مصر: تظاهرات محدودة في الريف وأزمة «الطوب الأحمر» على الخط

إعلان قوائم المرشحين المقبولين للانتخابات النيابية اليوم

نشر في 27-09-2020
آخر تحديث 27-09-2020 | 00:03
بدوية مصرية بالزي التقليدي في محمية ومنتجع راس محمد جنوب سيناء أمس (إي بي أيه)
بدوية مصرية بالزي التقليدي في محمية ومنتجع راس محمد جنوب سيناء أمس (إي بي أيه)
استمرت حالة الاستنفار الأمني وانتشار قوات الشرطة بكثافة في الميادين والشوارع المصرية أمس، غداة تظاهرات محدودة في عدة قرى بالريف المصري أمس الأول، دعا اليها رجل الأعمال الهارب محمد علي ودعمتها جماعة "الإخوان" المصنفة إرهابية في مصر.

وفشلت التظاهرات المستمرة منذ الأحد الماضي في الريف الذي يعاني جراء ضغوطات اقتصادية واجتماعية بسبب تردي الأوضاع المعيشية، في الوصول إلى مراكز المدن ولم ينضم أهالي المدن الذين قادوا مشهد ثورتي يناير 2011 ويونيو 2013، إلى الحراك.

وقال مصدر أمني إنه تم إلقاء القبض على عدد من مثيري الشغب في الجيزة (وسط) ودمياط (شمال).

وأشارت "الجبهة المصرية لحقوق الإنسان"، إلى توقيف عدة مئات يتم التحقيق معهم على خليفة التظاهرات. ووثقت "المفوضية المصرية للحقوق والحريات" 147 حالة اعتقال منذ 20 سبتمبر خصوصاً في مناطق البساتين بالقاهرة وأطفيح والعياط بالجيزة.

وشهدت الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي حالة انقسام صارخة، إذ نقلت الفضائيات الموالية مشاهد لميدان المدن المصرية الهادئة، بينما نقلت الفضائيات المؤيدة لـ "الإخوان"، مشاهد للتظاهرات. وكشفت وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) عن فبركة فيديو قديم يعود لعام 2013.

ودخل "الأزهر الشريف" وشيخه الإمام الأكبر أحمد الطيب، على خط الأزمة، أمس، إذ دعا في بيان رسمي الشعب المصري إلى "الوقوف صفاً واحداً خلف الوطن وقياداته في وجه دعوات زعزعة الاستقرار والإخلال بالنظام العام، وتفويت الفرصة على أصحاب الأجندات الخارجية المغرضة"، وأشاد بوعي المصريين الذي فوت فرصة زعزعة الاستقرار.

أزمة الطوب

وكانت أعنف المواجهات التي شهدتها تظاهرات أمس الأول، في الظهير الريفي لمحافظة الجيزة، وتحديداً في جنوبها بمنطقة العياط. وأكدت مصادر أهلية لـ"الجريدة"، أن سبب غضب أهالي ريف جنوب الجيزة يعود أساساً إلى الاستياء من قرارات الحكومة في الأونة الأخيرة.

وكشفت المصادر عن أن جنوب الجيزة مسؤولة عن إنتاج 90 في المئة من الطوب الأحمر (الطوب الطفلي) في مصر، لكن تكليفات الحكومة باستخدام الطوب الأسمنتي في المشاريع القومية، أصاب الصناعة في مقتل، ثم جاءت إجراءات التصالح في مخالفات البناء وإزالة المباني المخالفة في قرى بنيت بطرق مخالفة، كالقشة التي قصمت ظهر البعير، لذا سعى محافظة الجيزة ونوابها في البرلمان خلال الساعات الماضية إلى تهدئة الموقف عبر الجلوس مع أصحاب المصانع والعمل على حل أزمتهم.

وكانت الحكومة اعلنت مساء الخميس الماضي تمديد فترة التصالح لمخالفي قانون البناء، وشددت على أنها لا تهدم أي منزل مأهول. وأثارت الحملة لتنفيذ القانون غضب شرائح مصرية.

انتخابات البرلمان

في غضون ذلك، أغلقت الهيئة الوطنية للانتخابات، أمس، باب الترشح لانتخابات مجلس النواب بعد انتهاء مدة 10 أيام المحددة لتلقي أوراق المرشحين، على أن تعلن الكشوف المبدئية بأسماء المرشحين المقبولين اليوم، وسط إقبال واسع من راغبي الترشح على تقديم أوراقهم، إذ بلغ الأمر تقديم أكثر من 40 شخصاً أوراق ترشحهم على المقعد الواحد.

وشهدت الأيام الأخيرة قبل غلق باب الترشح، اتصالات ماراثونية بين قيادات حزب "مستقبل وطن" مع عدد من الأحزاب لمحاولة التوصل إلى تشكيل نهائي لقائمة "من أجل مصر"، وسط خلافات حادة بين الأحزاب بسبب مطالب زيادة مقاعد كل حزب بالقائمة، ما دفع "مستقبل وطن" إلى تأجيل التقدم بأسماء المرشحين بالقائمة أكثر من مرة.

وأكدت مصادر حزبية، أن الخلافات دفعت "مستقبل وطن" الحزب المهيمن على الحركة السياسية في مصر أخيراً، إلى جعل الأسماء النهائية للقوائم شبه سرية لحين التقدم بها قبل غلق باب الترشح مباشرة، وذلك تجنباً لردود الفعل الغاضبة من المستبعدين، وقطع الطريق على تشكيلهم لقوائم منافسة.

وترشح رئيس البرلمان الحالي علي عبدالعال، على رأس قائمة الجيزة والصعيد، ومن المتوقع أن يتولى رئاسة مجلس النواب في دورته الجديدة، فيما يعلن الرئيس السيسي قبل يوم الخميس المقبل أسماء المعينين في مجلس الشيوخ، وعددهم 100 عضو، مع دعوة المجلس للانعقاد قبل نهاية الأسبوع الجاري.

back to top