تصعيد خطير بين السودان وإثيوبيا

اختراق جوي إثيوبي بالتزامن مع زيارة البرهان للحدود

نشر في 14-01-2021
آخر تحديث 14-01-2021 | 00:12
وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس  ووزير الخارجية عمر قمر الدين ، خلال اجتماع عبر الفيديو مع نظرائهما المصريين والإثوبيين
وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس ووزير الخارجية عمر قمر الدين ، خلال اجتماع عبر الفيديو مع نظرائهما المصريين والإثوبيين
تصاعدت حدة أزمة الحدود بين إثيوبيا والسودان منذرة بحرب بين البلدين، في حين يستمر التوتر بالمنطقة؛ بسبب سد النهضة الإثيوبي الذي يثير غضب الخرطوم والقاهرة.

وبعد اشتباكات دامية خلال الأسابيع الماضية على الحدود الإثيوبية - السودانية، أعلنت الخرطوم أمس، أن طائرة عسكرية إثيوبية اخترقت الأجواء السودانية، واصفة ذلك بـ «تصعيد خطير».

وقالت وزارة الخارجية السودانية، في بيان: «في تصعيد خطير وغير مبرر، اخترقت طائرة عسكرية إثيوبية الحدود السودانية - الإثيوبية، الأمر الذي يمكن أن تكون له عواقب خطيرة، ويتسبب في المزيد من التوتر في المنطقة الحدودية».

وطالبت الخارجية السودانية إثيوبيا بالامتناع عن «تكرار مثل هذه الأعمال العدائية»، محذرة من أن لها «انعكاسات خطيرة على مستقبل العلاقات بين البلدين».

وتزامن الحادث الخطير مع زيارة رئيس المجلس السيادي الانتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان إلى منطقة الفشقة، التي تبلغ مساحتها نحو 250 كيلومتراً مربعاً، ويؤكد السودان أحقيته بها، فيما يستغل مزارعون إثيوبيون أراضيها الخصبة.

وزار البرهان برفقة رئيس هيئة الأركان الفريق أول محمد عثمان الحسين، مدينة القضارف «للوقوف على الأوضاع الأمنية والعسكرية على الحدود».

وفي وقت سابق تحطمت مروحية عسكرية سودانية، في القضارف، ولم يتضح إذا كان لها علاقة بالاختراق الجوي الإثيوبي أو بزيارة البرهان.

وجاء الحادث بعد يوم من تحذير إثيوبيا من نفاد صبرها إزاء ما قالت إنه «استمرار جارتها في الحشد العسكري في المنطقة الحدودية المتنازع عليها».

واتهم السفير الإثيوبي لدى السودان يبلتال أميرو، في تصريح خلال اجتماع مع ممثلي منظمات دولية وسفراء دول أجنبية بالخرطوم، أمس، الجيش السوداني بالاستيلاء على تسعة معسكرات إثيوبية منذ نوفمبر الماضي، مشدداً على أن ما قام به الجيش السوداني سيؤدي إلى الإضرار بعلاقة البلدين.

وأثار السفير غضباً عارماً في الخرطوم ومطالبات بطرده، بعد أن قال خلال اللقاء، إن الترسيم البريطاني للحدود انحاز للسودان ورسم حدوداً غير عادلة، وأكد أن المواطنين الإثيوبيين لا يمكن إزاحتهم من هذه المنطقة.

وفي عام 1902، تم إبرام اتفاق لترسيم الحدود بين بريطانيا العظمى، القوة الاستعمارية في السودان في ذلك الوقت، وإثيوبيا، لكن الترسيم بقي يفتقر إلى خطوط واضحة. وأجرى الجانبان محادثات حدودية نهاية العام الماضي.

وأمس الأول، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتي، في مؤتمر صحافي بأديس أبابا: «يبدو أن الجانب السوداني يسبق ليشعل الموقف على الأرض». وتساءل: «هل ستبدأ إثيوبيا حرباً؟ حسناً، نحن نقول دعونا نعمل بالدبلوماسية».

وأضاف مفتي أن القوات السودانية ما زالت تتقدم في المنطقة الحدودية، ووصف الخطوة بأنها انتهاك «غير مقبول» للقانون الدولي ويؤدي «إلى نتائج عكسية».

لكن وزارة الخارجية السودانية ردت ببيان قالت فيه، إن خمس نساء وطفلاً قتلوا في هجوم نفذه مسلحون إثيوبيون في منطقة الفشقة بولاية القضارف.

وفي بداية ديسمبر الماضي، اتهم السودان «القوات والميليشيات» الإثيوبية بنصب كمين للقوات السودانية على طول الحدود، مما أسفر عن مقتل أربعة جنود وإصابة أكثر من 20 عسكرياً.

وقالت إثيوبيا الأسبوع الماضي، إنّ الجيش السوداني «نظّم هجمات باستخدام الرشاشات الثقيلة»، وإن «العديد من المدنيين قتلوا وجرحوا». وفي 31 ديسمبر، أعلن السودان أن جيشه استعاد السيطرة على الأراضي التي يحتلها مزارعون إثيوبيون.

back to top