كشف وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا، اليوم، عن بدء نقل أنظمة باتريوت الأميركية إلى كييف، بناء على القرار الذي توصل إليه الرئيسان فولوديمير زيلينسكي وجو بادين، خلال زيارة الرئيس الأوكراني لواشنطن قبل قليل من نهاية العام الماضي.

جاء ذلك في حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية في وقت متأخر من مساء أمس ارتفاع حصيلة قتلى الضربة الصاروخية التي استهدفت ليلة رأس السنة مبنى تستخدمه القوات الروسية في بلدة ماكيفكا في الجزء التي تسيطر عليها روسيا من إقليم دونيتسك شرق اوكرانيا، إلى 89 قتيلا في حين تحدثت الحصيلة السابقة عن 63 قتيلا.

Ad

وبثّت وزارة الدفاع الروسية تسجيلاً مصوّراً فجر اليوم قال فيه المتحدّث باسمها اللفتنانت جنرال سيرغي سيفريوكوف إنّ «عدد رفاقنا القتلى ارتفع إلى 89»، مضيفاً: «هناك حالياً لجنة تحقّق لجلاء ملابسات ما حدث، لكن من الواضح منذ الآن أنّ السبب الرئيس هو أنّ العسكريين شغّلوا واستخدموا على نطاق واسع هواتفهم المحمولة في منطقة تطالها أسلحة العدو، بما يتعارض مع حظر» استعمالها، ومن ثم نجحت القوات الأوكرانية في رصدهم واستهدافهم.

وذكرت وسائل الإعلام الروسية إن الضحايا جنود غير محترفين تمت تعبئتهم حديثًا. وأثار الإعلان عن هذه الحصيلة الفادحة انتقادات جديدة للقيادة العسكرية الروسية على «عدم كفاءتها»، على لسان المراسلين الحربيين والمعلقين الروس.

ودعت مارغريتا سيمونيان رئيسة قناة «روسيا اليوم» التي تتقدم وسائل الإعلام المروجة لسياسة الكرملين على الصعيد الدولي، إلى الإعلان عن أسماء الضباط الروس و«مدى مسؤوليتهم» فيما حصل.

وكتبت على تليغرام «حان الوقت لفهم أن الإفلات من العقاب لا يؤدي إلى اللحمة الاجتماعية. الإفلات من العقاب يؤدي إلى جرائم جديدة. وبالتالي، إلى الاستياء العام».

وأشاد الزعيم الانفصالي الموالي لروسيا دينيس بوشلين «ببطولة» الجنود الذين نجوا من الضربة الأوكرانية و«خاطروا بحياتهم لإنقاذ رفاقهم» من تحت الأنقاض. وقال بوشلين إن نائب قائد الفوج قُتل في الهجوم الصاروخي.

وقال الجيش الروسي إن الهجوم نُفذ باستخدام أنظمة صواريخ هيمارس التي حصلت عليها أوكرانيا من الولايات المتحدة لتمكينها من توجيه ضربات في العمق، خلف خطوط الجبهة.

وأكدت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أنها نفذت هذه الضربة وأعلن قسم الاتصالات الاستراتيجية في الجيش الأوكراني أن الحصيلة أكبر مما أعلن عنه في صفوف الروس.

على نحو غير معهود في روسيا حيث تتكتم السلطات في أكثر الأحيان بشأن الخسائر العسكرية في أوكرانيا، تجمع حوالي 200 شخص أمس في سامارا بوسط البلاد حدادًا على القتلى الذي يتحدر عدد منهم من المنطقة. ولم يعلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علنًا بعد على المأساة.

وعلى الأرض، تدور المعارك الأكثر ضراوة في محيط مدينة باخموت، التي تحاول القوات الروسية بقيادة مجموعة المرتزقة فاغنر منذ أشهر الاستيلاء عليها.

واعترف رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية يفغيني بريغوجين الملقب «طباخ بوتين»، بأن المعارك صعبة في باخموت قائلا إن الأوكرانيين حولوا «كل منزل إلى حصن»، مشيراً إلى أن رجاله أحيانا يقاتلون «لأسابيع للاستيلاء على منزل».

في المقابل، دشّن بوتين الفرقاطة الجديدة «الأميرال غورشكوف» المزودة بمنظومات صواريخ «تسيركون» فرط الصوتية، لمهامها القتالية، مؤكداً أن تسليحها القوي حدث مهم سيحمي روسيا بشكل موثوق من التهديدات الخارجية.

وأعلن وزير الدفاع سيرغي شويغو عن إطلاقات لصواريخ «تسيركون» خلال مناورات أثناء مهمة فرقاطتها «الأميرال غورشكوف» في المحيطين الأطلسي والهندي والبحر المتوسط.