في فترة الاحتلال العراقي للكويت عام 1990، ظهرت مواقف كثيرة لأشخاص واجهوا الواقع الصعب بطريقتهم، من بينهم د. عبلة المرزوق، التي اختارت أن تكون جزءا من المقاومة، كل بحسب موقعه.

عبلة كانت من أوائل الكويتيات المبتعثات إلى بريطانيا لدراسة الطب، وبعد عودتها في نهاية السبعينيات عملت في مستشفى الأميري، إلى جانب د. هلال الساير، وزير الصحة الكويتي السابق، عُرفت بانضباطها في العمل وهدوئها، لكن مع الغزو تغيرت الأدوار، واضطرت إلى اتخاذ قرارات صعبة في ظروف غير طبيعية.

حسبما أخبرتني شخصياً، فقد قامت بحقن بعض الجنود التابعين لقوات الاحتلال بإبر قاتلة، بعدما شهدت حالات تعذيب وقتل للأطفال والمواطنين الكويتيين!

Ad

لم يكن ذلك أمراً سهلاً أو بسيطاً، بل مخاطرة كبيرة، خاصة أنها تعرّضت للاعتقال ثلاث مرات، وتعرضت خلال ذلك لتعذيب شديد، من ضمنه وضع الفحم المشتعل على رأسها، وهو ما ترك أثراً نفسياً وجسدياً استمر معها طويلاً.

عبلة لم تتحدث كثيراً عن هذه الفترة، لكنها قبل عامين فقط شاركت القصة بتفاصيلها، وتم توثيقها ونشرها، هي لم تبحث عن تقدير أو شهرة، بل رأت أن ما قامت به كان جزءاً من واجبها تجاه بلدها الكويت.

قبل أيام رحلت عبلة المرزوق، بهدوء كما عاشت، إنها ليست المُرابطة الوحيدة، فهناك نساء كويتيات لم يتحدثن حتى الآن عما قمن به، اخترن الصمت، والجواب بسيط، لأنهن لا يفضلن الظهور أو المشاركة الإعلامية.

ختاماً، رحيل عبلة (سندريلا المرقاب) المفاجئ ترك أثراً في نفوس أهل الكويت جميعاً. اللهم ارحمها برحمتك، السندريلا واجهت العدو بالرصاص ولم تتراجع، وذلك من أجل الكويت فمن الوطن نبدأ ومن الوطن ننتهي...!