لماذا تنتشر «قوة الفضاء الأميركية» في شبه الجزيرة العربية؟

• تساؤلات حول التوقيت والمغزى من هذه الخطوة

نشر في 22-09-2020 | 13:05
آخر تحديث 22-09-2020 | 13:05
No Image Caption
نشر الجيش الأميركي أول دفعة من «قوة الفضاء» في شبه الجزيرة العربية، ما أثار تساؤلاً حول التوقيت والمغزى من هذه الخطوة.

و«قوة الفضاء»، هي الفرع السادس في القوات المسلحة الأميركية، حديثة النشأة كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن عنها رسمياً في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، لتكون أول قوة عسكرية تنشأ منذ نحو 70 عاماً.

وقال ترامب إن القوة مطلوبة لضمان «سيطرة الولايات المتحدة على الفضاء وحتى يكون شعبنا آمنا ومصالحنا محمية»، مضيفاً «خصومنا موجودون في الفضاء، ونحن أيضا، وسيكون ذلك قسماً كبيراً من الأنشطة الدفاعية وحتى الهجومية لبلادنا».

وكان الاعلان عن هذه القوة أثار شكوك الكونغرس حول جدواها، ومسار سخرية بشعارها المشابه بشكل غريب من فيلم "ستار تريك" عن المعارك بين المجرات.

وتمركز السرب المؤلف من 20 طياراً في قاعدة العديد الجوية في قطر، في أول انتشار أجنبي لها.

وخلال حفل أُقيم هذا الشهر في القاعدة لتأدية قسم اليمين، قال مدير القوة الفضائية الكولونيل تود بنسون إن هذه المجموعة "تصنع التاريخ".

ونشر الجيش الأميركي، الاثنين مقطع فيديو لمقتطفات من الحفل الذي أُقيم بعد انتقال العناصر من القوة الجوية وتعيينهم في قوة الفضاء المستحدثة. ويعمل الجنود الجدد في مجالات تتعلّق بالجو والفضاء، ومن المتوقع بحسب الجيش الأميركي انضمام عناصر أخرى لديها خبرة في مجالات الذكاء الاصطناعي والهندسة والإنترنت، وستكون مهمتهم تشغيل الأقمار الصناعية وتتبع مناورات العدو ومحاولة تجنب الصراعات في الفضاء.

حرب الفضاء الأولى

وبالنسبة لشبكة "سي بي اس" الأميركية، فإن نشر هذه القوات في شبه الجزيرة العربية له مغزى، حيث "شهدت هذه المنطقة بالفعل ما يُسميه الخبراء العسكريون حرب الفضاء الأولى في العالم، وهي عملية عاصفة الصحراء في العام 1991 لطرد القوات العراقية من الكويت، حيث اعتمدت القوات الأميركية على الأقمار الاصطناعية في الفضاء لتنفيذ عملياتها".

ورأت الشبكة أن الولايات المتحدة "تُواجه اليوم تهديدات جديدة في المنطقة، تتمثّل في البرامج الصاروخية الإيرانية ومحاولات تشويش واختراق الأقمار الصناعية الأميركية".

بدوره، قال بنسون لوكالة "أسوشييتد برس": "لقد بدأنا نرى دولاً أخرى شديدة العدوانية تستعد لمد الصراع إلى الفضاء... علينا أن نكون قادرين على المنافسة والدفاع عن جميع مصالحنا الوطنية وحمايتها".

وينظر بعض المشرعين الأميركيين إلى الفرع، بعديده الذي يبلغ 16000 جندي، وميزانية تبلغ 15.4 مليار دولار للعام 2021، كمشروع "مغرور" لترامب قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.

توترات في مضيق هرمز

وعلى الرغم من أن بنسون رفض تسمية الدول "العدوة" التي سيُراقبها طياروه، إلا أن نشر هذه القوة في شبه الجزيرة العربية، يأتي بعد شهور من التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران.

ومع زيادة التنافس في الفضاء بين الولايات المتحدة والصين وروسيا، حذّر وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر الشهر الماضي، من أن موسكو وبكين تطوران أسلحة قادرة على إلحاق الضرر بالأقمار الصناعية الأميركية، وبالتالي توقّف الهواتف المحمولة والانترنت، وشلّ عمل الطائرات الأميركية من دون طيار والمقاتلات وحاملات الطائرات وحتى الأسلحة النووية.

وفي هذا الإطار، قال النقيب رايان فيكرز، أحد أفراد القوة الفضائية المعين حديثاً: "يعتمد الجيش بشكل كبير على الاتصالات عبر الأقمار الصناعية والملاحة والتحذير من الصواريخ العالمية"، مضيفاً أن "القوات الأميركية تستخدم إحداثيات GPS لتتبع السفن التي تمر عبر ممرات الخليج الاستراتيجية، للتأكد من أنها لا تدخل إلى المياه الإقليمية لدول أخرى".

وخلال الاشهر الماضية، شهد مضيق هرمز في الخليج، الذي يتدفّق عبره 20% من نفط العالم، سلسلة من المواجهات مع استيلاء إيران على قوارب زعمت أنها دخلت مياهها الإقليمية. ويقول تقرير "سي بي أس" إن "إشارة واحدة معطلة أو سوء تقدير يمكن أن يؤدي إلى مواجهة".

ولإيران تاريخ طويل في محاولات تعطيل أنظمة الاتصالات في المنطقة، حيث تقوم بالتشويش على إشارات الأقمار الصناعية والإذاعات لمنع وسائل الإعلام الفارسية والأجنبية من البث محلياً. كما حذّرت إدارة الطيران الفيديرالية الأميركية من إن الطائرات التجارية التي تمرّ فوق الخليج تتعرض أحياناً للتشويش من قبل إيران. وتمّ الإبلاغ عن حالات لتعرّض سفن تبحر في المنطقة، لاتصالات "كاذبة" من كيانات مجهولة تزعم أنها سفن حربية أميركية أو تابعة لـ"التحالف".

ومع ذلك، يُصرّ المسؤولون الأميركيون على أن نشر القوة الفضائية الجديد يهدف إلى تأمين المصالح الأميركية ، وليس إطلاق سباق تسلّح خارج الأرض. وقال بنسون إن الجيش الأميركي "يرغب في رؤية فضاء سلمي. سلوك الآخرين يقودنا إلى هذه النقطة".

back to top