«السلالة الهندية» تظهر في الأردن وماليزيا

«كورونا» يُهدّد الأصغر سناً بعد تحصين المسنين... و«فايزر» الأميركي يصل إلى كندا

نشر في 03-05-2021
آخر تحديث 03-05-2021 | 00:04
ممرضون بين أسرّة مرضى «كورونا» في مستشفى ميداني أقيم بأحد النوادي الرياضية في نيودلهي أمس	 (أ ف ب)
ممرضون بين أسرّة مرضى «كورونا» في مستشفى ميداني أقيم بأحد النوادي الرياضية في نيودلهي أمس (أ ف ب)
مع استمرار حالة الفزع التي تسيطر على الهند، واصلت السلالة المكتشفة حديثا انتشارها في العالم، وسجلت إصابات جديدة في المنطقة العربية بالتزامن مع القيود التي تفرضها دول العالم المختلفة على القادمين من ذلك البلد.
بعدما رُصد في 17 بلداً على الأقلّ بينها فرنسا وبريطانيا وألمانيا، أعلن الأردن وماليزيا، أمس، تسجيل أولى الإصابات بالمتحوّر الهندي لفيروس «كورونا»، الذي ظهر بالأساس في الهند.

وقال وزير الصحّة الأردني، فراس الهواري، إن الأشخاص الذين التقطوا العدوى «لم يسافروا إلى الخارج»، معتبراً ذلك دليلا على أن «ظهور الحالات المتحوّرة ليست بالضرورة أن تكون قد أتت من الخارج إنّما نتيجة التكاثر النوعي».

وقرّر الأردن، الأحد الماضي، وقف الرحلات الجوية مع الهند.

وفي كوالالمبور، قال وزير الصحة الماليزي، أدهم بابا، أمس، إن بلاده رصدت أول إصابة بالسلالة المتحورة المعروفة باسم «بي.617.1» لدى مواطن هندي تم فحصه في مطار كوالالمبور الدولي، بعد أيام من فرض حظر على الرحلات الجوية القادمة من الهند.

وأعلنت عشرات الدول بينها الكويت وقف استقبال المسافرين القادمين من الهند، تحسباً من تفشي «السلالة الهندية».

وفرضت أميركا قيودا على الرحلات من الهند، بينما منعت استراليا مواطنيها العالقين في الهند من العودة.

«السلالة الهندية»

ويُعتقد أنّ «السلالة الهندية»، هي أشدّ عدوى وقد تؤدّي إلى خفض فاعلية اللّقاحات، لكنّ الأمور لاتزال مبهمة.

وتقول تقارير إن خطورة «السلالة الهندية» تأتي، لأنها تقع في جزء مهم داخل البروتين الشائك للفيروس الذي يخترق الجهاز المناعي، ويصعب التعرف عليه لمهاجمته.

ويشير مراقبون إلى أن السلالة ربما تحوّرت بصورة تجعل المرض أكثر قدرة على الانتشار أو يسبب أعراضا حادة، أو أن اللقاحات قد لا تقي منه، لكن «معهد روبرت كوخ» الألماني للأمراض المعدية حذر من التسرع في إصدار استنتاجات حول «بي 617.1»، وكذلك فعلت منظمة الصحة العالمية قبل ايام.

وقال رئيس المعهد، لوتار فيلر: «لا يمكننا في الوقت الحالي أن نثبت بشكل نهائي إذا ما كان الفيروس ينتشر بشكل أسرع أم لا»، لافتا إلى أن «سلالات كورونا الأخرى لها تأثير في الهند أيضا، ولكن هناك بيانات محدودة فحسب».

وقال مسؤول في لجنة مستشارين علميين شكلتها الحكومة الهندية، إن اللجنة أبلغت السلطات باكتشاف طفرات طفيفة في بعض عينات كورونا، «يمكنها أن تتجنب الاستجابة المناعية»، وتتطلب مزيداً من الدراسة.

وأضاف المستشارون أنهم يعملون على تحديد هذه الطفرات ولا يوجد سبب حالياً للاعتقاد بأنها تنتشر أو تمثل خطورة كبيرة.

تراجع نسبي

ومع تسجيل الهند، أمس، عددا قياسيا جديدا بالوفيات بـ«كورونا» بلغ أكثر من 3689 وفاة خلال آخر 24 ساعة، مع تراجع قليل بعدد الإصابات الجديدة التي بلغت نحو 393 ألف إصابة، نصح المستشار الطبي للبيت الأبيض أنتوني فاوتشي السلطات الهندية بفرض إغلاق تام على مدى أسابيع لمواجهة الموجة الثانية القاتلة من الوباء.

وفي مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست»، قال فاوتشي، أمس الأول، إنه يتعين على الهند دراسة الطرق التي يمكن من خلالها أن يساعد الجيش في التخفيف من وطأة الكارثة، واصفاً الموقف بأنه يشبه «الحرب».

وقاومت حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي حتى الآن فرض إغلاق على الصعيد الوطني، تجنُّباً لتكرار تجربة الإغلاق العام الماضي التي عانى كثيرون على إثرها وشكلت ضربة للاقتصاد.

لا يفرق بين الأعمار

إلى ذلك، وبعد قضاء معظم الوقت من العام الماضي في رعاية المرضى المسنين، يشهد الأطباء تحوّلاً واضحاً، إذ يُشكل المرضى في منتصف العمر نسبة متزايدة في أقسام معالجة «كورونا»، وفقاً لموقع إذاعة NPR الأميركية.

ويعتبر ذلك علامة على نجاح الولايات المتحدة بحماية كبار السن من خلال التطعيم، وتنبيه بأن الأصغر سنا «سيدفعون ثمنا باهظا» في حال تفشي الفيروس.

ويقول الدكتور فيشنو تشوندي، طبيب الأمراض المعدية بجمعية شيكاغو الطبية «نرى الآن أشخاصاً في الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات من العمر مرضى حقا، ومعظمهم يكافحون الفيروس، لكن بعضهم لا يستطيع».

وعلى صعيد الولايات المتحدة، يمثل البالغون الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما الآن أكثر مرضى «كورونا» دخولا إلى المستشفى في البلاد، وهم يشكلون نحو 35 في المئة من جميع حالات دخول المستشفيات.

ويشكل أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و64 ثاني أكبر عدد من حالات دخول المستشفى، بنسبة تقدر بـ 31 في المئة. وفي الوقت نفسه انخفض عدد حالات دخول المستشفى بين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما انخفاضا كبيرا.

ويبقى احتمال الوفاة بسبب كورونا ضئيلا جدا للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما، ولكن يمكن أن تصاب هذه الفئة العمرية بالفيروس، وأن تعاني أعراضا طويلة الأمد، والأشخاص الذين يعانون بعض المشاكل مثل السمنة وأمراض القلب هم أكثر عرضة للإصابة.

«فايزر»

إلى ذلك، تستعد شركة «فايزر» الأميركية، لإمداد كندا بدءاً من اليوم، بلقاحها المنتج في مصنعها بالولايات المتحدة، ما يجعلها ثاني دولة بعد المكسيك تتلقّى جرعات من منشأة الشركة في كالامازو في ولاية ميشيغان، وذلك بعد انتهاء صلاحية قيود عهد الرئيس السابق دونالد ترامب على صادرات الجرعات بانقضاء مارس. وقالت وزيرة المشتريات الفيدرالية أنيتا أناند: «يمكنني أن أؤكد أنه ابتداءً من 3 مايو، ستتوافر إمدادات كندا من لقاح فايزر عبر مصنع في كالامازو». وأضافت: «نتوقّع أن نبقى على نفس جدول التسليم، مع توقّع مليوني جرعة أسبوعيا في مايو، بدءاً من هذا الأسبوع، و2.4 مليون جرعة كل أسبوع في يونيو».

حفلة ووهان

وأول من أمس، حضر نحو 11 ألف شخص «مهرجان ستروبيري الموسيقى» بمدينة ووهان الصينية التي مهد فيروس كورونا. ووضع بعض المتفرجين كمامات، لكن كثيرين لم يستخدموها.

وعاش الناس في ووهان التي ظهر بها «كورونا» للمرة الأولى أكثر من شهرين من القيود الصارمة خلال أول عزل عام في العالم. ومنذ ذلك الحين، وطبقا للبيانات الرسمية، أصبحت المدينة خالية تماما من الفيروس.

back to top