس بعد أن قصفت إسرائيل أهدافاً نووية في إيران التي ردّت بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة عليها. ولا مؤشرات حتى الآن على انحسار القتال المستمر منذ أسبوع بين الجانبين.
وقلصت العقود الآجلة لخام برنت مكاسب الجلسة الماضية بعد تصريحات البيت الأبيض بأن ترامب سيحدد قراره بشأن التدخل في الصراع الإسرائيلي الإيراني خلال الأسبوعين المقبلين.
وقال راسل شور كبير محللي السوق في ترادو دوت كوم «على الرغم من أن التصعيد الكبير لم يحدث بعد، فإن المخاطر على الإمدادات من المنطقة لا تزال مرتفعة، ولا تزال تعتمد على احتمال التدخل الأميركي».
وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة إن إسرائيل تسعى إلى بذل جهود حقيقية بشأن القدرات النووية الإيرانية من خلال الاجتماع (أمس الجمعة) بين وزراء خارجية أوروبيين ونظيرهم الإيراني، وليس مجرد جولة أخرى من المحادثات.
وقال جون إيفانز المحلل في (بي.في.إم) «ومع ذلك، وبينما تستمر إسرائيل وإيران في تبادل القصف، قد يكون هناك دائماً إجراء غير مقصود يصعد الصراع ويؤثر على البنية التحتية النفطية».
وسبق أن هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز أمام حركة الملاحة رداً على الضغوط الغربية. وأي إغلاق للمضيق قد يقيد التجارة ويؤثر على أسعار النفط العالمية.
وقال جيوفاني ستونوفو المحلل في بنك «يو.بي.إس» إن صادرات النفط لم تتأثر حتى الآن، ولا يوجد نقص في الإمدادات.
وأضاف: «سيعتمد اتجاه أسعار النفط من الآن فصاعداً على ما إذا كان هناك تعطيل للإمدادات».
وقال آشلي كيلتي المحلل في «بانمور ليبيرم» إن تصعيد الصراع بطريقة ربما تؤدي إلى مهاجمة إسرائيل للبنية التحتية للتصدير أو تعطيل إيران لحركة الشحن عبر المضيق قد يؤدي إلى وصول سعر النفط إلى 100 دولار للبرميل.
وفي سياق آخر، ذكرت بلومبرغ أن الاتحاد الأوروبي تخلى عن اقتراحه بخفض سقف سعر النفط الروسي إلى 45 دولاراً.