حوار كيميائي: كُن مؤثراً في التغيير لا ضحية له!

نشر في 08-08-2022
آخر تحديث 08-08-2022 | 00:18
 د. حمد محمد المطر سواء جاء التحول نتيجة الشعور بالخطر أو بهدف التطوير، سيبقى الثابت الأكيد أن التغيير حتمية في هذه الحياة طال الزمن أم قصر.

يقول خبراء القيادة والتنظير في مجال الإدارة أن سمات التحول والتغيير في عصرنا الراهن تتسم بـ «السرعة والشمول»... تفاجئك وتيرة التغيرات وعجلة التداعيات أشبه ما تكون بالرياح التي تتوالى من جميع الاتجاهات سريعة وشاملة التأثير ليس لها حدود، وهكذا التغيير يتمدد إلى مساحات لم تكن على البال ولا في الحسبان... قد تعرف موقع الزلزال حين يبدأ، لكن يتعذر عليك توقع مداه!

أكثر مَنْ يتفاعل مع هذا التغيير هم الشباب... يصفهم أستاذ الاجتماع السياسي محمد الجويلي «الشباب في العالم يمثلون قوة في الاقتصاد والإبداع وقيادة التغيير»، إلا أن الأمم المتحدة ترى أن تعاطي الدول العربية مع الشباب بحاجة لمراجعة واتخاذ خطوات جادة، حتى لا «يتحول إخفاقهم في استغلال طاقاتهم إلى قنبلة موقوتة»، حيث يمثل فيها الشباب أكثر من ربع العرب، ووضعهم «يدعو للتشاؤم»، وتذكر أدبياتها أن «الدول العربية أعطت الأولوية للهواجس الأمنية على حساب استغلال طاقات الشباب»، وأن «العرب من أكثر دول العالم خسارة لكفاءات شبابه»، حتى وصفت «يونيسيف» هذا الحال بأنه «شرخ في الروح»، لأنهم وجدوا أنفسهم خارج المعادلات، بدل أن يكونوا «وقود التنمية» في المجتمعات العربية.

بما أننا على أعتاب تغيير جديد في المشهد السياسي، وتحول شارك نواب الاعتصام في صناعته، تغيير لن يتوقف عند استبدال الوجوه بقدر ما نتطلع أن يكون استكمالاً للموجة والمواجهة التي دارت رحاها على مر سنوات دفعنا جميعاً فيها الكثير، وكان يمكن علينا أن نتعلم الدروس مما مر ونبني للتغيير القادم منهجيات تنزع فتيل الأزمات قبل أن تستفحل، وهو ما يدعوني إلى توجيه رسالة إلى الشباب قادة التغيير في كل جيل، أن يكونوا مؤثرين وفاعلين بصناعة المبادرات وإدارة الحوارات وإثارة النقاشات وتجديد الهواء الآسن في مساحات الفعل والتشارك التي تراكم فيها الجمود وتواضع فيها الأفق وضاقت تطلعات الجيل حتى باتت الهجرة من بين خيارات كثير من الشباب الذين أجدد نصيحتي لهم، وأكرر «كُن فاعلاً مؤثراً في التغيير لا ضحية له»!

«Catalyst» مادة حفازة:

مجتمع شبابي + اهتمام حكومي = طاقة مستثمرة

د. حمد محمد المطر

back to top