فريق جونسون يتصدّع مع اقتراب المرحلة الأخيرة من «بريكست»

نشر في 23-11-2020
آخر تحديث 23-11-2020 | 00:06
 أويست فرانس في عالم كرة السلة، تشير "اللحظة الحاسمة" (Money Time) إلى الثواني الأخيرة التي يتقرر فيها مصير أي مباراة محتدمة ويكون تماسك الفريق في هذه المرحلة بالغ الأهمية، يبدو أن فريق رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون سيبدأ هذا الأسبوع الحاسم من مباراة "بريكست" اللامتناهية في ظل الأجواء الدرامية نفسها، فعشية يوم الجمعة أقال جونسون مستشاره الخاص دومينيك كامينغز.

يُعتبر هذا السياسي الذي يحمل شهادة في التاريخ من جامعة "أكسفورد" واحداً من مهندسي استفتاء عام 2016، فقد كان كامينغز (48 عاماً) مدير الحملة الداعمة لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقد نجح في تحويل غضب البريطانيين المستائين من سياسة التقشف على مر عشر سنوات إلى مواقف مؤيدة لمغادرة الاتحاد الأوروبي، حتى أنه كان وراء الشعار الشهير "استرجاع السيطرة"، كذلك، كان دور كامينغز بارزاً في الفوز التاريخي الذي حققه المحافظون وبوريس جونسون في الانتخابات التشريعية في نهاية عام 2019.

حصلت إقالته المفاجئة بعد يومين على استقالة مؤيد شرس آخر لخطة "بريكست"، وكان يُفترض أن يصبح لي كاين رئيس ديوان مجلس الوزراء البريطاني، لكنه قرر الاستقالة أيضاً قبل أيام، وفي تحوّل مفاجئ للأحداث، بدا وكأن استفادة هذين الرجلَين "المتطرفَين" من السلطة إلى جانب بوريس جونسون رغم كل ما يحصل أيقظت المعتدلين في حزب المحافظين وحرّكتهم من جديد.

خسر كامينغز دعم الكثيرين، لا سيما في أوساط حزب المحافظين، باعتباره شخصاً "خارج السيطرة"، فقد سبق أن حاول تعليق عمل البرلمان تزامناً مع عقد المفاوضات الأخيرة حول "بريكست" لكنه لم ينجح في مساعيه، ثم ضُبِط وهو ينتهك تدابير الإقفال التام حديثاً، وحتى خطيبة جونسون كاري سيموندس، مديرة الاتصالات السابقة في حزب المحافظين، كانت تتمنى رحيله.

في النهاية، تخلى بوريس جونسون عن كاين ثم كامينغز، فهل يثبت هذا الوضع أن المملكة المتحدة تستطيع تقديم التنازلات اللازمة للتوصل أخيراً إلى تسوية مناسبة مع الاتحاد الأوروبي؟ لا شيء مؤكدا بعد، لكن يبدو أن جونسون الذي تعرّض لانتقادات واسعة بسبب طريقة تعامله مع فيروس كورونا وافق على التضحية بهما لأسباب داخلية، في محاولةٍ منه لتوحيد صفوف الحزب. في مطلق الأحوال، يُفترض أن يتم التوصل إلى اتفاق في الأيام المقبلة للحصول على الوقت الكافي للمصادقة عليه في البرلمانَين البريطاني والأوروبي، وإلا ستصبح قواعد منظمة التجارة العالمية وحدها سارية المفعول ويجازف هذا الوضع بزعزعة التبادلات المرتقبة.

زاد الوضع تعقيداً مع ظهور متحدث باسم "داونينغ ستريت" كي يعلن أن بوريس جونسون الذي أصيب في أبريل الماضي بفيروس "كوفيد19" عاد وحجر نفسه الآن بعد احتكاكه بشخص مصاب، لكن أكد المصدر نفسه أن رئيس الوزراء سيتابع عمله رغم كل شيء.

* باتريك أنجيفين *

back to top