عاجل إلى وزير التربية

نشر في 30-08-2020
آخر تحديث 30-08-2020 | 00:10
ماذا سيتذكر طالب يتعرض لمثل ما تعرض له محمد من تعسف من مدرس بعد سنوات قادمة، أو لنقل طوال عمره؟
 مظفّر عبدالله أول العمود:

من بين أهم نتائج استجواب وزير الداخلية نزع الهالة تجاه أي مؤسسة تعمل لصالح المواطنين بما في ذلك مؤسسة أمن الدولة.

***

هذه ليست حادثة اعتيادية، ولا يمكن أن نستمر في وصف أحداث جسيمة بأنها عابرة أو فردية أو القول إنها لا تشكل خطورة، هذه القصة المحزنة أرويها لكم بتسلسل رواه لي والد أحد طلبة الصف السادس مع معلمه.

والد الطالب محمد يوسف أمين عبدالله، قام بكتابة تغريدة في حسابه على "تويتر" يؤكد فيها قيام معلم التربية الإسلامية بتمزيق لوحة قام ابنه محمد برسمها في حصة الرسم، وتتضمن شجرة وبجانبها رجل وامرأة يمسكان بأيدي بعضهما بشكل جميل وبريء، وطلب من ابنه رميها في القمامة! وكان الطالب محمد الذي يهوى الرسم قد وضعها على طاولته في الفصل بعد أن عرضها على والديه وجده قبل يوم من الحادثة مفتخراً.

قام محمد بجمع بعض قصاصات اللوحة الممزقة وأخذها للبيت في محاولة منه لتجميعها وتسببت الحادثة– كما يقول والده– في إحباط وضرر نفسي ملحوظ لابنه ومن ذلك خوفه من ممارسة هواية الرسم التي يحبها.

قبل أقل من شهر تم الاتصال بوالد الطالب من قبل إدارة الجرائم الإلكترونية بسبب قيام المدرس بالشكوى ضده بحجة أنه سبب له إهانة بتضمين التغريدة كلمة: "لكن التفكير المنحط شلون صاير". يقول والد محمد إنه كتب تغريداته بدافع نقد التصرف لا الإساءة، خصوصا عندما يكون الحدث في صرح تربوي.

والد الطالب ذهب للمدرسة لبحث الموضوع ووجد تعاطف المدير والمدير المساعد مع قضيته وانتقدا تصرف المدرس.

معالي وزير التربية المحترم: عرفناك مُحباً للعدل والإنصاف، الحادثة حصلت في 24 أكتوبر 2019 ، وشكوى المدرس قُدمت في 11 نوفمبر 2019 ، واستدعاء ولي الأمر لإدارة الجرائم الإلكترونية تم في أغسطس 2020 .

الطالب محمد في الصف السادس يدرس بمدرسة ابن الأثير المتوسطة بمنطقة جابر الأحمد، وفي ظني أن أفضل حل ليس العقاب بل مواجهة الطالب والمعلم في مكتبكم وتحويل الموضوع إلى حوار حضاري حول أهمية الفن في حياة البشر، وكيف يجب أن يساعد المعلم في تنمية مواهب الطلبة، ودمتم.

back to top