لبنان: عباس إبراهيم يحاول تليين موقف «الثنائي» وباريس تنشط على خط موسكو - طهران

رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة : لا أزمة في النظام السياسي بل حالات متكاثرة من الاستئثار

نشر في 23-09-2020
آخر تحديث 23-09-2020 | 00:05
صور ضحايا سقطوا بانفجار مرفأ بيروت خلال حفل موسيقي تكريمي لذكرى مرور 40 يوماً على وفاتهم في حديقة «قصر سرسق» في الأشرفية  مساء الأحد (أ ف ب)
صور ضحايا سقطوا بانفجار مرفأ بيروت خلال حفل موسيقي تكريمي لذكرى مرور 40 يوماً على وفاتهم في حديقة «قصر سرسق» في الأشرفية مساء الأحد (أ ف ب)
علقت المبادرة الفرنسية لمحاولة إنتاج حكومة «مهمة» في شرك التعقيدات المحلية التي أثبتت انها عصية على كل جهود باريس ورئيسها ايمانويل ماكرون، ويبدو انه لا حل قريبا للازمة الحكومية الا بتراجع احد الفريقين الرافضين عن التنازل، فمن جهة يرفض «الثنائي الشيعي» التراجع عن مطلبه بالحصول على وزارة المالية، ومن جهة أخرى يتمسك نادي رؤساء الحكومات السابقين، ومن ورائهم رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب، بمبدأ المداورة في الوزارات.

وكشفت مصادر متابعة، أمس، أن «البحث عن حل يدور على خطين: الأول، لبناني، حيث استأنف المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم اتصالاته بالثنائي الشيعي للتوصل إلى اتفاق وسط بشأن وزارة المالية»، مشيرة إلى أن «الحل قد يكون باختيار شخصية شيعية توافقية وغير حزبية لتولي الحقيبة، فتحل العقدة وتبصر بعدها الحكومة النور».

وتابعت المصادر: «الخط الثاني هو إقليمي حيث تنشط باريس على خطي موسكو وطهران، دافعة نحو تدخلهما لدى حزب الله وحركة امل، لتليين مواقفهما وخفض سقوفهما، والسير بالمداورة وبحكومة اختصاصيين التزاما بما تعهدا به أمام الرئيس ماكرون خلال زيارته الأخيرة».

وحذرت من «ذهاب البلاد الى جهنم ما لم يبادر الحزب ورعاته الاقليميون إلى تقديم التنازلات المطلوبة»، مستبعدة ذلك «في زمن الانتخابات الأميركية التي يراهن عليها محور الممانعة في حال عدم فوز الرئيس دونالد ترامب».

يأتي ذلك مع عودة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط من باريس، حيث التقى عددا من المسؤولين الفرنسيين، وعكس الزعيم الدرزي «الجو» الفرنسي بتصريحه مساء امس الأول، عندما قال إن «إيران تعطل الفرصة الأخيرة للإنقاذ في لبنان».

وقالت مصادر مقربة من قصر بعبدا، أمس، إن «اقتراح الرئيس عون المداورة في الوزارات يفتح الباب امام حل، اذا كانوا يريدون فعلا حلا،  وحتى الآن لم تظهر ردود الفعل باستثناء بعض الاوساط التي لا يمكن اعتبارها موقفا رسميا».

وأضافت أن «من ركّز على عبارة جهنم يريد حرف الانظار عن الطرح الجدي الذي قدمه رئيس الجمهورية واهميته، وذلك للتركيز على الشكليات فقط»، موضحة أن «كلمة جهنم قصد بها الانهيار، وهو تعبير يستعمل عادة للقول اننا ذاهبون للأسوأ».

في موازاة ذلك، تمنى رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة على «جميع المعنيين في لبنان التمسك بوثيقة الوفاق الوطني، والكف عن العبث بهذا النص الجامع»، مؤكدا انه «لا أزمة بالنظام السياسي اللبناني بل حالات متكاثرة من الاستئثار»، ودعا بعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، امس، الى «تشكيل حكومة انقاذ مصغرة لمهام محددة ووزراء اكفاء لا يكونون أسرى الطائفية».

وأردف: «الكل يعلم أن البلاد في وضع الفشل والبؤس والإفلاس الذي بلغته لا تتحمل ممارسات غير وطنية وغير مسؤولة، لذلك لابد من الإقلاع عن التشبث بالحقوق المزعومة للطوائف والمذاهب، والالتفات إلى معالجة قضايا الوطن الملحة وتلبية مصالح وحقوق المواطنين في حاضرهم ومستقبلهم».

back to top