نحتاج إلى قبضة حديدية

نشر في 04-05-2021
آخر تحديث 04-05-2021 | 00:10
 قيس الأسطى سؤال النائب الفاضل شعيب المويزري بخصوص اجتماع حكومي اتخذ فيه قرار يتعلق بالقبضة الحديدية أدخل الشارع السياسي في جدل مستحق حول الموضوع.

عن نفسي أرى أن القبضة الحديدية في هذا البلد كانت وما زالت وستظل مطلباً ملحاً جداً، ولكن لمن وكيف؟ إذا كان الحديث حول متابعة مغردين فنحن أمام استمرار فكر عفا عليه الزمن، ومنهج يجب أن يتغير، لأن ما يغير آراء الناس ليس ملاحقات قانونية بل أداء حكومياً يعيد الخدمات إلى سابق عهدها وملاحقة جدية لسراق المال العام.

فعلاً يا سادة نحتاج الى قبضة حديدية تشعر الناس بأن محاربة الفساد ليست شعاراً يرفع للاستهلاك المحلي، لكنه أداء حقيقي تمارسه كل الجهات الحكومية وعلى رأسها ما يقارب عشر جهات رقابية لا تمارس عملها بشكل جيد حتى الآن، بدليل أن أخبار الفساد تلاحق مسامعنا منذ سنوات بشكل لا يطاق.

نحتاج إلى قبضة قوية باسترجاع كل من هرب خارج البلد في قضايا سرقات مال عام، ولعل على رأس هذه القائمة من سرق أموال المتقاعدين والذي يبدو أن الحكومة تماطل في إعادته لأنه يملك معلومات تشير إلى أن "العصفور أكبر من الفخ" وأن القصة كبيرة جداً، ونحتاج أيضا أن نعرف من الذي سهل خروج هذا الشخص من البلد.

نحتاج إلى قبضة ترجع تعليمنا الذي تراجع ووصل إلى قاع سحيق بفعل تعيين غير المستحقين على رأس المؤسسات التعليمية والشهادات المزورة والمناهج البالية التي أسهمت في انهيار كبير في التعليم بشقيه الجامعي والعام.

نحتاج إلى قبضة تجاه التلاعب الكبير الذي حصل في كشوفات الصفوف الأمامية وهنا أؤكد أنني لا أعتبر أن المبلغ المالي الكبير أو الجهات التي أرسلت الكشوف مثل أمانة الأوقاف أو هيئة القرآن أو بعض الجهات هي الكارثة، بل عدم احترام قدسية معنى كلمة الصفوف الأمامية والتصرف بأن الجميع سواء وأن دكتوراً أو ممرضاً أو فني أشعة أو مسعفا في مستشفى جابر أو أي مستشفى آخر معرض لالتقاط العدوى بجرعة كبيرة بدليل أن الجسم الطبي فقد ما يقارب السبعين إنساناً، بدرجة موظف إداري التحق بعمله في أي وزارة لكي يصرف رواتب باقي الموظفين، أكرر أنا هنا لست ضد مكافأة هؤلاء ولكنني ضد تسميتهم بالصفوف الأمامية.

الأمثلة كثيرة والملفات متخمة، نحتاج إلى صفحات وصفحات لسردها، لكنني أختصر القبضة الحديدية بأداء حكومي يعيد الكويت الى سابق عهدها عنواناً للفن والحضارة والاقتصاد الحر، وهذا يحتاج الى تطبيق العدالة على الجميع، ويبدو لي أن حبس مغردين على رأي وخروج غاسلي أموال وسارقين لملايين ومليارات بكفالات زهيدة مقارنة بالمبالغ التي سرقوها أو غسلوها لن تكون خريطة طريق جيدة للعدالة المنشودة.

باختصار أكثر وأكثر مشكلتكم يا حكومة ليست مع المغردين مشكلتكم في مكان آخر يبدو أنكم غير قادرين على مواجهته.

فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.

قيس الأسطى

back to top