ناجون من «كورونا» يتبرعون بالبلازما لانقاذ أرواح

اخصائي أمريكي: كل تبرع قد ينقذ حياة 4 أشخاص

نشر في 03-04-2020 | 17:25
آخر تحديث 03-04-2020 | 17:25
المصورة ديانا بيرينت
المصورة ديانا بيرينت
تعافت ديانا بيرينت من «فيروس كورونا» المستجد وخرجت من الحجر الصحي وهي متحمسة الآن للتبرع بما تحمل من أجسام مضادة إلى الباحثين للمساعدة في إيجاد علاج لمرض «كوفيد-»19.

في 13 مارس، استفاقت ديانا المقيمة في نيويورك مع حرارة 38,9 وشعور بثقل عند مستوى الصدر، لتصبح واحدة من أوائل الأشخاص الذين تشخص إصابتهم بمرض «كوفيد-19» في منطقة لونغ آيلاند حيث تقيم.

وخلال الأسبوع الراهن باتت المصورة البالغة 45 عاماً أول شخص تعافى من المرض في ولايتها، يجري فحصاً لمعرفة إن كان في دمائها ما يكفي من الأجسام المضادة للمساهمة في دراسات تهدف إلى تجربة علاج ضد هذا المرض الذي أودى بحياة أكثر من 53 ألف شخص عبر العالم.

فعالية

وثبتت فعالية البلازما لدى المتعافين وهي جزء من الدم السائل تتركز فيه الأجسام المضادة بعد مرض ما، في دراسات على نطاق ضيق ضد أمراض معدية أخرى مثل إيبولا وسارس.

وأعطت الوكالة الأميركية للأغذية والعقاقير موافقتها لإجراء تجارب على علاجات محتملة كهذه ضد فيروس كورنا المستجد.

إلا أن التجارب الراهنة لن تؤدي إلى حلول سحرية على ما يؤكد بروس ساشياس المسؤول الطبي عن مركز التبرع بالدم في نيويورك المكلف جمع عينات البلازما في أكبر مدينة أميركية.

ويوضح «علينا أن ندرك أننا نجهل كل شيء عن الموضوع».

ويشدد الأخصائيان إلداد هود وستيفن سبيتالنيك اللذان يشرفان على التجارب في مستشفى إيرفينغ التابع لجامعة كولومبيا على عدم اليقين هذا.

ويوضح الطبيب سبيتالنيك «نظن أنه بعد سبعة أيام إلى 14 يوماً من بداية الإصابة يطور المصابون ردة فعل مناعية ويفرزون كميات كبيرة من الأجسام المضادة، لكن لا نعرف بالتحديد متى تبلغ عملية الانتاج هذه ذروتها».

وتشير بعض البيانات إلى أن الذروة تحصل بعد 28 يوماً من الإصابة ويأمل في أن توفر أبحاثهما صورة أوضح.

ويؤكد الطبيب هود أن كل تبرع بالبلازما «قد ينقذ حياة ثلاثة إلى أربعة أشخاص».

دراسات

وحُدد الهدف راهناً في جمع ما يكفي من البلازما لكي يتمكن الباحثون من إجراء دراسات رسمية مع مجموعة من المرضى الذين سيتلقون البلازما.

لكن العينات الأولى من البلازما ستكون موجهة إلى مرضى غير مشمولين في الدراسة لكن فشلت العلاجات الأخرى معهم على ما يوضح هود.

ويريد الباحثون بعد ذلك تجربة طريقة جديدة على المرضى الذين أدخلوا المستشفى أو أنهم يتابعون علاجاً وقائياً في أوساط معرضة أكثر من غيرها مثل دور العجزة.

وفي الأوقات الطبيعية تجرى تجارب سريرية صارمة جداً وطويلة تفضي إلى نتائج ناجعة «لكننا الآن في خضم أزمة» على ما يوضح سبيتالنيك.

وتأمل ديانا بيرينت بأن تفضي هذه العملية إلى إنقاذ أرواح.

وتقول «قد نتحول إلى أبطال خارقين. نحن نعيش مرحلة غير مسبوقة ومقلقة حيث يفلت كل شيء عن سيطرتنا لكن نحن الناجين يمكننا أن نساعد».

وتضيف «قد نكون الأشخاص الذين يركضون باتجاه الحريق مع بزة وقاية نسجها جسمنا، إنها فرصة رائعة فكيف لا نستغلها؟».

ويحوي جسمها ما يكفي من الأجسام المضادة إلا أنها لا تزال تنتظر نتائج فحص للأنف للتحقق من غياب أي أثر لفيروس كورونا لكي يستخدم البلازما الخاص بها في الأبحاث.

وهي أطلقت مجموعة عبر «فيسبوك» بعنوان «سورفايربر كوربس» باتت تضم 17 ألف عضو لتعبئة صفوف الناجين من الوباء المستعدين لتقاسم المناعة التي اكتسبوها.

وقد عرض مئات الأشخاص الذين شفوا مساعدتهم في نيويورك مركز تفشي الوباء في الولايات المتحدة، مع أكثر من مئة ألف إصابة على ما قال الطبيب ساشياس.

وإذا ثبتت فعالية العملية، ستتوافر آليات أخذ عينات من البلازما مماثلة في مراكز تبرع أخرى على ما أوضح ساشياس.

وحاول مستشفى في هيوستون في ولاية تكساس نقل بلازما من مريض شفي إلى آخر مصاب بشكل خطر من المرض لكن من المبكر معرفة فعالية العملية.

ومع انطلاق الدراسة، يقول الطبيب هود إن الجوانب الإيجابية لجائحة كوفيد-19 هي أنها حفزت التعاون بين الباحثين في العالم الذين لم يسبق لهم أن تشاركوا البيانات بهذه الطريقة.

ويضيف «كثيرون في الاوساط العلمية يحاولون وضع +الأنا+ جانباً والعمل معاً من أجل الخير العام وأعتبر أن العلم سينتصر في النهاية».

back to top