صلِّ على النبي

نشر في 07-03-2021
آخر تحديث 07-03-2021 | 00:19
 حسن العيسى لا شيء يثير الاهتمام، مثل إعادة مشاهدة فيلم عربي سمج، النهاية فيه متحجرة لا تتغير ولابد أن تكون سعيدة كما يريدها المخرج والمنتج والجمهور الغارق في عالم الأوهام والخرافات عن السحر والجن، جمهور يعوض عن جهله وإحباطاته الاقتصادية السياسية من الأنظمة الحاكمة فلا يجد غير عالم الأحلام والأوهام نسجتها خيالات ألف ليلة وليلة.

السياسة بدولة "هذي الكويت صل على النبي" تتماثل تماماً مع عقلية الإخراج بالفيلم العربي، هي قلقة، حائرة، بعيدة عن الحسم، تعيد إنتاج نفسها بكل ملل فلا جديد فيها، تنتج بكفاءة عالية بكتريا السأم والإحباط في نفوس الواعين وليس عند القطيع الذي يظل يردد ويتفاعل بلا وعي مع الجمود السياسي بالدولة.

كيف تفكر الحكومة اليوم؟ هل تغير تفكيرها مع تغير الواقع؟ هل لديها جديد تقدمه يمكن أن يخرج البلاد من حالة المراوحة والترديد الببغاوي لمقولات ونهج حكومات قبلها؟ هل هي مستعدة لمواجهة تحديات اليوم في عالم يتغير كل لحظة بينما "هم" أهل السلطة في نهجهم متجمدون في رؤيتهم، حائرون، لا يعرفون ماذا يريدون وكيف يواجهون الغد؟

خذوا مثلاً بسيطاً ما حدث أمس الأول في مسألة الحظر الجزئي، بعد إعلانه بفترة بسيطة لزيادة أعداد وباء كوفيد أو بتفسير تآمري من أن المقصود حظر سياسي وليس صحياً، بدأت بعدها بسرعة تراجعات وتخبط في القرارات، ثم استثناءات، ثم مراجعة لها واستثناء من الاستثناء، حظر زيارة الأماكن والمطاعم العامة، ثم استثناء خدمة التوصيل والنوادي الصحية، ثم منع الصالونات ودكاكين الحلاقة، كأننا في سوق "المقاصيص" مساومات وتراجعات وتردد.

مثل تلك القضية السابقة، لربما تكون بسيطة ومؤقتة في عمر الدولة، لكن ماذا عن قضية المستقبل الاقتصادي - السياسي للدولة والأجيال التي يتم تبديد ضمانات حياتها؟ المستقبل هو اليوم، ماذا ستفعل سلطة خطوة للأمام وعشرة للخلف، ومكانك راوح...؟ كم مرة تقال لكم عبارات مثل هذا سيفوه، وأنتم بشبر ماء تغرقون، فكيف ستصنعون مع محيطات تعصف بها أمواج رهيبة؟ سفينة تايتانك تغرق والجماعة لاهون يستمعون للفرقة التي تواصل العزف بوصلة غنائية تردد "هذي الكويت صل على النبي... هي ديرتنا و(ما) فيها اللي نبي".

حسن العيسى

back to top