شهدت الحرب الإسرائيلية - الإيرانية تطورات دراماتيكية في الساعات الأخيرة، بعدما بات احتمال انخراط أميركا في الحرب أقرب من أي وقت مضى، مع مطالبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران بـ «الاستسلام غير المشروط»، وسط تحشيد عسكري أميركي باتجاه المنطقة.

وبعد ساعات من دعوته إلى إخلاء طهران، قال ترامب إن الولايات المتحدة باتت تسيطر على الأجواء الإيرانية، وإنها تعرف مكان مرشدها الأعلى علي خامنئي الذي وصفه بأنه «هدف سهل»، محذراً طهران من أن صبره «بدأ ينفد».

Ad

وفي وقت تحدث نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس عن إجراء أميركي إضافي يتخذ ضد البرنامج النووي الإيراني، ترأس ترامب اجتماعاً للأمن القومي في قاعة الأزمات بالبيت الأبيض لبحث التطورات بعد أن غادر في وقت سابق كندا حيث شارك في قمة مجموعة السبع على عجل للعودة إلى واشنطن ومتابعة الموقف.

وقالت وسائل إعلام أميركية إن واشنطن على وشك دخول الحرب وتوجيه ضربات إلى البرنامج النووي الإيراني، خصوصاً بموقع فوردو في قم الذي يعد قلب هذا البرنامج النووي، والذي تفيد التقارير بأن إسرائيل ليست لديها القدرات لتدميره، خصوصاً أنه يقع تحت الأرض أسفل جبل.

جاء ذلك في وقت واصلت إسرائيل فرض أمر واقع ميدانياً داخل إيران، من خلال هجمات كثيفة طوال أمس على مواقع عسكرية ومنصات إطلاق الصواريخ، في وقت لم تنفذ طهران الهجوم الصاروخي التاريخي الذي لوّحت به واكتفت بإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل بشكل متقطع، في تكتيك يفقدها ميزة إغراق الدفاع الجوي الإسرائيلي، وسط حديث عن أزمة إيرانية على صعيد منصات إطلاق الصواريخ التي زعمت إسرائيل أنها دمرت نصفها.

وغداة تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، معتبراً أن ذلك ينهي التصعيد بين البلدين، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته الحربية هاجمت ليل الاثنين ــ الثلاثاء «مقر قيادة في قلب طهران» وقضت على علي شادماني، مشيراً إلى أنه «رئيس أركان الحرب في إيران وأعلى قائد عسكري والأكثر قرباً» إلى المرشد، في وقت حذر وزير الدفاع يسرائيل كاتس المرشد من «مصير صدام حسين».

في المقابل، أفاد الحرس الثوري بأنه ضرب مركزاً للاستخبارات العسكرية (أمان) ومركز تخطيط لجهاز الموساد في تل أبيب «اندلعت فيه النيران». وقالت طهران إنها دمرت «أهدافاً استراتيجية» خلال الليل باستخدام طائرات مسيرة في تل أبيب وحيفا (شمال).

وأعلن قائد القوات البرية في الجيش الإيراني العميد كيومرث حيدري أن «هجمات مكثفة بطائرات مسيرة، باستخدام أسلحة جديدة ومتطورة، بدأت، وستشتد في الساعات المقبلة».

وفي تفاصيل الخبر:

دخل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقوة على خط المواجهة العسكرية المحتدمة بين إيران وإسرائيل والمتواصلة منذ خمسة أيام، مؤكداً أنه يسعى لنهاية حقيقية للمشكلة النووية مع إيران، ومشيراً إلى أنه يريد «خضوعاً كاملاً» من طهران.

وقال ترامب في تصريحات، بعدما غادر قمّة مجموعة السبع في كندا مبكراً، ودعا لاجتماع لفريق الأمن القومي أمس: «يجب على إيران أن تتخلى تماماً عن برنامجها النووي»، مؤكداً أن طهران «قريبة جداً» من امتلاك سلاح نووي.

وتابع: «كان على إيران أن تقبل بالاتفاق الذي كان مطروحاً على الطاولة. أتطلع لما هو أكثر من مجرد اتفاق لوقف إطلاق النار مع إيران».

ورداً على احتمال إرسال المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أو نائب الرئيس جيه دي فانس للقاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الاثنين المقبل، قال ترامب «ربما».

وذكرت شبكة «سي بي إس نيوز» أن ترامب أكد أن «إيران تعلم جيداً أنه يجب عدم المساس بالقوات الأميركية، وسنرد بقوة إذا أقدمت على أي فعل يضرنا»، مضيفاً أنه لم يتواصل مع إيران بشأن «محادثات سلام».

وتوقّع الرئيس الأميركي ألا تخفف إسرائيل من هجماتها على إيران، لافتاً إلى أنه «ستعرفون ذلك خلال اليومين المقبلين. لم يخفف أحد هجماته حتى الآن».

وقبل ذلك بساعات، صدم ترامب الشرق الأوسط بمنشور على منصته «تروث سوشيال»، ليل الاثنين ـ الثلاثاء، دعا فيه المدنيين الإيرانيين إلى إخلاء طهران فوراً.

لكنه عاد ليشير في تصريحات منفصلة إلى أنه «عندما دعا لإخلاء طهران كان يريد سلامة الناس هناك».

وأوضح ترامب «آمل أن يتم القضاء على برنامج إيران النووي من دون تدخل أميركي».

ولاحقاً، كتب ترامب على «تروث سوشيال» أنه لم يتصل بإيران «من أجل إجراء محادثات سلام بأي شكل من الأشكال»، مضيفاً «إن أرادوا التحدث يعرفون كيف يتصلون بي، كان يجدر بهم القبول بالاتفاق المطروح على الطاولة، لكانوا أنقذوا أرواحاً كثيرة!»، مضيفاً أنه ليس «في مزاج جيد للتفاوض».

تحركات والتحاق

في موازاة ذلك، أوضح وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أن ترامب لا يزال يسعى إلى إبرام اتفاق نووي مع إيران، مؤكداً أن نشر الطائرات المقاتلة وأنظمة الدفاع الجوي ومضادات الطائرات المسيّرة في المنطقة يأتي في إطار ضمان سلامة الأفراد الأميركيين والحفاظ على قوة الردع، بهدف «تهيئة الظروف للتوصل إلى اتفاق».

وعن إمكانية التوصل إلى اتفاق مع إيران، أشار هيغسيث، إلى أن «الرئيس ترامب أوضح أن الاتفاق مطروح على الطاولة. والسؤال الآن هو: هل ستقبل إيران به؟ إذاً، الاتفاق لا يزال مطروحاً، لكن جميع الخيارات مطروحة أيضاً».

ويأتي حشد القوات الأميركية بالمنطقة الذي يتضمن توجيه حاملتي طائرات إلى الخليج والبحر المتوسط، إضافة إلى إرسال أعداد كبيرة من طائرات التزود بالوقود إلى أوروبا، في وقت أشارت عدة تقارير أميركية إلى أن ترامب مازال يرفض فكرة تغيير النظام الإيراني أو المشاركة المباشرة في الهجمات التي يراهن عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقضاء على ما يصفه بـ «الخطر النووي والصاروخي الإيراني»، خصوصاً وسط حاجة الأخير إلى قنابل خارقة لا تملكها سوى واشنطن لتدمير موقع «فوردو» النووي المقام تحت سفح جبل.

غير أن موقع التلفزة الإسرائيلي الحكومي نقل عن مسؤول أميركي أمس قوله، إن مسؤولاً أميركياً أشار إلى أن «الاستعدادات تجري لإمكانية الانضمام إلى هجوم على إيران، إذا أعطاها ترامب الضوء الأخضر».

وأشار المسؤول إلى أن مثل هذا القرار عادةً ما يتخذه وزير الدفاع، لكن في هذه الحالة، كان ترامب هو من وافق على تنفيذ الاستعدادات وقرار نشر القوات في نطاق القيادة الوسطى (سنتكوم) المسؤولة عن الشرق الأوسط. وزعم المصدر أن «قيادة (سنتكوم) ترى ضرورة انضمامها للحملة الإسرائيلية، لكن هناك مسؤولين كباراً في الإدارة يعارضون هذه الخطوة حالياً».

جاء ذلك بعد أن كذب «البيت الأبيض» تقريراً عبرياً للقناة الـ 14 تحدث عن انضمام طائرات أميركية لحملة القصف ضد طهران ليل الاثنين.

«تسخين» إسرائيلي

في هذه الأثناء، حذّر وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، المرشد الإيراني علي خامنئي من «مصيرٍ مماثلٍ لمصير صدام حسين». وقال: «تذكروا ما حدث للدكتاتور في الدولة المجاورة لإيران الذي سلك هذا الطريق ضد إسرائيل».

وأضاف: «إننا نضرب إيران بقوة هائلة على جميع الجبهات، وفقاً لأهداف الحرب التي حددناها. الليلة، تم اغتيال القائم بأعمال رئيس أركان الجيش الإيراني علي شادماني. أحذر الدكتاتور الإيراني من الاستمرار في ارتكاب جرائم حرب وإطلاق الصواريخ على الإسرائيليين».

وأضاف: «سنواصل اليوم عملياتنا ضد أهداف النظام والأهداف العسكرية في طهران، كما فعلنا أمس ضد هيئة البث الدعائي والتحريضي». ثم خاطب سكان طهران قائلاً: «أدعو سكان طهران إلى إخلاء تلك الأماكن وفقاً لتعليمات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة الفارسية - لحمايتهم».

في موازاة ذلك، أكد الجيش الإسرائيلي أن طائراته الحربية هاجمت ليلاً «مقر قيادة في قلب طهران وقضت علي شادماني»، ووصف بيان الجيش القائد العسكري بأنه «رئيس قيادة الطوارئ بالقوات الإيرانية والأكثر قرباً إلى خامنئي».

وكان شادماني قد تم تعيينه من جانب خامنئي، خلفاً لقائد «مقر خاتم الأنبياء»، اللواء غلام علي رشيد، الذي قُتل قبل أيام في الضربات الإسرائيلية الاستباقية على إيران الجمعة.

كما أفاد جيش الاحتلال بأنه نفّذ «عدة ضربات واسعة النطاق» خلال الليل في غرب إيران أصابت «عشرات من منشآت تخزين وإطلاق صواريخ أرض - أرض»، إضافة إلى «تدمير منصات إطلاق صواريخ أرض - جو ومواقع لتخزين المسيرات».

وذكر أنه دمر نصف منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية مع دخول الحرب يومها الخامس، مشيراً إلى أن حملة القصف تركزت على مناطق غرب طهران وشملت قصف القاعدة الجوية الثامنة في أصفهان. لكن الجيش اعتبر أن من السابق لأوانه تقييم مدى نجاح هجماته على المواقع النووية الإيرانية.

موجة فرار من طهران

من جانب آخر، رأى وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أن بلده تعيش أياماً عصيبة، واصفاً قرار مهاجمة إيران بالتاريخي «وكنا نعلم أننا سنتعرض لأضرار جراء الخطوة التي يدعمها الشعب». وجدد حديث إسرائيل عن أن «تغيير النظام الإيراني ليس هدفاً للحرب، لكنه قد يكون نتيجة لها».

وأتى ذلك في وقت أكدت السفارة الأميركية في القدس الغربية أنها تواصل أغلاق أبوابها لليوم الخامس على التوالي وأنه ليس بالإمكان إجلاء الأميركيين، بينما ترددت أنباء عن استخدام البعض ليخوت بحرية من أجل مغادرة الدولة العبرية إلى قبرص في ظل مطالبة عدة دول غربية لرعاياها بالمغادرة الفورية.

خسائر ونزوح

على الجهة المقابلة، أعلن «الحرس الثوري» وقوع هجوم صاروخي إسرائيلي استهدف حاجز تفتيش في كاشان وسط إيران، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، فيما بدت شوارع طهران خالية تقريباً واستمر إغلاق العديد من المتاجر أبوابها بعد أن شهدت مخارج العاصمة الشمالية ازدحاماً شديداً جراء نزوح عشرات الآلاف عقب توجيه ترامب انذاراً بضرورة الإخلاء فجر أمس.

وتحدثت القوات الجوية عن مقتل ضابطين من منتسبي القاعدة الجوية الثانية في تبريز، جراء الهجوم الإسرائيلي الأخير.

وسُمع دوي انفجارين قويين في وسط طهران وشمالها، كما اشتعلت النيران في قاعدة عسكرية بعد قصفها بأصفهان.

وذكر وزير الصحة محمد رضا أن 1800 شخص أصيبوا في الهجمات الإسرائيلية التي بدأت الجمعة الماضية، لافتاً إلى أن الأغلبية العظمى من الضحايا «مدنيون عاديون لا صلة لهم بأي نشاط عسكري».

كسر ظهر

في موازاة ذلك، توعد المتحدث باسم وزارة الدفاع، العميد رضا طلائي، بـ «كسر ظهر» إسرائيل، مؤكداً أن تل أبيب «لا تمتلك القدرة على الصمود في حرب طويلة الأمد».

وقال طلائي إن الشعب الإيراني يواجه حالياً «حرباً مفروضة»، وأن «العدو يسعى إلى إلحاق الأذى بقدرات ومقدرات الشعب الإيراني».

واعتبر أن «العدو أظهر منذ الليلة الأولى استهدافه للنساء والأطفال». وفي حين ذكر أن القوات الإيرانية استهدفت مركزاً أمنياً استخبارياً إسرائيلياً يعتقد أنه يتبع شعبة (أمان) ومركز تخطيط لجهاز «الموساد»، قال إنه مسؤول عن مخططات الاغتيال التي طالت نحو 120 من قادة وأفراد القوات المسلحة «والحرس الثوري»، في هرتسيليا بتل أبيب، حيث «اندلعت فيه النيران»، رد «الموساد» ساخرا بالقول: «لا أحد في القاعدة. كلنا في إيران».

حرب سيبرانية

وعلى صعيد الحرب السيبرانية، أفاد الإعلام الإيراني بأن «بنك سبه»، وهو أحد المصارف المملوكة للدولة، تعرض لهجوم إلكتروني «ما أدى إلى اضطرابات في خدمات المؤسسة عبر الإنترنت».

وفي وقت تواصل السلطات الإيرانية ملاحقة من تصفهم بـ «جيش العملاء ومثيري الرأي العام»، صرح متحدث باسم السلطة القضائية بأن القائد الأعلى للقوات المسلحة المرشد علي خامنئي لم يعلن رسمياً حالة الحرب في البلاد حتى الآن.

وذكر أنه في حال إعلان حالة الحرب، ستتغير جميع إجراءات المحاكمات والأنظمة القضائية إلى حالة الطوارئ لتسريع التعامل مع أي محاولة للتعاون مع العدو أو مساعدته.

وأمس، أصدرت طهران قراراً بمنع المسؤولين من استخدام أي أجهزة متصلة بالإنترنت، خصوصاً خلال عمليات الإنقاذ والإغاثة، فيما تحدثت تقارير عبرية عن انقطاعِ التيارِ الكهربائي في خمس محافظات إيرانية، إضافةً إلى شلل في مطارَي شيراز والأهواز.

ضربات أخف

وفي وقت لا تزال إيران تملكُ نقاط قوة أهمها الصواريخ البالستية والمجنّحة والطائرات المسيّرة رغم الضربات المتتالية التي تلقّتها، أعلن «الحرس الثوري» أنه قصف مواقع استراتيجية وحيوية في تل أبيب وحيفا باستخدام «أسلحة جديدة ومتطورة» بعملية مركّبة على دفعتين استخدم فيها نحو 40 صاروخاً وعدة طائرات مسيرة فجر وصباح أمس.

وتسببت الضربات في إصابة موقع استراتيجي بالنقب وشعبة الاستخبارات العسكرية «جليلوت» في شمال تل أبيب، فضلاً عن إشعال النيران في موقف حافلات واحتراق مبنى شاهق بشكل كامل، حيث أفيد بجرح 5 إسرائيليين، لكنها اعتبرت أقل بكثير من تهديدات أطلقتها القيادة الإيرانية، وعلى رأسها خامنئي، عصر أمس الأول بتنفيذ ضربة هي الأكبر بالتاريخ ضد تل أبيب.

من جانب آخر، كشف مسؤول أذربيجاني، أن أكثر من 600 أجنبي فروا من إيران براً باتجاه أذربيجان، في ظل استمرار إغلاق الأجواء الإيرانية أمام الرحلات الداخلية والخارجية، فيما دعت عدة دول من بينها الصين وروسيا رعاياها إلى مغادرة الجمهورية الإسلامية فوراً.

«الوكالة الذرية»: «نطنز» تضررت تحت الأرض

في تعديل لتقديراتها السابق، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، إنها تعتقد بأن الهجمات الجوية الإسرائيلية على منشأة «نطنز» النووية الإيرانية كان لها «تأثيرات مباشرة» على قاعات أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض في المنشأة.

وتعتبر هذه الهجمات جزءاً من حملة جوية شنتها إسرائيل ضد عدوها اللدود قبل خمسة أيام، حيث استهدفت البرنامج العسكري والنووي الإيراني.

وتعد هذه المرة الأولى التي تجري فيها الوكالة التابعة للأمم المتحدة تقييماً للأضرار الناجمة عن الهجمات الإسرائيلية في الأجزاء التي تقع تحت الأرض من منشأة نطنز الرئيسية لبرنامج إيران النووي.

وقالت الوكالة: «استناداً إلى التحليل المستمر لصور الأقمار الاصطناعية عالية الدقة التي تم جمعها عقب الهجمات التي شنت الجمعة الماضي، حددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عناصر إضافية تشير إلى حدوث تأثيرات مباشرة على قاعات التخصيب تحت الأرض في منشأة نطنز».

وكانت الوكالة قد قالت أمس الأول، إنه «لا مؤشرات» لديها على ذلك، وقدّرت أن يكون القسم الموجود فوق الأرض من منشأة تخصيب اليورانيوم هو الذي تضرر فقط، إلى جانب بنى تحتية كهربائية.

ويضم مفاعل نطنز نحو 70 سلسلة من أجهزة الطرد المركزي في منشأتي التخصيب، وإحداهما تحت الأرض.

وفيما نقلت وكالة رويترز عن مسؤول عسكري إسرائيلي أن تل أبيب «لا تريد أن تتسبب ضرباتها على إيران في كارثة نووية»، أشار إلى أن «إسرائيل لم تنفذ أي عملية في فوردو بعد، لكن هذا لا يعني أننا لن نفعل».

وقال مسؤول أميركي رفيع إن الرئيس دونالد ترامب يرى أن القنابل الخارقة للتحصينات الضخمة اللازمة لتدمير منشأة فوردو، التي تمتلكها الولايات المتحدة ولا تمتلكها إسرائيل تُعدّ نقطة ضغط رئيسية لدفع إيران إلى إبرام اتفاق، واصفاً قرار القنابل الخارقة للتحصينات بأنه «نقطة تحوّل».

وفوردو، التي أنشئت على عمق 90 متراً داخل جبال منطقة تحمل الاسم نفسه في محافظة قم، وتعتبر الأكثر تحصيناً بين المنشآت النووية الإيرانية.

وتؤكد صحيفة نيويورك تايمز الأميركية نقلاً عن خبراء أن هناك سلاحاً واحداً فقط لهذه المهمة، يُطلق عليه اسم «Massive Ordnance Penetrator»، أو «GBU-57»، ويزن 30 ألف رطل، بحيث لا يمكن رفعه إلا بواسطة الطائرة الأميركية «B-2»، وهي قاذفة قنابل تسمى «الشبح». ولا تمتلك إسرائيل السلاح ولا القاذفة اللازمة لتحليقها فوق الهدف.