شوشرة: على كف عفريت

نشر في 31-12-2021
آخر تحديث 31-12-2021 | 00:10
 د. مبارك العبدالهادي هل سنعود إلى المربع الأول بعد ارتفاع الإصابات بكورونا؟

هذا السؤال أصبح محل اهتمام لدى كل المواطنين والمقيمين الذين يخشون عودة الإجراءات بعد الارتفاع الطفيف في الإصابات وانتشار وباء أوميكرون بصورة لافتة في الدول التي يتردد عليها عادة البعض، ولكن الأنكى من ذلك لا يزال هناك من يراهن على تهميش دور التطعيم في تقليل عدد الإصابات أو مواجهة المتحورات لأنهم لا يزالون يؤمنون بنظرية المؤامرة وغيرها من الأفكار المسمومة دون أن يعيروا أي اهتمام للإجراءات العالمية والنصائح الطبية بضرورة أخذ اللقاح الذي أصبح واقعا مفروضا علينا، بل صار بمنزلة بوابة الدخول والخروج للعديد من الأماكن والمنافذ. والأهم من كل ذلك هو ضرورة إعادة ترتيب الأوراق الصحية وعدم خلط الحابل بالنابل من خلال التشدد في الاشتراطات الصحية، ولكن مع التنفيس عن الناس وعدم تقييد حرياتهم وأنفاسهم، ويجب أن يكون المواطن والمقيم شريكين أساسيين في دعم الإجراءات الحكومية بعد التهاون الكبير وعدم الالتفات لخطورة تطورات الأوضاع الصحية حتى لا نواجه انتكاسة سيطول مدى علاجها كما شهدنا بداية أزمة كورونا.

إن المشكلة أيضا في الضبابية من بعض الأطراف الصحية التي لا تتعامل مع الواقع بوضوح إلا إذا وقع الفأس بالرأس، فلا مجاملة على حساب أرواح الجميع ومن لديه الخلافات الداخلية يجب أن يتنحى جانبا، ولا يحول قضية المتحورات إلى تصفية حسابات، ويجب الاستماع إلى أخذ آراء أهل الاختصاص الذين لا يزالون خارج دائرة الاهتمام بسبب النفوس المريضة التي تعمل وفق نظرية المحسوبية والشللية التي تعد سببا رئيسا في عزوف الكوادر الوطنية وهجرتها لما تشهده من تهميش وتطفيش.

إن لجنة الاشتراطات الصحية يجب أن تضع الدواء قبل انتشار الداء من خلال الحد من الفوضى التي يقف خلفها بعض المتهورين الذين يعتقدون أن الأزمة انتهت بعد أن أصبحت الاشتراطات الصحية خارج اهتماماتهم وحساباتهم، ومحاسبة كل من

لا يلتزم بذلك مهما كانت صفته أو سلطته، ويجب الانتباه إلى واقع بعض الأجهزة الحكومية التي تشهد تجمعات دون أن تكون هناك قيود حقيقية على تطبيق المعايير الحقيقية لمنع انتشار الوباء.

إن المخاطر والمحاذير العالمية لا تزال تشكل هاجسا، ولا يزال الوضع على كف عفريت، والأمور مع "أوميكرون" قد تتطور وتفاجئ الجميع بأشياء تخفى علينا رغم وضوحها عند أصحاب القرار، ونتمنى أن يمر هذا الفيروس بعيداً عن أجوائنا وتنجح تطعيماتنا في مواجهة المتحورات المتطورة.

● د. مبارك العبدالهادي

back to top