تفوّق الولايات المتحدة على الصين في أي حرب تايوانية ليس حتمياً في عهد بايدن!

نشر في 07-01-2021
آخر تحديث 07-01-2021 | 00:00
 1945 سيواجه جو بايدن مجموعة من المصاعب والتحديات حين يستلم الرئاسة الأميركية في 20 يناير، لكن سيكون تدهور العلاقات الصينية الأميركية الأكثر تأثيراً على الأرجح، ومن المتوقع أن تصبح نقطة الاشتعال المحتملة في تايوان المسألة الأكثر إلحاحاً.

يدعو الكثيرون في واشنطن إلى التخلي عن سياسة "الغموض الاستراتيجي" المعتمدة منذ عقود مقابل الإعلان صراحةً عن استعداد الولايات المتحدة للدفاع عن تايوان إذا حاولت الصين يوماً أن تعيد توحيد الجزيرة بالقوة، يفترض هذا الموقف أن تتمكن القوات المسلّحة الأميركية من إتمام تلك المهمة بنجاح، لكنّ هذه الفرضيات ليست في محلّها لثلاثة أسباب أساسية:

أولاً، يرتفع احتمال أن تفشل الولايات المتحدة عسكرياً في منع أي هجوم صيني قوي ومتقن، يذكر التقرير السنوي الذي قدّمته وزارة الدفاع الأميركية أمام الكونغرس حول الصين أن جيش التحرير الشعبي الصيني يتابع تحديث نفسه منذ عقود وقد طوّر قدراته الدفاعية الأساسية المعروفة باسم استراتيجيات "منع الوصول/تحريم الدخول" (A2/AD).

خلال العقود القليلة الماضية، طوّر الصينيون أسلحة حربية حديثة وحسّنوا نوعية قوتهم القتالية مقارنةً بما كانت عليه حين فككت الولايات المتحدة الجيش العراقي في عهد صدام حسين في عام 1991، ورغم تفوّق الجيش الأميركي عالمياً، قد تستفيد بكين تكتيكياً من أي قتال داخل "سلسلة الجزر الأولى" بالقرب من الساحل الصيني. قد تمنع القوة الأميركية التقليدية والنووية الصين من مهاجمة الأراضي الأميركية أو القوات المسلّحة، لكن ستتفوق بكين إذا قرر الأميركيون التدخل في جوارها.

ثانياً، قد لا تكتفي تايوان باستهداف القوات الصينية الهجومية للدفاع عن نفسها في حال اندلاع الحرب، فتستهدف أيضاً القواعد العسكرية في البر الصيني الرئيسي، فإذا انضمّت الولايات المتحدة إلى القتال ضد الصين، من المستبعد أن تميّز بكين بين الاعتداءات التايوانية والأميركية ضد أراضيها وقد تطلق رداً صينياً ضد المواقع الأميركية في المنطقة (في اليابان أو كوريا الجنوبية أو غوام أو هاواي) أو تستهدف الأراضي الأميركية مباشرةً، في هذه الحالة، ستزيد مخاطر الرد النووي سريعاً.

ثالثاً، لا شيء يضمن ألا تُكرر الصين محاولاتها حتى لو تجاوز الأميركيون جميع المصاعب وألحقوا هزيمة مباشرة بالصينيين. نتيجةً لذلك، قد تنشغل واشنطن بتحصين تايوان طوال الوقت، فيصبح أمنها جزءاً من المسؤوليات الأميركية، كذلك، قد يطلق هذا الوضع حرباً جديدة مع الصين لأن الوجود الأميركي العسكري على طول المضيق قد يدفع بكين إلى التحضير لجولة قتالية جديدة.

تُعتبر تايوان جزءاً من المصالح الصينية الأساسية، لذا من المستبعد أن يتوقف القتال هناك، سيضطر الأميركيون إذاً لإنفاق المليارات سنوياً للدفاع عن تايوان بشكلٍ دائم، ما يؤدي إلى تصاعد الأعباء على الاقتصاد الأميركي وتغيير أهداف القوات العسكرية والموارد في جميع أنحاء العالم وزيادة حجم الجيش الأميركي وميزانية الدفاع بدرجة كبيرة.

قد يؤدي تحمّل هذا العبء باعتباره شكلاً من "المكافأة" مقابل منع الصين من الاستيلاء على تايوان إلى إفلاس الولايات المتحدة حرفياً وزيادة هشاشتها أكثر من أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الأولى. يجب أن يدرك الجميع أن أخذ هذا النوع من المجازفات الضخمة لا يصبّ في مصلحة واشنطن.

في النهاية، ستبقى الولايات المتحدة من أصدق المدافعين عن الحرية وتقرير المصير في أنحاء العالم، لكنها ليست مضطرة لضمان حرية الأراضي والشعوب في جميع الدول الأخرى، ستكون المجازفة بإضعاف قدرة واشنطن على حماية حرياتها الخاصة في خضم محاولات الدفاع عن حريات الدول الأخرى مأساة حقيقية.

دانيال ديفيس - 1945

back to top