لابد أن هناك هاجساً يشغل الكويت وجميع الدول العربية المطلة على الخليج العربي، وإن كان بدرجات متفاوتة، وهو ماذا لو قامت إيران، ولسبب ما، بغلق مضيق هرمز، عنق زجاجة الخليج العربي، ومعبر لمصدر حياة ورزق شعوب المنطقة؟

فالكويت تحديداً عانت سابقاً من عرقلة واعتداءات على سفنها المتجهة إلى مضيق هرمز إبان الحرب العراقية - الإيرانية، فرغم أن مضيق هرمز ظل مفتوحاً فإن مسارات السفن فيه كانت ملغّمة، وحصل أن تضررت منها سفن كويتية، لكن الضرر الأكبر أتى من حرب الناقلات التي شنتها إيران ضد الناقلات الكويتية تحديداً بحجة مساندتها للعراق في حربهما العبثية، وهذا دفع الكويت إلى رفع العلم الأميركي على سفنها لحمايتها من تلك الاعتداءات.

Ad

الآن هناك حرب قائمة بين إيران وإسرائيل، وهناك قصف متبادل بينهما بالطائرات والصواريخ والمسيرات، وهناك تحذيرات أميركية واضحة وحقيقية موجهة إلى إيران إذا ما استهدفت قواعدها أو مصالحها، أو إذا ما أخذت الحرب مسارات تهدد أمن إسرائيل بشكل فعلي.

الهاجس الآن أصبح أقرب لأن يكون حقيقة، فإيران من جهتها هددت بغلق مضيق هرمز، وهو إن تم فسيكون عملاً متهوراً وخطيراً، فهو من جهة سيضر بشريان حياة دول عربية ليست لها ناقة ولا جمل في تلك الحرب الدائرة مع إسرائيل، ومن جهة أخرى فهو سيؤلب العالم بأجمعه ضدها، بمن فيه الصين وروسيا، فمضيق هرمز ممر دولي حيوي ليس من حق أي كان غلقه.

الحكومة الكويتية قامت بجهد وعمل تشكر عليه، وذلك من خلال طمأنة السكان بأنه لا خوف عليهم من تداعيات الحرب الدائرة في منطقتنا، ونحن على يقين بأننا وكل دول الخليج في مأمن غذائياً إذا ما أغلق مضيق هرمز، فكلها متصلة بحرياً وبرياً مع السعودية والإمارات وعمان، فلا خوف إذاً على أي إمدادات معيشية، إلا أن المشكلة ستكون في عمليات تصدير النفط ومشتقاته، فلن يكون كافياً على المدى الطويل تخزينها في البحار المفتوحة ومن ثم تصديرها، ولكن سيكون بإمكانها أن تسوّق نفوط الأشقاء لحسابها، على أن تعوضها لاحقاً، وهو أمر منطقي وممكن تطبيقه.

المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تحديداً قامتا مسبقاً بإيجاد منافذ تصدير لهما لا تعبر مضيق هرمز، وكان على الكويت إيجاد بدائل لها منذ حرب الخليج الأولى، ولا نعلم حتى الآن إذا ما تم إيجاد منافذ بديلة لتصدير النفط الكويتي عبر الدول الشقيقة المحيطة بنا، فهي كثيرة ومتعددة.