شوشرة: موسم ووسم

نشر في 09-04-2021
آخر تحديث 09-04-2021 | 00:10
 د. مبارك العبدالهادي في كل موسم نيابي تخرج لنا بعض العادات غير المألوفة والألفاظ غير المتوقعة والألقاب المميزة التي تلتصق بالبعض حسب أدائهم وتصرفاتهم ومخارج الحروف عندهم، والكلمات الصادرة من أفواههم والتي أصبحت كالوسم، خصوصا أننا نمتاز ببعض المراقبين والمتربصين والمتابعين الذين باتوا يعشقون نجوم الكوميديا النيابية الذين يتحورون حسب الأجواء والأهواء والقضايا المثارة، ومع تبادل الاتهامات في خضم المشاحنات السياسية إثر تطور الأحداث التي اعتدنا عليها في مجلسنا الذي من المفترض أن يدخل موسوعة غينس لأدائه الذي لا يخفى على الجميع، فإن على بعض النواب مسح ذاكرة غوغل التي أصبحت مرجعا للتذكير بأدائهم وألقابهم وتصريحاتهم وازدواجية مواقفهم.

وأمام استمرار معركة المناصرين والرافضين فإن احتدام المواقف قد ينعكس خلال الأيام المقبلة لتتحول المواجهات إلى أكثر سخونة رغم محاولات الالتفاف عليها، ولكن بحكم القضايا المتراكمة فإن الساحة ستكون فارغة لمناقشتها وكشف المستور عنها دون أي مباغتات أو تلاعب لأن العملية ستكون مكشوفة لمن يحاولون الاصطياد بالماء العكر، ورغم المحاولات الحكومية لكسب المزيد من الوقت لعل وعسى أن تفلح اجتهاداتها في كسب المزيد من المناصرين، إلا أن المتابعة الشعبية لأي مواقف نيابية أصبحت تشكل فارقا بين الأمس واليوم لأن وضع بعض النواب أصبح على شفا حفرة، والحسابات تجاههم تغيرت رغم المساعي لتجميل الصورة أو تمرير بعض المعاملات الصعبة لإعادة كسب الولاءات في ظل وجود بعض الناخبين الذين يستهدفون من اهتزت صورتهم في الوقت الحالي لاستخدام ورقة الابتزاز لكسب العديد من المنافع والهبات والقفز بالبراشوت قدر ما استطاعوا للحصول على بعض المناصب، في حين أن هناك آخرين من أبناء الشعب الذين قد يكونون في أمس الحاجة لمساعدتهم لتمرير معاملاتهم إلا أنهم تخلوا عنها وتمسكوا بمبادئهم التي تثنيها الإغراءات، فذلك لن يفلح مع المخلصين من أبناء هذا الوطن.

وأمام سيل الأسئلة النيابية التي وجهها بعض النواب إلى عدد من الوزراء فإن الردود إما أن تكون واضحة وصريحة للكشف عن خبايا أحداث جديدة أو أنها تواجه التصعيد الذي قد يصل إلى المساءلة، وبالتالي ستكون الاستجوابات حاضرة وبقوة لأنها ستكون بمثابة المتنفس لهذا الاحتقان السياسي الذي انعكس سلبا على كل شيء في حياتنا.

ورغم المراهقة السياسية من بعض المبتدئين الذين يحاولون استخدام وسيلة الاستفزاز كعلاج لتغطية بلاويهم، فإن ذلك لن يفلح بعد اكتشاف هذه الأساليب الملتوية ونحن نعيش في ثورة تكنولوجية وعالم جديد يدار بالريموت كنترول.

د.مبارك العبدالهادي

back to top