يوم دامٍ في غزة... وإسرائيل تحت الضغط

إجماع إسلامي على إدانة العدوان... والكويت تحذِّر من طمس معالم القدس وتهجير أهلها
• انتفاضة الخط الأخضر تتوسع... ونتنياهو يطلب وقتاً لاستعادة الردع
• الأمم المتحدة تتخوف من أزمة إقليمية لا يمكن احتواؤها
• قآني لهنية والنخالة: إيران معكم

نشر في 17-05-2021
آخر تحديث 17-05-2021 | 00:05
عمال إنقاذ يبحثون عن ناجين تحت أنقاض عمارة دمّرها القصف الإسرائيلي في حي الرمال بغزة أمس      (أ ف ب)
عمال إنقاذ يبحثون عن ناجين تحت أنقاض عمارة دمّرها القصف الإسرائيلي في حي الرمال بغزة أمس (أ ف ب)
لليوم السابع على التوالي لا يزال قطاع غزة تحت النيران، رغم تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل، التي وجدت نفسها، للمرة الأولى منذ سنوات، أمام حرب متعددة الجبهات مع آلاف الصواريخ القادمة من القطاع، والمواجهة العرقية بالشوارع بين اليهود وفلسطينيي الداخل، وفي الضفة مع المتظاهرين، والعمليات الفردية، والصواريخ المتفرقة من لبنان وسورية وصولاً إلى احتجاجات اجتاحت المدن العالمية وكسرت القيود السياسية وتدابير "كورونا" للضغط على الدولة العبرية.

ورغم تلقيها دعماً عسكرياً من دول غربية، خصوصاً الولايات المتحدة وفرنسا، تصاعدت الضغوط على تل أبيب للتوصل لوقف إطلاق النار عبر الوسيط المصري، الذي شغّل محركاته من اليوم الأول، لكن الاتصالات التي شاركت فيها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عبر مبعوثه هادي عمر، الذي زار المنطقة، لم تسفر عن نتيجة حتى الآن.

ويبدو أن الهدف، الذي حددته إسرائيل بالتوصل لهدنة طويلة الأمد سيمنح الفلسطينيين موقعاً في معادلة رادعة، واختصر ضابط "الشاباك" السابق جونين بن يتسحاق المشهد، بقوله عبر هيئة البث الرسمية "كان": "مهما فعلنا لن نحقق النصر هذه المرة، لقد هُزمنا".

وعقدت حكومة الاحتلال المصغرة اجتماعاً، أمس، لبحث التطورات، لكن المراسل الدبلوماسي لموقع "أكسيوس" الأميركي باراك رافيد، نقل عن مصادر حكومية، أن الاجتماع لم يناقش وقف إطلاق النار، ولم تتلقَّ تل أبيب أي عروض لهدنة طويلة الأمد.

وخلال مؤتمر صحافي مع وزير الدفاع بيني غانتس ورئيس الأركان أفيف كوخافي، اعترف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن هناك ضغوطاً عليه، لكنه بشكل عام يحصل على دعم دولي، مشدداً على أنه لا ينوي حالياً تعليق عمليته العسكرية، وأنها مستمرة "بكل قوة ليدفع المعتدي الثمن، وتستعيد إسرائيل الردع. لأن إعادة الهدوء والأمن" ستتطلب وقتاً.

وفي تحذير لافت، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، في مستهل اجتماع مجلس الأمن، أن القتال يمكن أن يتطور إلى أزمة إقليمية "لا يمكن احتواؤها"، داعياً إلى "وقف القتال المروع للغاية فوراً".

وفي اليوم السابع من حملتها الدموية، قتلت إسرائيل 42 فلسطينياً، وهي أعلى حصيلة يومية منذ الاثنين الماضي، مما يرفع عدد القتلى بغزة إلى 188، بينهم 52 طفلاً و31 امرأة، فضلاً عن إصابة 1200، وفرار نحو عشرة آلاف من غزة، مقابل مقتل 10 إسرائيليين، وجرح 282، إضافة إلى مئات حالات الهلع جراء أكثر من 3 آلاف صاروخ تناوبت الفصائل على إطلاقها خلال أسبوع.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يواجه إطلاق صواريخ بوتيرة هي الأعلى، وبطريقة لم يشهدها من قبل، أكدت "كتائب القسام" أنها استهدفت أسدود وعسقلان وبئر سبع وسدرويت وقاعدة رعيم بدفعة صاروخية كبيرة، بعد تل أبيب.

وأجمع أعضاء منظمة التعاون الإسلامي على إدانة انتهاكات إسرائيل في غزة، وإجراءاتها في القدس الشرقية، بما في ذلك قضية حي الشيخ جراح التي كانت شرارة النزاع.

وفي كلمته أمام الاجتماع الطارئ للمنظمة، دان وزير الخارجية الكويتي أحمد الناصر، جرائم الاحتلال، مشيراً إلى أن "ما تشهده فلسطين اليوم أحد أعنف اعتداءات الاحتلال الصهيوني".

وحذر الناصر من أن "تصعيد الاحتلال يهدد أمن وسلام المنطقة"، لافتاً إلى أن "جرائمه في القدس هي انتهاك لكل الأعراف الدولية".

وأوضح أن "الانتهاكات الإسرائيلية في القدس تستهدف تغيير الحقائق وفرض الأمر الواقع"، معرباً عن استنكار الكويت بـ"أشد العبارات محاولات الاحتلال الإسرائيلي طمس معالم القدس الشريف واستمرار بناء المستوطنات وتهجير الشعب الفلسطيني، في خرق للقوانين والمواثيق الدولية".

بدوره، جدد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان رفض المملكة التام واستنكارها لإجراءات الاحتلال الاستفزازية، ومنها إخلاء المنازل في القدس الشرقية بالقوة وفرض السيادة عليها، وجميع الأعمال العسكرية ضد المدنيين، وتقويض فرص استئناف عملية السلام، ونسف الجهود الدولية الرامية لتحقيق الأمن والأمان والاستقرار في المنطقة.

وإذ شدد بن فرحان على أن بلاد الحرمين لا تقبل المس بالقدس الشرقية، وأن على المجتمع الدولي التدخل عاجلاً لوقف انتهاكات إسرائيل، أكد نظيره الأردني أيمن الصفدي أن "القدس ومقدساتها خط أحمر، ولا سلام شاملاً ولا أمن ولا استقرار من دون إعلانها عاصمة لفلسطين المستقلة ذات السيادة على خطوط 1967".

وقال الصفدي: "ستبقى حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية والحفاظ على هويتها العربية المهمة الأسمى، التي يكرس الوصي عليها الملك عبدالله الثاني كل إمكانات الأردن لها".

إلى ذلك، أجرى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري إسماعيل قآني اتصالين برئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، أكد فيهما "دعم إيران للفلسطينيين في مواجهة جرائم العدو الصهيوني" على القدس وقطاع غزة، معتبراً أن ما تقوم به إسرائيل في القطاع وحي الشيخ جراح في القدس "يخالف كل القوانين والمعاهدات الدولية".

ومع توسع دائرة النزاع لتشمل أعمال عنف قومية وهجمات بين اليهود والعرب، في جميع أنحاء الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ 1967، تكثفت المفاوضات الدبلوماسية في الكواليس، سعياً لوضع حد للعنف، وعقد مجلس الأمن اجتماعاً طارئاً عبر الفيديو، أمس، كما يجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، لإجراء محادثات مماثلة.

وفي خطوة نادرة، أعلن وزير خارجية الصين وانغ يي، أمس، عن رؤية ذات ثلاث نقاط تشمل حلاً عادلاً ووقف النار وتطبيق حل الدولتين، مؤكداً أن السبب الجذري لتدهور الوضع يعود لعدم حل القضية بشكل عادل لمدة طويلة، وانحراف عملية السلام عن مسارها المحدد، ولم يتم تنفيذ قرارات مجلس الأمن بشكل فعال، وتعرض حق فلسطين لإقامة دولة مستقلة لانتهاكات مستمرة.

back to top