حوار كيميائي : القدس ليست وجهة نظر... بل هي الوجهة والنظر

نشر في 17-05-2021
آخر تحديث 17-05-2021 | 00:20
 د. حمد محمد المطر ليست القدس مجرَّد وجهة نظر، بل هي الوجهة وهي كل النظر، وخاب مَنْ يعتقد أن القدس ‏مجرَّد قضية تتعلق بمدينة مُحتلة يمكن للمؤتمرات والتسويات أن تحلها، فالقدس والمسجد ‏الأقصى هما بالنسبة للأمتين الإسلامية والعربية تاريخ وعقيدة، قرآن وسيرة نبوية، لذلك كل ‏مَنْ راهن ويراهن على أن الكيان الصهيوني يستطيع أن يبتلع القدس خاب رجاؤه، والأحداث ‏الجارية اليوم في فلسطين تثبت ذلك، فما إن اقترب الكيان الصهيوني من حي الشيخ جراح ‏ومن المسجد الأقصى في مشروعه المشؤوم تهويد القدس حتى انتفضت فلسطين بكاملها، في ‏الضفة وغزة والمدن العربية داخل الكيان الصهيوني، وهو ما شكَّل له كابوساً حقيقياً، أصبح ‏يحاول بكل قوته وبعلاقاته الدولية الخروج منه، مدركاً أن ما يرسمه سياسيوه من مكائد ‏ومخططات عصيّ على التطبيق أمام هذه الإرادة التي لا تلين.‏

الكويت منذ خمسينيات القرن الماضي، وحتى قبل صدور الدستور الكويتي، أصدرت المرسوم ‏الأميري بتاريخ ٢٦ مايو ١٩٥٧ الذي يجرّم أي تعامل مع الكيان الصهيوني، وينص على ‏المقاطعة الشاملة لهذا الكيان الغاصب، في عهد المرحوم الشيخ عبدالله السالم، واستمر موقف ‏الكويت ثابتاً منذ ذلك التاريخ إلى الآن، وسيبقى ثابتاً بإذن الله.‏

لقد بذل الصهاينة، ومعهم المتصهينون، جهوداً كثيرة لتغيير المفاهيم وتقريب المسافات بين ‏الشعوب العربية وبين الكيان الصهيوني، تارة باسم المسجد الأقصى وزيارته، وتارة بالدعوة ‏للسماح لطائرات الكيان المدنية بعبور الأجواء العربية، وتارة بدعوى السياحة، وأخيراً ‏بضرورة التطبيع مع هذا الكيان، وكل هذه الجهود سقطت خلال ساعتين فقط منذ بدأت حرب ‏الكيان الصهيوني ضد غزة ورد فعل المقاومة الفلسطينية في غزة على هذا العدوان، ووصول ‏صواريخهم إلى العمق الصهيوني، ساعتان من الحقيقة أسقطت أعواماً من دعوات المزيفين.‏

لذلك نقول، ونحن على ثقة، إن مشروع التهويد لن يمر، ومشروع مسح ثقافتنا وتغيير المفاهيم ‏لن يمر، والدليل ما يحصل الآن، سواء في فلسطين أو لدى الشعوب العربية، وما رأيته في ‏ساحة الإرادة قبل أيام -حين نفذ الشباب الكويتي اعتصاماً تضامناً مع الشعب الفلسطيني- ‏من تنظيم وحماس شبابي تجاه القدس والأقصى جعلنا مطمئنين إلى أن هذا الجيل ليس فقط ‏يحمل القضية على عاتقه، بل هو أكثر حماساً وأشد إصراراً على التصدي لجميع المشاريع ‏الصهيونية في فلسطين وفي المنطقة العربية.‏

نحن من جيل لم يرَ أي انتصار على الكيان الصهيوني إلا ما سطَّره ويسطّره أبطال المقاومة ‏الفلسطينية في قطاع غزة، إنه انتصار يرفع الرأس، رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها من ‏حصار وخذلان، انتصار حقيقي يحققه المقاومون أمام أعيننا بمعادلة غير متوازنة، معادلة ‏النار والإيمان، ورغم التفوق العسكري الصهيوني والفارق الكبير، فإن هذه المعادلة أثبتت ‏نجاحها، فلا شيء يقهر قوة الإيمان وإرادته.‏

‏***‏

‏مادة حفّازة:‏

بالقدس + قد نطق الحجر= أنا لا أريد سوى عمر

د. حمد محمد المطر

back to top