3 مستويات للضغط على الكاظمي وطهران تطلب انسحاباً من «السماء»

نشر في 08-04-2021
آخر تحديث 08-04-2021 | 00:09
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي
يقع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي تحت ثلاثة مستويات كبرى من الضغط، في العلاقة مع الولايات المتحدة، غداة انطلاق الجولة الثالثة من الحوار بين بغداد وواشنطن، خلال أقل من عام، والأولى في عهد الرئيس الأميركي جو بايدن، حيث أعلن الجانبان تنظيم لقاء على مستوى وزيري الخارجية عبر الفيديو نهار الأربعاء (أمس)، لبحث قضايا أهمها العلاقة العسكرية.

واستبق اللواء إسماعيل قآني قائد «فيلق القدس»، المكلف العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، الحوار بزيارة خاطفة إلى بغداد، حثّ فيها الأجنحة الموالية لطهران على ممارسة أشد أنواع الضغط على فريق الحكومة العراقية، بما يتضمن التركيز، لا على انسحاب القوات الأميركية فقط، بل على منع الطيران الأجنبي من اختراق الأجواء العراقية، وكذلك تأكيد ضرورة الانسحاب من معسكرين في إقليم كردستان الشمالي يتواجد فيهما سلاح الجو التابع لقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

أما الضغط الثاني، فيأتي من القوى السنية والكردية في العراق والقوى الممثلة للتيار العلماني، حيث يشعر هؤلاء بأن الوجود الأميركي توازنٌ يزداد أهميةً مقابل تنامي النفوذ الأمني والسياسي للفصائل المسلحة الموالية لإيران، والتي تطمح علناً للحصول على مكاسب إضافية شمالاً وغرباً، على طول الحدود مع سورية وتركيا.

وتحاول هذه الأطراف دعم حكومة الكاظمي لصوغ علاقة قانونية مبنية على اتفاقات تعود إلى عام ٢٠٠٨ من عهد الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش، لموازنة قرار البرلمان، مطلع العام الماضي، بإخراج فوري للقوات الأميركية، وهو قرار تفردت به كتل شيعية تشكل الأغلبية البسيطة.

لكن المستوى الثالث من الضغط يأتي من القيادات العسكرية العراقية نفسها، إذ تؤكد المصادر أن الكاظمي طلب من القوات المسلحة تقييماً متواصلاً لنوع الحاجة العراقية إلى التعاون العسكري مع الولايات المتحدة، وكانت النتائج لمصلحة بقاء القوات الأجنبية، حيث لايزال العراق يعاني نقصاً فادحاً في المراقبة الجوية وأسراب إف 16 الأميركية المحدودة، وأيضاً في غطاء الرادار المتاح، مع وجود حدود طويلة مع سورية تنشط فيها خلايا تنظيم داعش، وحدود مع إيران تتحرك فيها الأسلحة المهربة والعناصر المقاتلة من مختلف الفئات، عبر خطوط نقل عديدة من طهران حتى دمشق وبيروت، عبر الأراضي العراقية.

ويمثل الملف التركي، حيث الصراع بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني المعارض، صداعاً إضافياً لبغداد، في ظل الاستقطاب بين الأتراك والإيرانيين في الملف السوري المتداخل بنحو معقد مع قضية الأمن العراقي، ولعل ذلك ما يفسر جزءاً من دواعي السفر العاجل لرئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض إلى العاصمة الروسية ومباحثاته مع مسؤولين كبار ذوي صلة بقضايا الشرق الأوسط، حيث يمثل الفياض في العادة صلة وصل بين الأجنحة المتشددة والمعتدلة في السياسة العراقية.

وقبيل ساعات من انطلاق الحوار العراقي-الأميركي، أصدرت الفصائل العراقية بياناً مطولاً شديد اللهجة، أكدت فيه انتهاء مفهوم التهدئة وعدم استعدادها لاستقبال وساطات سياسية من أي طرف، إذا لم يتضمن بيان بغداد، بعد جولة الحوار الثالث، جداول زمنية قصيرة لسحب القوات وتحصين السماء العراقية من الطيران الأميركي، وهنا تبدو تقييمات القوات العراقية النظامية معاكسة تماماً للمطلب السياسي، الذي تتمسك به، بلهجة التهديد، الفصائل الحليفة لطهران، مما يعزز شعوراً يسود الأوساط السياسية بأن صيف العراق الممزوج بتنافس انتخابي حاد، سيكون أكثر من ساخن.

بغداد- محمد البصري

back to top