طوابع البريد الذهبية نادرة وتنفد بسرعة وأسعارها مرتفعة

نشر في 18-10-2020
آخر تحديث 18-10-2020 | 00:05
بعض طوابع البريد الذهبية
بعض طوابع البريد الذهبية
عند تناول الإفطار كل صباح على طريقة "الترويقة اللبنانية"، أستمع إلى ألحان وأغاني فيروز الجميلة، فتكتمل لدي الأجواء اللبنانية الشاعرية.

لفت انتباهي أثناء الاستماع إلى أغنية فيروز الشهيرة، التي مطلعها "غالي الذهب غالي... وضِحْكت عناقيدو"، أن لدي طوابع بريدية مصنوعة من الذهب الحقيقي... ولِمَ لا يكون ذلك؟ وما يمنع أن تُصْدِر إدارات البريد في العالم مثل هذه المقتنيات النادرة إذا شعرت بأنه سيكون لها سوق رائج لدى الهواة ومعارض ومنتديات عالمية تجرى من خلالها المسابقات والمزادات، ثم تُباع هذه النوادر بأثمان خيالية ويربح حينئذ الهواة.

قبل الحديث عن طوابع الذهب التي أمامكم، سأروي لكم هذه القصة، التي بدأت معي في 29/7/1990، عندما أصدرت إدارة البريد بالكويت 3 طوابع بريدية اعتيادية عليها رسم رأس الصقر، الأول فئة 50 فلساً، والثاني فئة 100 فلس، والثالث فئة 150 فلساً، وإجمالي ثمن هذه المجموعة 300 فلس، وحصل الاحتلال العراقي للكويت ولم تُستخدم هذه الطوابع في الكويت إلا على نطاق محدود لفترة قصيرة سبقت الاحتلال، وأصبحت نادرة، والكل يتحدث عنها ويود الحصول عليها، ومن محاسن الصدف عند صدور أي طوابع بريد كويتية جديدة لا أشتري طابعاً واحداً من كل فئة، وإنما صفحة كاملة (sheet)، تحتوي على 50 طابعاً، وتكوّن لدي ثلاث مجموعات لرأس الصقر، ولم يُكلف ثمنها جميعاً إلا 15 ديناراً فقط.

وبعد تحرير الكويت مباشرة؛ ألغت الكويت هذه الطوابع، وارتفع سعر الطوابع الثلاثة، التي مجموع ثمنها 300 فلس إلى 150 جنيهاً إسترلينياً، وعليكم بالحساب عند جمع ثمن الثلاث مجموعات، التي تحتوي كل مجموعة منها على 50 طابعاً، فيصبح الإجمالي 7500 جنيه إسترليني.

وكما قال المثل: على نياتكم ترزقون. وأصبحت الإجازة في لندن بعد تحرير الكويت مربحة وممتعة وذات فائدة.

نعود إلى مغلفات طوابع البريد التي من الذهب، وهذه تصدرها العديد من الدول في العالم بكميات محدودة للهواة، ومعها شهادات رسمية من جهة الإصدار، لكنها تنفد سريعاً لازدياد الطلب عليها، وبنفس الوقت يرتفع ثمنها أضعافاً مضاعفة باستمرار، لندرتها ولارتفاع سعر الذهب.

عالم الطوابع البريدية غريب وعجيب وممتع، لكن للأسف الشديد لا يوجد لدينا في الكويت محل واحد يبيع الطوابع والمغلفات البريدية... لا أدري سبب ابتعاد المجتمع عن هذه الثقافات الراقية!

back to top