سموّ الرئيس‎

نشر في 23-04-2021
آخر تحديث 23-04-2021 | 00:00
 خالد اسنافي الفالح أخاطبك بصفتك راعيا مسؤولا عن رعيته، مصداقاً لكلام النبي: "كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤولٌ عن رعيّته"، وبصفتي أحد رعاياك الذين يحق لهم، وفقاً للعقد السياسي المبرم بيننا، مساءلتك عبر وكلائهم السياسيين، مع التذكير أن من صفات البررة الوفاء بالعهد، وأن آخر ما نزل من القرآن (باتفاق) سورة المائدة التي خاطبت في مبتدئها المؤمنين بالأمر "أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ"، وإننا في أيام يبادر فيها المؤمنون إلى التقرب لخالقهم باتباع أوامره واجتناب نواهيه.

إن من أول ما يتعلّمه تلميذ القانون هو تراتبية النص التشريعي؛ فيعلو الدستور على ما عداه، ويدنو منه القانون على ما دونه، ثم تحل اللوائح بعده، وتستقر تالياً القرارات، وهي تراتبية ذات حجية لا يسمو فيها الأسفل على الأعلى أبداً! لكن ما تعلّمه تلميذنا النجيب كان مناقضاً لطلب سموّك الغريب! وإني لأرجو اختبار صبر سموّك في هذه المساحة الضئيلة بكلمات قليلة لعل فيها بعض الثواب وتقديم الصّواب.

إن الأداة التي استجابت لطلب سموّك (تأجيل الاستجوابات المزمع تقديمها لما بعد دور الانعقاد الثاني) هي القرار النيابي بالموافقة على الطلب، بغض النظر عن صحته من عدمها، ومعنى ذلك أن عضو مجلس الأمة الآن ممنوعٌ (واقعاً) من تقديم أي استجواب لك خلال هذه المدة، مما يتنافى صراحةً مع المادة (100) من دستور الكويت التي جعلت الاستجواب حقاً لعضو مجلس الأمة لا يمنعه من تقديمه لمن يشاء من الوزراء أية موانع، وهنا لا جدل حول أن الدستور أبطل بحجيته قرار المجلس بالموافقة على طلبك.

أرجو من سموّكم- وأنتم تملكون الآن العدد الكافي وفقاً للمادة 135 من قانون اللائحة الداخلية لمجلس الأمة، لتأجيل كل استجواب مدرج على جدول الأعمال- تصحيح طلبكم بشطب جملة (أو المزمع تقديمها) حتى يكتمل الشكل الدستوري لطلبك، فالأغلبية المنتخبة لن تقدم على خسارة جولات جديدة طالما لم تحقق النّصاب بعد، هذا وقد أضفى الأمر الأميري على لقبك كلمة (سمو) التي تدل على الترقي والارتفاع، إن لم يكن ذلك بتجاوز الأخطاء، فليكن بألّا تأخذك العزة بالإثم.

في كلمته المعبّرة لكتابه (النظام الدستوري والمؤسسات السياسية في الكويت) سطّرت أنامل الدكتور عثمان عبدالملك الصالح هذه الحكمة: "إن مكامن الحرية هي: ضمائر حية، وقلوب زكية، وعقول ذكية.. فإن خمدت روحها في مكامنها، فلا دساتير تنفع، ولا قوانين تردع، ولا محاكم تمنع من أن يحل محلها القهر والقسر والاستبداد والحجر"، لذا أنفخ في حياء ضميرك، وزكاء قلبك، وذكاء عقلك حتى لا تخمد جذوة النار وإن ثُقِبَتْ القِرَب!

خالد اسنافي الفالح

back to top