تخبُّط «الكهرباء» يعطِّل «العدادات الذكية»

المشروع يراوح مكانه منذ 12 عاماً كانت كافية لاستبدال شبكة التيار كاملة
• «المحاسبة»: أداء الوزارة إخفاق بامتياز وتقصيرها كبّدها مبالغ كبيرة

نشر في 16-04-2021
آخر تحديث 16-04-2021 | 00:10
وزارة الكهرباء والماء
وزارة الكهرباء والماء
منذ أعلنت وزارة الكهرباء والماء ، في مطلع 2009، طرحها مناقصة للعدادات الذكية للانخراط في «موجة الحكومات الإلكترونية»، لايزال هذا المشروع يراوح مكانه، ولا ينتظر أن يدخل إلى الخدمة عبر «العالم الافتراضي» قبل 3 سنوات على الأقل، وفق ما أعلنه وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة، وزير الشؤون الاجتماعية والتنمية المجتمعية، مشعان العتيبي، الأسبوع الماضي.

جملة عوامل أوقعت وزارة الكهرباء، على مدى أكثر من عقد، في متاهة الإخفاق، إذ فشلت في نيل موافقة لجنة المناقصات المركزية على هذا المشروع، فقد ردته الأخيرة غير مرة لعدم كفاية دراسة الجوانب الفنية والمالية، أو لتعديل المواصفات، أو بسبب اللغط والشكوك المحيطة بالملف، ثم يأتي ديوان المحاسبة ويصف، في أكثر من تقرير له أداء «الكهرباء» في طرح مناقصات تلك العدادات بأنه «إخفاق بامتياز»، مؤكداً أن تقصيرها أدى إلى خسارتها مبالغ كبيرة كعائدات لخدماتها.

ورغم مطالبة الديوان للوزارة منذ سنوات باتخاذ إجراءات لضمان التشغيل الناجح لمنظومة العدادات الذكية، يبدو أن «الكهرباء» لا تزال في واد آخر، إلى درجة أن وكيلها بالتكليف جاسم النوري، غرد على حسابه في «تويتر» بأن لتلك العدادات «فائدة كبرى في كيفية التحكم في الاستهلاك الكهربائي للجميع، من خلال القراءات اللحظية»، ما يعني أن الأمور بالنسبة إلى مسؤولي «الكهرباء»، بعد 12 سنة من الإجراءات، لا تزال عند حدود محاولة الإقناع بالمشروع!

ما بين يناير 2009 وأبريل 2021 رحلة طويلة لمسلسل العدادات الذكية تكشف عن تخبط الوزارة ومسؤوليها في تنفيذ مشروع يشكل حجر الزاوية في التحول إلى عصر ذكي قوامه تحويل كل الإجراءات التي يتولاها قطاع خدمة العملاء حالياً لتحصيل مستحقات الوزارة عن خدمتي الكهرباء والماء إلى عملية رقمية تتم بعيداً عن التدخلات البشرية، فضلاً عن المزايا الأخرى التي يتيحها تركيب تلك العدادات في عملية تحصيل المستحقات والقضاء على مشاكل الديون المستحقة للوزارة لدى العملاء.

12 سنة من التأخير تكفي لاستبدال شبكة الكهرباء في البلاد برمتها، وليس مجرد استبدال العدادات التقليدية بأخرى ذكية، مع العلم أن العدادات المقترحة منذ سنوات تنتمي إلى «جيل تكنولوجي» قد يكون ضرورياً إعادة النظر فيه لاختيار عدادات أخرى أكثر تطوراً... فمتى يرى المشروع النور وتتحول «الكهرباء» إلى وزارة ذكية؟!

أبرز المحطات الزمنية للمشروع

• يناير 2009 : إعلان مناقصة شراء العدادات الذكية.

• يونيو 2009 : نجاح التشغيل التجريبي لتلك العدادات في الجهراء.

• مارس 2010 : إعلان تطبيق المشروع في القطاعين الاستثماري والتجاري بالمرحلة الأولى.

• يناير 2011 : لجنة المناقصات تطلب إلغاء عدادات الدفع المسبق لتشابهها مع مناقصة «الذكية».

• مايو 2012 : «الكهرباء» تطرح للمرة الثالثة «العدادات الذكية» بـ 78 مليون دينار.

• فبراير 2013 : إعادة طرح «العدادات» بعد تعديل المواصفات.

•مارس 2014 : «المناقصات» أعادت طرح «العدادات الذكية» بالدفع المسبق.

• سبتمبر 2015 : طرح مناقصة التصنيع.

• مارس 2016 : بدء طرح منظومة العدادات الذكية.

• مارس 2017 : «زين» تفوز بمناقصة المنظومة الذكية.

• سبتمبر 2018 : تركيب 5 آلاف عداد ذكي في 3 مناطق.

• مايو 2019 : 14 شركة تتنافس على تركيب 300 ألف عداد.

• أغسطس 2020 : «المناقصات» تقر ترسية 200 ألف عداد.

• أبريل 2021: وزير الكهرباء يعلن الحاجة إلى 3 سنوات أخرى لتنفيذ المشروع.

back to top