وداعاً يا أمير الإنسانية

نشر في 01-10-2020
آخر تحديث 01-10-2020 | 00:08
محطات وعطاءات كثيرة ميزت مسيرة الفقيد الراحل سمو الشيخ صباح لا يسع أي قلم ذكرها أو حصرها، كلها سارت في الخير وصبّت في مصلحة الكويت والمنطقة العربية والإسلامية والعالمية.
 أ. د. فيصل الشريفي فقدت الكويت كبيرها وقائد مسيرتها أمير الإنسانية، الأمير الراحل سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي استطاع أن يقود سفينة الكويت إلى بر الأمان بحنكته السياسية وحكمته التي تميز بها، وعطائه الإنساني اللا محدود الذي جعل من الكويت مركزاً للعمل الإنساني، ومن سموه أميراً للإنسانية، فكسب تقدير رؤساء الدول العالم وحب الشعوب الأرض.

محطات وعطاءات كثيرة ميزت مسيرة الفقيد الراحل سمو الشيخ صباح لا يسع أي قلم ذكرها أو حصرها، كلها سارت في الخير وصبّت في مصلحة الكويت والمنطقة العربية والإسلامية والعالمية.

من أبرز تلك المحطات التاريخية التي ميزت مسيرة الراحل حرصه على تجنيب دولة الكويت أعاصير الربيع العربي، ووقوفه إلى جانب الشعوب واستقرارها، ودفع الضرر عنها، وترسيخ مبادئ الحوار، والاستماع إلى لغة العقل وترجيح مصالحها.

الكويت وهي تودع قائدها تستذكر بعظيم الامتنان ما وجه به سموه الحكومة عند ظهور جائحة كورونا بإجلاء المواطنين في الخارج، وصرف رواتب الكويتيين خلال تلك الأزمة، وتستذكر دموعه الغالية أثناء تفجير مسجد الصادق، وكلمته التي وصل صداها إلى كل بقاع الأرض «هذولا عيالي»، وتستذكر دوره الكبير في لمّ البيت الخليجي وتحمله مشقة السفر رغم حالته الصحية.

كيف لنا أن ننسى كمواطنين قيادتك للكويت بعقل السياسي الحكيم، وقلب الأب المحب لأبنائه، كيف لنا أن ننسى تلك الابتسامة التي تعلو محياك، وكيف لنا أن ننسى توجيهاتك الكريمة للحفاظ على أمن الكويت واستقرارها؟.

عزاؤنا- نحن المواطنين- في خلف أميرنا الراحل سمو الشيخ نواف الأحمد الصباح أمير التواضع الذي شارك وتقاسم مع الراحل الفقيد الشيخ صباح هموم الوطن وآماله، ذلك الشخص عرف عنه حبه وإخلاصه للكويت.

هذه الأمانة الكبيرة وفي ظل هذه الأوضاع التاريخية التي تمر بها المنطقة والتي تحمل في طياتها ملفات ثقيلة وتطلعات محلية في غاية الأهمية، والتي نؤمن نحن، أبناءك، أنك قادر على تحملها وأنت أهلٌ لها، سائلين المولى عز وجل لسموك التوفيق، وأن يسدد خطاك على طريق الحق، ويحقق مسعاك لما يحبه ويرضاه، وييسر لك أمره، ويرزقك البطانة الصالحة التي تعينك على الخير وتدلك عليه، وأن يوفقك لما فيه خير البلاد والعباد.

دعواتنا للفقيد الراحل بالمغفرة والرضوان وجنة الرحمن، لما قدمه لأهل الكويت من عمل يرضي الله ويرضي رسوله، وسرّ به قلوب وضمائر شعبه، فجزاه الله عنا كل خير.

إلى جنات الخلد يا أبا ناصر فقد كنت الناصر والقائد والأب.

إلى جنات الخلد يا أمير الإنسانية وصاحب القلب الكبير والأيادي البيضاء.

سنظل نستذكرك وستظل الأجيال تتذكرك لما بذلته للكويت وأهلها وستظل شعوب العالم ترفع أيدها لك بالدعاء يا أمير الإنسانية.

ودمتم سالمين.

back to top