هكذا هي تضحية الزوجة

نشر في 15-09-2020
آخر تحديث 15-09-2020 | 00:20
 د.نجم عبدالكريم سُمح لها بزيارة زوجها قبل يوم واحد من تنفيذ حكم الإعدام ففاجأته وهي معه في الزنزانة:

• أنطوان لا تفكر إلا فيما أخططه لك.

- حبيبتي أنا لا أفكر إلا بك وبابنتي الصغيرة.

• حبيبي لقد قررت إخراجك من السجن!

- كيف هذا، وقد ألبسوني لباس المشنقة التي سأساق إليها صباح الغد؟

***

• حكايتنا اليوم – لقراء الجريدة – عن الزوجة إيملي وزوجها القائد الفرنسي لافايت:

- إيملي حبيبتي: هذا مستحيل.

• سنقهر المستحيل.

- حبيبتي لا تدعي الحزن يُلقي بك معي فتعدمين.

• بالله عليك، كف عن لغة اليأس... وارتدِ حالاً ثيابي.

- وكيف أخرج بثيابك؟

• أتوسل إليك أن تسمع الكلام.

- أي جنون هذا...؟ سيقتلونك.

• سأقول لهم إنك أرغمتني على ذلك... وقد جئت بالطفلة معي وقلت لهم إنك تريد أن تلقي عليها النظرة الأخيرة قبل إعدامك... وهذه سلة الفاكهة تحتها ثياب نسائية أخرى.

- إيملي... حبيبتي... سيفطنون إلى حجمي.

• سترتدي هذه القبعة التي يتدلى منها ريشٌ كثيف وأنت تحمل الطفلة، مما يساعد على إخفاء وجهك.

- وكيف لي أن أتركك مكاني؟

• عندما نتخطى عقبة خروجك، سيكون هناك أكثر من مخرج... وستجد عند باب السجن من ينتظرك ليخفيك عن الأنظار.

***

• وسارت الخطة تماماً كما رسمتها الكونتيس إيملي، وغادر لافايت السجن، حيث وجد عربة تنتظره، ونقلته إلى مكان يصعب الوصول إليه، ثم تمكن من الوصول إلى بلجيكا:

ونعود إلى السجن، عندما حان وقت تقديم العشاء فوجئ السجان:

- ما هذا؟... يا إلهي الكونتيس؟... وترتدين ثياب الإعدام؟

• لقد أجبرني على فعل ذلك.

- لقد خدعتماني وأنا الذي وثقت بكما... أيتها الكونتيس لقد اشتركت في تهريبه من عقوبة الإعدام يا سيدتي.

***

• وشرعت شرطة باريس تبحث عن الهارب، لكن دون جدوى، أما زوجته الكونتيس إيملي فقد بقيت في الزنزانة بأمر من النائب العام، لكن الصحف الفرنسية خرجت بالعناوين التالية:

* لو كان وزير الداخلية يعرف معنى الخجل لأفرج فوراً عن الكونتيس.

* لو أن وزير العدل يعرف معنى الشهامة والتضحية لما وضع الكونتيس إيملي في زنزانة.

* نطالب بمنح الكونتيس لقب الزوجة المثالية.

***

• وتحت ضغط المنظمات الأهلية، التي أعرب فيها غالبية الشعب الفرنسي عن غضبه لسجن الكونتيس إيملي لافايت، صدر عليها الحكم بالسجن مدة عام مع إيقاف التنفيذ.

***

• لقرائي الأعزاء إن اللجوء إلى التاريخ الإنساني، ومن خلال القراءات، لإعطاء هذه الومضات القليلة، لا يعني أنني أتهرب مما يجري في الساحة من مشاكل، لكن ماذا عساي أن أقول والجميع يعبر عن غضبه ولا يُستجاب لكل ما يعبر عنه الشارع الكويتي للأسف؟!

back to top