كورونا المستجدّ يواصل تفشيه القاتل في العالم

• أودى الوباء بحياة 715 ألفا و343 شخصا على الأقل

نشر في 07-08-2020 | 19:56
آخر تحديث 07-08-2020 | 19:56
كورونا المستجدّ يواصل تفشيه القاتل في العالم
كورونا المستجدّ يواصل تفشيه القاتل في العالم
• سُجّلت رسميّاً إصابة 19 مليون و133 ألفا و340 شخصاً
واصل فيروس كورونا المستجدّ الجمعة تفشيه القاتل في أرجاء العالم، دافعا الكثير من الدول إلى تشديد إجراءاتها الصحية، على أمل إبطائه بانتظار إيجاد علاج أو لقاح.

وأودى الوباء بحياة 715 ألفا و343 شخصا على الأقل في العالم منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالية في الصين عن ظهور المرض نهاية ديسمبر، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسميّة حتى الساعة 11,00 ت غ الجمعة.

وسُجّلت رسميّاً إصابة 19 مليون و133 ألفا و340 شخصاً على الأقل في 196 بلداً ومنطقة بالفيروس منذ بدء تفشيه، تعافى منهم حتى اليوم 11 مليونا و319 ألفا و300 شخص على الأقل.

واعلنت جامعة جونز هوبكينز التي تعد مرجعا أن الولايات المتحدة سجلت الخميس 2060 وفاة جديدة مرتبطة بالفيروس في حصيلة يومية محزنة لم تسجل منذ ثلاثة أشهر. وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للوفيات بكورونا إلى أكثر من 160 ألفا في هذا البلد الأكثر تضررا في العالم ويتقدم على البرازيل.

تجاوزت الهند، بعد ثلاثة أسابيع على تسجيلها رسمياً مليون إصابة، عتبة المليونين إصابة.

وفي السابق، كانت المدينتان المزدحمتان نيودلهي ومومباي، اللتان تضمان بعض أكبر الأحياء الفقيرة في العالم، البؤرتين الرئيسيتين لانتشار الفيروس.

لكن الآن، بدأ المرض ينتشر في مناطق أقل اكتظاظاً بالسكان ضمن العملاق الآسيوي الذي يعدّ 1,3 مليار نسمة.

وقالت خبيرة الصحة بريتي كومار إن السبب المرجح لارتفاع عدد الإصابات خارج المدن الكبيرة يكمن خلف عودة العمال المهاجرين إلى منازلهم. وقد وجد الملايين من بينهم أنفسهم عاطلين عن العمل عند فرض تدابير عزل في الهند في نهاية مارس.

وأوضحت لوكالة فرانس برس "نرى أعداد المصابين ترتفع بشكل خاص في ولايتي بيهار وأوتار براديش" الواقعتين في الشمال واللتين يتحدر منهما عدد كبير من العمال المهاجرين الذين يعملون عادة في المدن الكبيرة لكسب لقمة عيشهم.

وقالت "مع أنظمة صحة أفقر" في هاتين الولايتين الناميتين، فإن طفرة الوباء "ستكون تحدياً".

وأضافت إسبانيا حيث تمّ فرض حجر محلي في إقليم الباسك وكاتالونيا وأراغون، على اللائحة الجمعة مدينة أراندا دي دويرو التي تعدّ 32 ألف نسمة على بعد 150 كلم نحو شمال مدريد.

وأُقيمت نقاط للشرطة على مشارف المدينة التي ستبقى تحت الحراسة لأسبوعين على الأقل.

وقالت ماريا خوسيه فيرنانديز وهي بائعة ألبسة تبلغ 27 عاماً لوكالة فرانس برس عبر الهاتف، "كل شيء هادئ، نشعر بالخوف قليلاً بالطبع. أُغلقت بعض المتاجر لكن في نهاية المطاف ذلك يشبه تقريباً يوماً عادياً. نلاحظ أيضاً أن هناك ضربة للجانب المعنوي لأننا لا نعرف ما سيحصل".

في ألمانيا، أُرغمت مدرستان في شمال البلاد على إغلاق أبوابهما بعد اكتشاف إصابات لديهما، بعد بضعة أيام فقط من عودة التلاميذ إلى الصفوف.

في منتجع غرال موريتز البحري الصغير، أُعيد نحو مئة طفل من الصفوف الابتدائية ومدرسون إلى منازلهم من أجل الخضوع لحجر لمدة أسبوعين بعد تأكيد إصابة تلميذ بكورونا المستجدّ.

في سوريا، وصف عميد كلية الطب البشري في جامعة دمشق الدكتور نبوغ العوا نسبة الإصابات بـ"المخيفة جداً". وقال في حديث لصفحة طبية متخصصة على فيسبوك، إن "العديد من المواطنين يراجعون المشافي الحكومية ولكن للأسف كل الغرف ممتلئة والمريض ذو الحالة السيئة لا يستطيع الدخول للعناية إلا في حال وفاة مريض آخر".

على صعيد الأبحاث، اكتشف باحثون فرنسيون أن بروتيناً ينتجه الجسم في إطار الالتهاب يمكن أن يلعب دوراً مهماً في الأشكال الخطيرة من كوفيد-19 واستهدافه يمكن أن يساعد في مكافحة تفاقم المرض.

وبحسب هذه الأعمال التي نشرتها مجلة "سيل"، يمكن ملاحظة "معدلّ مرتفع جداً - مئة إلى ألف مرة أكثر من المعدلات العادية - من بروتين كالبروتيكتين لدى المرضى الذين يعانون من أعراض كوفيد-19 حادة.

ويعتبر معدّ الدراسة الأساسي الباحث في علم المناعة أيمريك سيلفان أن "نتائجنا تطرح أن تكون كالبروتيكتين مسؤولة عن تفاقم كوفيد-19".

وتسعى أبحاث عديدة في أنحاء العالم إلى تحسين فهم ردّ فعل الجسم من حيث الالتهاب المفرط والذي لا يمكن السيطرة عليه وغالباً ما يكون قاتلاً في إطار الأعراض الحادة التي يعاني منها بعض المصابين بكوفيد-19.

في الولايات المتحدة، اعتبر باحث معروف أنه سيكون ممكناً معرفة الفعالية الحقيقية للقاح من دون تجارب سريرية متقدمة لدى مسنّين وأشخاص ذات بشرة ملوّنة.

وبحسب الدكتور ديفيد ديميرت الذي يُشرف على التجارب السريرية في مختبر موديرنا، فإن هذه المسألة حاسمة، إذ إن كوفيد-19 يؤثر بطريقة غير متكافئة على هذه المجموعات من الأشخاص.

وبحسب المعطيات الفدرالية الأميركية، فإن الفيروس يقتل أكثر بمرتين الأشخاص ذوي البشرة السوداء والمتحدرين من أميركا اللاتينية من الأشخاص ذوي البشرة البيضاء. ويشكل الأشخاص الذين تفوق أعمارهم الـ65 عاماً 80% من الوفيات.

بحلول نهاية الأسبوع الحالي، سيبدأ الدكتور ديميرت، المتخصص في الأمراض المعدية في جامعة جورج واشنطن، بقبول 500 متطوّع لتجارب سريرية يجريها، في مرحلة تستمر شهرين.

وقال "نبحث عن أشخاص معرضين أكثر للإصابة بعدوى كوفيد-19 مع أعراض، إذاً أشخاص كبار في السنّ وأشخاص ذوي بشرة ملوّنة".

back to top