«كورونا» تسببت بأكبر اضطراب بأنظمة التعليم في التاريخ

«إيسيسكو»: أثر إغلاق المؤسسات التعليمية على 1.6 مليار متعلم

نشر في 25-09-2020 | 11:40
آخر تحديث 25-09-2020 | 11:40
«إيسيسكو»
«إيسيسكو»
أكد المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» الدكتور سالم المالك اليوم الخميس أن جائحة فيروس «كورونا المستجد - كوفيد 19» تسببت في أكبر اضطراب بأنظمة التعليم في التاريخ بعدما أثر إغلاق المؤسسات التعليمية على نحو 1.6 مليار متعلم بأكثر من 190 دولة حول العالم وما يصل إلى 99 بالمئة بالدول المنخفضة والمتوسطة الدخل.

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية لندوة افتراضية دولية عقدتها «إيسيسكو» بعنوان «التعليم ومبادرة المجتمعات التي نريد» بمشاركة عدد من وزراء التربية والتعليم في الدول الأعضاء بالمنظمة إلى جانب شخصيات دولية رفيعة المستوى من المختصين والمهتمين في هذا المجال.

ودعا المالك إلى تضافر الجهود للتغلب على ما سببته الجائحة وإعادة النظر في الأنظمة التعليمية وتبني طرائق إبداعية جديدة في التعليم «من أجل الحصول على تعليم المستقبل الذي ننشده والذي ستتغير أنماطه».

وأوضح أن «إيسيسكو» تتبنى هذا الملف باعتبارها منظمة تستشرف المستقبل وستساهم في مساعدة الدول الأعضاء لبناء منظوماتها التعليمية.

ولفت المالك إلى أن المنظمة أطلقت مبادرة «المجتمعات التي نريد» خلال الجائحة بهدف المساهمة في بناء مجتمعات صحية وسلمية مزدهرة وشاملة ومرنة ومستدامة.

وشدد على أن التعليم هو السبيل إلى القضاء على التمييز بين الجنسين والحد من الفقر وخفض الوفيات وتقليل الأمراض وتعزيز السلام.

كما أشار إلى دراسات رصد فيها مؤشر «فقر التعلم» في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل أن نسبة الأطفال غير القادرين على القراءة أو الفهم في سن العاشرة وصلت إلى 53% وأن الفتيات والنساء ما زلن أقل تمثيلاً في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ولا يزال الولوج إلى الإنترنت وتوفره يمثلان قضية صعبة بالنسبة لبعض البلدان لاسيما في القارة الإفريقية.

وشدد في هذا الصدد على ضرورة مساعدة الدول الفقيرة والمجتمعات الهشة من خلال بناء منظومة تعليمية تقنية مواكبة للمتغيرات.

التعليم.. أولوية

من جانبه، أكد الرئيس البرازيلي الأسبق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أن تغيير العالم إلى الأفضل أمر يخص جميع طبقات المجتمع وليس مسؤولية السياسيين فقط.

وشدد داسيلفا في ندوة «إيسيسكو» على ضرورة أن يكون التعليم ضمن أولويات المجتمعات لضمان مستقبل مزدهر وحياة كريمة، قائلاً أن التعليم شرط أساسي لبناء الأمم وإحداث التغيير.

وأكد أهمية ضمان التحاق أبناء الفئات الفقيرة بالمدارس، مشيراً إلى أن الفقراء ليسوا مشكلة وإنما جزء من حل المشكلات التي تعاني منها الدول إذا تم توجيههم التوجيه الصحيح.

حق للجميع

بدوره أكد الحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2014 كايلاش ساتيارثي أن التعليم حق للجميع ولا يجب حرمان أي طفل منه «وأننا جميعاً بحاجة إلى العمل المشترك يداً بيد لوضع برنامج عمل حقيقي» لضمان حق الجميع في التعليم وبناء شراكات للحماية الاجتماعية حول العالم.

ودعا إلى ضمان استفادة الفئات المهمشة من الميزانيات التي رصدتها الدول لمواجهة «كورونا»، مشيراً إلى أن 88 من الحاصلين على جائزة نوبل طالبوا المجتمع الدولي بأن يتم رفع الميزانية المخصصة عالمياً لمواجهة آثار الجائحة والتي تقدر بنحو 3 تريليونات دولار ورفع النسبة المخصصة من هذه الميزانية للدول الفقيرة من 3 إلى 20% وأن يكون اللقاح الواقي من الفيروس متاحاً للجميع بالمجان بعد اكتشافه.

ومن جانبها، قالت الرئيس التنفيذي للشراكة العالمية للتعليم أليس أولبرايت في كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية للندوة أنه لا يمكن بناء المجتمعات دون ضمان جودة التعليم لكل طفل.

وشددت على أن «التعليم ليس هو أساس مستقبل الطفل فقط بل هو أمر حيوي لازدهار الأمم ولعالم يسوده السلام».

back to top