إسرائيل تضغط على سورية للحؤول دون فتح «جبهة الجولان»

عشائر تنتفض ضد «قسد» وموسكو قد تبرم اتفاقاً نفطياً مع الأكراد دون تهميش دمشق

نشر في 05-08-2020
آخر تحديث 05-08-2020 | 00:04
دبابات إسرائيلية خلال تدريب في هضبة الجولان أمس (رويترز)
دبابات إسرائيلية خلال تدريب في هضبة الجولان أمس (رويترز)
أعربت إسرائيل عن تخوفها من إقدام إيران وسورية وحزب الله على فتح جبهة جديدة، بعد محاولة زرع عبوات في الجولان من مجموعة يعتقد أنها تابعة لحزب الله. ووجهت تل أبيب رسالة واضحة إلى دمشق، بتبنيها غارة بالمروحيات على القنيطرة، كما حذرت الحزب وايران.
حذرت إسرائيل إيران وسورية وحزب الله من فتح جبهة ثانية ضدها في الجولان السوري المحتل، مع استمرار التوتر على الحدود الشمالية مع لبنان.

وبدا أن تل أبيب تراهن مرة أخرى على الضغط على دمشق، وربما موسكو من خلفها، لكبح أي محاولة من إيران أو حزب الله لفتح الجبهة السورية، من خلال تبنيها بشكل نادر هجوماً بالمروحيات على مواقع الجيش السوري في القنيطرة ليل الأحد ـ الاثنين رداً على محاولة مقاتلين موالين لمجموعة تابعة لحزب الله بزرع عبوة ناسفة قرب السياج الحدودي في هضبة الجولان السورية المحتلة.

وأمس شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته لمقر قيادة الجبهة الداخلية، على أن إسرائيل ستقوم بكل ما يجب أن تقوم به من أجل الدفاع عن نفسها.

وتعليقاً على إحباط زرع العبوة، قال نتنياهو: "أصبنا مجموعة والآن أصبنا أولئك الذين أرسلوها. سنقوم بكل ما يجب أن نقوم به من أجل الدفاع عن أنفسنا. أنصح الجميع، بمن فيهم حزب الله، بأخذ ذلك بالحسبان". وتابع: "هذه ليست تصريحات فارغة بل تصريحات من العيار الثقيل من دولة إسرائيل وجيش الدفاع ومن الجدير التعامل معها بكل جدية".

وكان رئيس الوزراء يلمح بذلك الى أن إسرائيل تقف وراء القصف الصاروخي الذي استهدفت، أمس الأول، "قاعدة الإمام علي" في البوكمال على الحدود السورية مع العراق مما تسبّب بمقتل 15 مقاتلاً عراقياً موالين لإيران، حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وكان نتنياهو قال أمام الكنيست، أمس الأول: "سنضرب كل من يحاول أن يعتدي علينا، وكل من يعتدي علينا، وهذا المبدأ لا يزال سارياً".

أضاف: "لا نرتاح أمنياً ولو لحظة واحدة. جيش الدفاع أحبط محاولة لتنفيذ عملية تخريبية على الجبهة السورية وتحركنا إزاء قطاع غزة حيث قامت جهات منشقة بإطلاق صاروخ على أراضينا. كما وبالطبع هناك الشأن اللبناني الذي لا يزال قائماً".

الدفاعات السورية

وكانت الدفاعات الجوية السورية تصدّت مساء الاثنين ـ الثلاثاء، لغارات جوية أعلنت إسرائيل شنّها في جنوب سورية.

وأفاد مصدر عسكري سوري، وفق ما نقلت "وكالة الأنباء السورية" الرسمية (سانا)، "قامت حوامات العدو الإسرائيلي بإطلاق رشقات من الصواريخ على بعض نقاطنا على الحد الأمامي باتجاه القنيطرة" موضحاً أن "الخسائر اقتصرت على الماديات".

وأفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" بسماع دوي انفجارات عنيفة "نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مواقع عسكرية في منطقة التل الأحمر في ريف القنيطرة الجنوبي الغربي".

وفي تطوّر نادر، أعلن الجيش الاسرائيلي في بيان، أنّ "طائرات ومروحيات حربية ضربت أهدافاً تابعة للجيش السوري في جنوب سورية، شملت مواقع استطلاع ومراقبة سورية وأنظمة لجمع المعلومات المخابراتية ومدافع مضادة للطائرات وقواعد للقيادة".

وحذّر الجيش من أنه "يعتبر النظام السوري مسؤولاً عن أي عملية تنطلق من أراضيه وسيواصل العمل بتصميم ضد أي عمل يمسّ بسيادة دولة إسرائيل".

وجاءت الضربات، وفق بيان للناطق باسم الجيش الكولونيل جوناثان كورنيكوس، "رداً على عملية زرع العبوات الناسفة التي تم إحباطها" في جنوب هضبة الجولان. وقال كورنيكوس أن "وحدة إسرائيلية، هاجمت بغطاء من القناصة والغارات الجوية، المتسللين الأربعة الذين يُعتقد أنهم "قتلوا".

لكن "المرصد" أفاد "بمقتل شخص واحد من المجموعة التي تنتمي إلى المقاومة السورية لتحرير الجولان".

وأسّس "حزب الله" هذه المجموعة قبل أكثر من ست سنوات لشنّ عمليات ضد اسرائيل في مرتفعات الجولان، وترأسها القيادي في الحزب سمير القنطار الذي قتل بقصف اسرائيلي قرب دمشق نهاية عام 2015.

وخلال الشهر الماضي، استقدم الجيش الإسرائيلي تعزيزات على طول الحدود الشمالية لإسرائيل معلناً عن "رفع مستوى الجاهزية في مواجهة أعمال عدائية محتملة".

وأعلنت اسرائيل مطلع الأسبوع الماضي، بعد هدوء نسبي استمر أشهراً، أنها خاضت "قتالاً" على الحدود الشمالية مع لبنان. وأحبطت محاولة تسلّل "خلية إرهابية"، لم تحدد هويتها. ونفى "حزب الله" التقارير الإعلامية عن إحباط اسرائيل لمحاولة تسلل قام بها عناصره، مؤكداً أنه لم يشارك في أي اشتباك أو إطلاق نار عند الحدود.

دير الزور

في غضون ذلك، اقتحم المئات من أبناء العشائر العربية في مدن وبلدات وقرى ريف دير الزور شرق سورية بالأسلحة الخفيفة والقنابل، أمس، مقرات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) الخاضع للجيش الأميركي، وأسروا المسلحين الموجودين فيها، وذلك بعد تزايد عمليات الاغتيالات التي طالت وجهاء وشيوخ قبائل خلال الأيام الأخيرة.

وخرج المئات من أبناء العشائر من سكان بلدتي الحوايج وذيبان ومدينة الشحيل بتظاهرات احتجاجية كبيرة ضد مسلحي التنظيم للمطالبة بكشف منفذي الاغتيالات.

وذكرت مصادر محلية في قرية الحوايج، أن عناصر من "قسد" أطلقت النار على متظاهرين، ما أسفر عن اصابة 6 أشخاص.

وتتوسع التظاهرات بشكل كبير في القرى والبلدات المجاورة لمدينة الشحيل وذيبان والحوايج، حيث يتركز الثقل العشائري لقبيلة العكيدات.

يذكر أن الأيام الماضية شهدت اغتيالات طالت بعض شيوخ العشائر في المنطقة، من دون أن تعلن أي جهة مسؤوليتها عن ذلك، لكن أصابع الاتهام وجهت إلى "قسد" التي تسيطر على مساحات واسعة في شمال شرقي سورية، وتدعمها الولايات المتحدة، وأخيرا تم الإعلان عن توقيع اتفاق نفطي بين "قسد" وشركة أميركية أثار غضب دمشق وأنقرة لكن موسكو لا تزال صامتة وسط تقارير عن إمكان إبرامها اتفاقات مماثلة مع الأكراد دون تهميش الحكومة السورية.

مجلس الشعب

على صعيد آخر، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوماً بتحديد الاثنين المقبل، موعداً لأولى جلسات أعضاء مجلس الشعب المنتخبين أخيراً.

وقضى المرسوم بدعوة مجلس الشعب للدور التشريعي الثالث للانعقاد للمرة الأولى في 10 الشهر الجاري.

وكان الأسد أصدر منذ أيام مرسوماً بأسماء الأعضاء الفائزين بعضوية مجلس الشعب للدور التشريعي الثالث.

ويتألف المجلس من 250 عضواً، معظمهم ينتمون لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم، والأحزاب التي تتشارك معه ضمن "الجبهة الوطنية التقدمية".

(القدس، دمشق ـــ وكالات)

الأسد يدعو البرلمان للانعقاد الاثنين
back to top