أفسحوا المجال لغيركم لمواجهة الوباء

نشر في 04-03-2021
آخر تحديث 04-03-2021 | 00:10
هناك سمات عامة لأداء الحكومة في هذه الأزمة مثل التأخر في اتخاذ القرارات، والتردد في الإعلان عنها، والتراجع عن القرارات بعد صدورها رسمياً، وعدم الشفافية والوضوح الإعلامي، وسوء إدارة الملف التعليمي، والأضرار الاقتصادية الفادحة خصوصاً بصغار المستثمرين، والازدواجية في تطبيق القانون لمخالفي الاشتراطات الصحية، وعدم مراعاة الجوانب النفسية لأفراد المجتمع.
 ‏‫وليد عبدالله الغانم أعلن معهد لوي الاسترالي العالمي (Lowy Institute) وهو معهد مستقل للأبحاث عن مؤشر أداء حكومات دول العالم في إدارتها لأزمة كورونا خلال ٨ شهور بعد رصد أول ١٠٠ حالة في كل دولة، وقيم المعهد مئة دولة بناء على عدة معايير منها عدد الإصابات والوفيات والفحوصات لكل مليون شخص، للأسف حلت الكويت بالمرتبة ٨٠ من أصل ٩٨ دولة شملتها الدراسة، وكان ترتيب الدول الخليجية والعربية متقدماً عن الكويت في الدراسة، فقد حلت تونس (21 عالمياً) والإمارات (35) والبحرين (44) وقطر (50) والسعودية (65) والمغرب (68) وليبيا (77) والكويت (80) ثم العراق (89)، فسلطنة عمان (91).

هناك سمات عامة لأداء الحكومة في هذه الأزمة مثل التأخر في اتخاذ القرارات، والتردد في الإعلان عنها، والتراجع عن القرارات بعد صدورها رسمياً، وعدم الشفافية والوضوح الإعلامي، وسوء إدارة الملف التعليمي، والأضرار الاقتصادية الفادحة خصوصاً بصغار المستثمرين، والازدواجية في تطبيق القانون لمخالفي الاشتراطات الصحية، وعدم مراعاة الجوانب النفسية لأفراد المجتمع صغارهم وكبارهم، وتصريحات غير مسؤولة عن التعامل مع الأزمة من بعض القيادات، وقرارات الحظر الجزئي والكلي وإغلاق المنافذ ورحلات الطيران وإعادة فتحها، ومكافأة الصفوف الأمامية الغريبة والمتعطلة، وميزانية عقود ومشتريات أزمة كورونا، والبدعة العجيبة لنسب دوام الموظفين في القطاع الحكومي والخاص، واختيار الأنشطة التي يتم إغلاقها أو السماح بها. وهكذا ساهمت الفوضى الحكومية في تأزيم المجتمع وإرهاقه خلال عام 2020 مع غموض التوجهات المستقبلية للتعامل مع هذه الأزمة الممتدة.

لقد قلنا مراراً وتكراراً إن اجتهاد وإخلاص العاملين في الصفوف الأمامية بمواجهة الوباء، خصوصاً في وزارة الصحة بكل قطاعاتها كان خط الدفاع الأول في الكويت منذ بداية الأزمة، فما قام به العاملون في القطاع الصحي من جهد جبار ومتواصل ساهم في التخفيف من الآثار العنيفة للوباء بفضل الله تعالى، وكذلك رجال الداخلية والعاملين في المطار بمختلف وظائفهم والمحاجر، وبالطبع الجمعيات التعاونية والشباب المتطوعين بكل موقع والقائمين على حملة التطعيم، فقد كان هؤلاء نجوماً في سماء الوطن، لكن جاءت الدراسة هذه، لتؤكد لنا أن إدارة الدولة لأزمة كورونا لم تكن موفقة والدلائل والشواهد كثيرة، فماذا سيفعل مجلس الوزراء الموقر بتشكيلته الجديدة مع هذه الدراسة؟ وكيف سيصحح الأوضاع ويعدل المسار؟ ألم يحن الوقت لتكليف إدارة جديدة للتعامل مع هذا الوباء بعد أن أخذت إدارته الحالية فرصتها الكافية والوافية؟ والله الموفق.

‏‫وليد عبدالله الغانم

back to top