إيران تستهدف تركيا في سورية والعراق رداً على تحركات أذربيجانية

طهران تتخوف من تسوية على حسابها في قمة إردوغان - بوتين

نشر في 27-09-2021
آخر تحديث 27-09-2021 | 00:14
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يتسلم أوراق اعتماد السفير البريطاني في لندن
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يتسلم أوراق اعتماد السفير البريطاني في لندن
بسبب أزمة حول طريق استراتيجي يربط إيران بأرمينيا، تتجه العلاقات بين طهران وأذربيجان إلى مزيد من التوتر، تطور إلى تهديد إيراني باستهداف أنقرة في سورية والعراق، والتي تتهمها بالوقوف وراء الأزمة.
بعد نحو أسبوع من التوتر على حدود إيران الشمالية، بسبب ما قالت طهران إنه إجراءات تضييقية من أذربيجان، بدعم من تركيا، على حركة النقل الإيرانية إلى أرمينيا على طريق كابان ــــ كوريس الحدودي الرابط بين البلدين، أكد مصدر رفيع في «الحرس الثوري» أن طهران حشدت قوات عسكرية في المنطقة بانتظار أي قرار من المستوى السياسي، مهدداً بتحرك يقوم به حلفاء إيران ضد الوجود التركي العسكري في سورية والعراق للضغط على أنقرة وباكو للتراجع عن تلك الإجراءات.

وبحسب المصدر، رُفع تقرير مفصل إلى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي الجمعة الماضي، حول الوضع على الحدود الشمالية، يتهم الجيش الأذربيجاني باحتلال مناطق أرمنية حدودية لتصبح سيطرتها كاملة على الطريق الواصل بين البلدين، ويشرح المخاطر الأمنية والعسكرية والاقتصادية للإجراءات الأذربيجانية التي فرضت على الشاحنات الإيرانية ومجمل حركة النقل من إيران إلى أرمينيا.

وأضاف أن التقرير يتضمن اقتراحاً بتدخل قوات إيرانية لإيجاد شريط حدودي آمن، بشرط مخاطبة يرفان وإقناعها بطلب ذلك رسمياً من طهران، مشيراً إلى أنه خلافاً لهذا الاقتراح، فإن السبيل الوحيد المتاح أمام الإيرانيين هو تحريك حلفائهم في العراق وسورية لاستهداف الوجود العسكري التركي في البلدين للضغط على أنقرة.

وتتحدث أوساط إيرانية عن مشروع تركي للمضاربة على طريق إيران – العراق – سورية الواصل إلى البحر الأبيض المتوسط، والتي تندرج في إطار مصالح الصين، بطريق تركمانستان ــــ أذربيجان ــــ تركيا المدعوم من واشنطن والواصل إلى أوروبا، وأنه لتحقيق ذلك، لابد من خط اتصال بين أذربيجان مع جمهورية نخجوان التابعة لباكو ولكن تفصلها الأراضي الأرمنية عنها.

وحسب المصدر، فإن الأذربيين يريدون أيضاً قطع طريق كابان ـــــ كوريس لخنق أرمينيا من جميع الاتجاهات لأن هذه الطريقة هي المنفذ الوحيد المتبقي، مضيفاً أن العائق أمام دعم إيراني وروسي أكبر ليرفيان حالياً هو رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان صاحب الميول الغربية، إلا أن المناورات العسكرية التركية ــــ الباكستانية ـــ الأذربيجانية التي نظمت أخيراً على ضفاف بحر قزوين قد تكون وجهت إنذاراً لروسيا يدفعها إلى تحرك أكبر باتجاه يرفان، خصوصاً أن وصول تركيا إلى قزوين يعني أن حلف الناتو يستطيع تخطي المناطق التي تعتبر عمق النفوذ الروسي، وهذا خط أحمر بالنسبة لموسكو.

وهاجم النائب فدى حسين مالكي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أذربيجان متهماً إياها بعرقلة عبور البضائع بين إيران وأرمينيا، واعترض على التدريبات العسكرية الثلاثية على الحدود الإيرانية، متحدثاً عن «مخطط إسرائيلي لتعطيل التوازن الأمني ​​في المنطقة».

ورد عضو الهيئة الرئاسية في البرلمان الإيراني روح الله متفكرآزاد بالمثل على تهديد صدر عن رئيس الحزب الديموقراطي الأذربيجاني وهو نائب في البرلمان الأذربي، هدد فيه بالهجوم على إيران إذا أقدمت على أي تحركات عسكرية على الحدود بين البلدين.

وقبل أيام سقط صاروخ قرب قاعدة تركية في شمال العراق يعتقد أن فصائل مقربة من إيران أطلقته. وأمس قتل سبعة مسلّحين على الأقل من فصيل سوري موالٍ لأنقرة في عفرين وهي منطقة تخضع لسيطرة تركيا وحلفائها المحليين في شمال سورية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المسلحين قتلوا بغارات روسية.

يأتي هذا التطور قبيل قمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان ستبحث ملف سورية.

وقالت مصادر دبلوماسية إن بوتين وإردوغان سيبحثان الأزمة على الحدود الأرمنية، وإن موقف موسكو سيتحدد على ضوء ما ستقدمه أنقرة من تنازلات في سورية. وكان لافتاً تمسك إردوغان، أمس، مجدداً بشراء دفعة جديدة من منظومة S400 الروسية. وفي حال تمكنت أنقرة من إرضاء موسكو فإن الوضع على الحدود الأرمنية سيشكل ضغوطاً مقبلة على طهران.

back to top