إيران: حريق جديد... والإضرابات تشل النفط

• اللواء حسين سلامي : مقتل قاسم سليماني لم يؤثر على «المقاومة»
• هروب صهر وزير متهم باختلاسات

نشر في 05-08-2020
آخر تحديث 05-08-2020 | 00:05
إطفائيون يحاولون إخماد الحريق في المنطقة الصناعية بطهران أمس (رويترز)
إطفائيون يحاولون إخماد الحريق في المنطقة الصناعية بطهران أمس (رويترز)
في أحدث فصول سلسلة حرائق وانفجارات وقع بعضها في مناطق شديدة الحساسية، واتهمت إسرائيل بالوقوف خلف بعضها، اندلع حريق هائل في منطقة جاجرود الصناعية قرب العاصمة طهران، أمس.

وذكر مسؤول في إدارة الإطفاء للتلفزيون الرسمي الإيراني أن "سبب الحريق لا يزال قيد التحقيق".

ووقعت حوادث أخرى في منشآت إيرانية، خلال الأسابيع المنصرمة، بما في ذلك حريق في منشأة نطنز النووية تحت الأرض يوليو الماضي، تسبب في أضرار جسيمة، في حين أبلغت مصادر مطلعة "الجريدة" أن "الموقع تعرض لهجوم تخريبي".

وفي 26 يونيو، وقع انفجار شرقي طهران قرب قاعدة بارشين العسكرية، ولاحقاً ألمحت الدولة العبرية إلى استهداف الموقع بطائرات.

توسع الإضرابات

في غضون ذلك، توسعت الإضرابات العمالية، التي تشهدها عدة مناطق في إيران جراء تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. وتجمع 650 عاملاً بمصفاة رازي للبتروكيماويات في محافظة خوزستان، اعتراضا على منع مندوب العمال من الدخول إلى المصفاة بسبب مطالبته بحقوقهم، لينضموا إلى مئات من عمال المصافي في محافظات أصفهان وفارس وبوشهر، من الذين كانوا مضربون منذ الأسبوع الماضي بشكل متقطع.

وتعطلت مصافي عبادان، والأهواز، وماشهر، وقشم، وكنغان، ودشت آزادكان ولامرد، أمس، بعد إضراب عمالها جميعاً في اليوم نفسه، في خطوة اعتبرتها الأجهزة الأمنية "منسقة من قبل الأعداء".

وحسب ما أكده محتجون في مصفاة عبادان فإن الأجهزة الأمنية قامت باعتقال 30 عاملا، وطلبت المحكمة كفالة تعادل نحو 50 ألف دولار، للإفراج عن كل عامل.

وأشار ناشطون عرب في محافظة خوزستان لـ"الجريدة" إلى أن الأجهزة الأمنية قامت بمداهمة منازل كوادر عمالية ليلا واعتقلت 150 ناشطاً، بعد أن انتشرت أخبار عن تنسيق الاضراب عبر شبكات التواصل.

وأصدرت وزارة الارشاد قراراً تم بموجبه منع جميع وسائل الإعلام من تغطية أخبار الاضرابات والاحتجاجات، لكن بعض المنصات لم تكترث لقرار المنع ولو بشكل خجول.

ولفت مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إلى أن المجلس اتخذ قراراً بمنع نشر أي تغطية لأحداث الاضرابات والاحتجاجات، وأبلغها لوزارة الارشاد كي تقوم بتعميمها بسبب التخوف من أن تمتد الاضطرابات إلى باقي أرجاء البلاد وتخرج عن السيطرة جراء الأوضاع الاقتصادية السيئة، التي تواجهها البلاد الخاضعة لعقوبات أميركية مشددة.

وإلى جانب إضراب عمال المصافي، استمر عمال معمل قصب سكر "هفت تبه" في خوزستان بالإضراب للشهر الثاني على التوالي، مطالبين باعتقال جميع مدراء المعمل بعد تحول اضرابهم السلمي إلى صدام واشتباكات مع العناصر الأمنية أسفر عن جرح نحو 50 عاملا وشرطياً.

متجر إيراني

عنوان فرعي

في شأن آخر، أعلن أسد الله مسعودي مقام، قاضي القضية المعروفة إعلامياً بـ"فساد شركة تجارة البتروكيماويات"، هروب علي أشرف رياحي، صهر وزير الصناعة الإيراني السابق، إلى الخارج.

وبالإضافة إلى أشرف رياحي، هناك 4 متهمين آخرين في القضية المتصلة بـ"الاتهام بالمشاركة والمساعدة في إخلال کبير بالاقتصاد في مجال البتروكيماويات بمبلغ 6 مليارات و656 مليون يورو".

متجر إيراني

إلى ذلك، تدفقت مواد غذائية إيرانية إلى رفوف أول متجر إيراني يفتتح في العاصمة الفنزويلية كراكاس، في تحدّ جديد لواشنطن من إيران وفنزويلا الخاضعتين للعقوبات الأميركية.

ويتوافد الزبائن بأعداد كبيرة إلى متجر "ميغاسيس"، الذي افتتح في نهاية الشهر الماضي على مساحة 20 ألف متر مربع، لشراء العسل والتمور والملابس أو المناديل الورقية التي "صنعت في إيران"، ملتزمين جميعاً بوضع الكمامات بسبب تفشي فيروس كورونا.

وتباع في "ميغاسيس"، التي ترجع ملكيتها إلى اتحاد شركات تابع لوزراة الدفاع الإيرانية، منتجات وصلت على متن سفينة غولسان الإيرانية، التي رست في فنزويلا في 21 يونيو الماضي. وفي الأسابيع الماضية، وصلت خمسة سفن إيرانية تقل 1,5 مليون برميل من الوقود، موانئ الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية لتعويض النقص المزمن في الوقود فيها. ويشكّل دعم طهران لفنزويلا حالياً أمراً بالغ الأهمية وسط تراجع حماسة الصين وروسيا في دعم الرئيس نيكولاس مادورو غير المعترف به من قبل الغرب.

من جانب آخر، اتهم وزير الداخلية الإيراني رحماني فضلي وسائل إعلام أجنبية بـ"تحريف" وثيقة التعاون طويل الأمد بين إيران والصين، التي تمتد لـ25 عاماً. وقال إن وسائل الإعلام ذكرت أن إيران تعتزم بيع بعض المناطق وحقول نفط لبكين وهو أمر غير صحيح.

من جهة ثانية، جدد القائد العام لـ"الحرس الثوري" اللواء حسين سلامي تهديد بلاده بالانتقام لمقتل قاسم سليماني بضربة جوية أميركية مطلع العام الحالي. ورأى أن خصوم إيران ارتكبوا خطأ عندما توقعوا أن قتل القادة سيؤدي إلى توقف "حركة الثورة".

ونفى أن يكون غياب سليماني، الذي كان مسؤولا عن التنسيق بين الفصائل الموالية لطهران في المنطقة، قد أثر على "حركة المقاومة". وتابع قائلا: "إننا نتحرك وفق المبادئ، ولن نكتفي بالأخذ بثأر الشهيد بل سنواصل نهجه المقدس إلى نهاية المطاف".

في السياق، اتهمت لجنة التحقيق الإيرانية الخاصة بمقتل سليماني، ورئيسِ هيئة "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، إحدى شركات الاتصال في العراق بانخراطها في عملية تصفيتهما عبر تزويد قيادة الجيش الأميركي في "قاعدة فيكتوريا" بمطار بغداد بقاعدة بيانات خط الهاتف النقال لأحد المرافقين للمهندس.

في موازاة ذلك، شنت قناة تابعة لكتائب "حزب الله- العراق" حملة تخوين ضد أحد الضباط، ناشرة صورته، ومتهمة إياه بالتجسس على تحركات سليماني.

روحاني يصف منتقديه بـ «قوى التحريف»

وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس منتقدي حكومته بـ "قوى التحريف"، منتقداً "بث حالة اليأس وتضعيف مجاهدي الخط الأمامي في الحرب الاقتصادية".

واعتبر روحاني أن "تيار التحريف في الداخل يخدم أهداف الأعداء في حربهم الذكية والقاسية ضد إيران"، مضيفا ان "المحور الأساس للحرب النفسية التي يشنها الأعداء ضد الشعب الإيراني هو الإيحاء بعدم فاعلية الحكومة، وتحريف القدرات، وإنكار أو التقليل من شأن النجاحات الكبيرة للبلاد والشعب".

وأشار إلى الأضرار الكبيرة التي خلفها تفشي فيروس كورنا للاقتصاد العالمي، وقال: "الحكومة إلى جانب حربها ضد الحظر الجائر فهي تكافح مرض كورونا وحققت نجاحات جيدة على الصعيدين".

وختم: "عند مقارنة الإنتاج المحلي الإيراني مع انهيار الإنتاج في سائر الدول فإن الاقتصاد الإيراني أثبت مقاومة أكبر في مواجهة هذه الكارثة العالمية".

back to top