«البنتاغون» توسّع الانسحاب من ألمانيا رغم الانتقادات

هاريس وسوزان رايس الأوفر حظاً لنيابة جو بايدن... ودونالد ترامب يتراجع عن «خطاب الرصانة» بخصوص فيروس كورونا

نشر في 30-07-2020
آخر تحديث 30-07-2020 | 00:04
جنود المان خلال نصب خيم لمراكز فحص كورونا في لانداو اندرإيسار أمس	(رويترز)
جنود المان خلال نصب خيم لمراكز فحص كورونا في لانداو اندرإيسار أمس (رويترز)
رغم الانتقادات، التي وجهت لإدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن خططها للانسحاب من ألمانيا، كشفت خطة «البنتاغون» التي أعلنت أمس، أن حجم الجنود الذين سيسحبون من ألمانيا يفوق ما كان أعلن عنه سابقاً.
أعلن ​وزير الدفاع الأميركي​ ​مارك إسبر،​ أمس، سحب 11 ألفاً و900 جندي من ألمانيا، ليصبح بذلك عدد الجنود الذين تعتزم واشنطن سحبهم من الأراضي الألمانية أعلى بوضوح مما تم الإعلان عنه من قبل.

وأوضح إسبر، خلال مؤتمر صحافي في واشنطن، أن نحو 6400 جندي سيعادون إلى الولايات المتحدة، مع نقل 5400 آخرين إلى دول أوروبية، خصوصاً بلجيكا وإيطاليا، مؤكداً أن واشنطن تنظر أيضاً في إعادة نشر قوات لها في بولندا ودول البلطيق، في حال التوصل إلى اتفاق مع هذه الدول.

وشدد الوزير الأميركي على أن هذه الخطوة تتم «بطريقة تعزز حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتعزز ردع روسيا، وتطمئن الحلفاء، وتحسن المرونة الاستراتيجية للولايات المتحدة».

وفي إطار خططها لخفض قواتها على الأراضي الألمانية، تعتزم واشنطن سحب جنودها من القاعدة العسكرية الجوية «شبانغدالم» على نهر الأيفل، في ولاية راينلاند-بفالتس ومنطقتي فيلزيك وغرافنفور في ولاية بافاريا.

ويتمركز في شبانغدالم سرب المقاتلات الثاني والخمسون، حيث يضم سرب مقالات من طراز F16 يتكون من نحو 20 مقاتلة. وتضم القاعدة الجوية نحو 4 آلاف جندي، وبحساب أفراد أسرهم، يبلغ إجمالي المقيمين والعاملين في القاعدة 11 ألف شخص. ويعمل هناك أيضا أكثر من 800 ألماني.

وتعتبر هذه القاعدة مهمة استراتيجية لواشنطن في أوروبا، حيث يدعم السرب مهام قواتها الجوية وحلف شمال الأطلسي في جميع أنحاء العالم، من العراق إلى البوسنة وأفغانستان.

وكانت الحكومة الأميركية تتحدث من قبل عن سحب نحو 10 آلاف جندي، من إجمالي نحو 36 ألف جندي في ألمانيا. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن الانسحاب الجزئي لقواته من ألمانيا في يونيو، مبرراً ذلك بما اعتبره إنفاقاً غير كاف من ألمانيا على الدفاع. ويريد الديمقراطيون البارزون في الكونغرس الأميركي وقف سحب القوات بموجب القانون، وهناك أيضا متشككون بين حزب ترامب الجمهوري.

نائبة بايدن

على صعيد آخر، ومع عودة منافسه الجمهوري الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنشر معلومات طبية مضلّلة والحديث عن نظريات مؤامرة لإعاقة فوزه بولاية ثانية، أعلن مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن، أمس الأول، أنه سيكشف في الأسبوع الأول من أغسطس اسم سيدة اختارها لمنصب نائب الرئيس لتخوض معه الانتخابات المقررة في 3 نوفمبر.

وقال بايدن، في مؤتمر صحافي في معقله ويلمينغتون بولاية ديلاوير، رداً على سؤال عما إذا كان سيتمكن من لقاء مرشحته رغم انتشار وباء كورونا «سنرى»، موضحاً أنه سيواجه صعوبة في لقائها سراً بسبب رصد الصحافيين تحركاته أمام منزله حيث يمضي الجزء الأكبر من وقته منذ أن أدت الأزمة الصحية إلى توقف غير مسبوق لحملة الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وفي وقت سابق، وعد بايدن باختيار سيدة لتواكبه في حملته ضد ترامب لتصبح أول امرأة تشغل منصب نائب الرئيس في الولايات المتحدة في حاله فوزه.

وتأتي في طليعة الأسماء المطروحة في التكهنات كامالا هاريس، منافسته السابقة في الانتخابات التمهيدية وأول سيدة سوداء تشغل مقعداً في مجلس الشيوخ، تليها سوزان رايس المستشارة السابقة للأمن القومي في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.

وانشغلت وسائل الإعلام أمس، بشريط فيديو أظهر لائحة يحملها بايدن بيده تصدرها اسم هاريس الأمر الذي اعتبره البعض مؤشراً إلى اختيارها. لكن مجلة «بوليتيكو» الرصينة نقلت عن مصادر أن سوزان رايس هي المرشحة الأوفر حظاً حتى الساعة.

ورأى خبراء استراتيجيون أنه يرتقب أن يختار بايدن سيدة من الولايات الريفية والصناعية لوسط الغرب أو ميدويست، كانت سمحت بترجيح الكفة لمصلحة ترامب في انتخابات 2016.

وبين الأسماء الأخرى المطروحة برلمانيات بينهن خصوصاً السناتورة إليزابيث وارن المرشحة الأخرى التي هزمت في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين، زميلتاها في مجلس الشيوخ تامي داكوورث وتامي بالدوين.

وترد كذلك أسماء النائبتين من أصل إفريقي فال ديمينغز وكارين باس وحاكمتي ميشيغان غريتشن ويتمر ونيو مكسيكو ميشال لويجان غريشام، ورئيسة بلدية أتلانتا كيشا لانس بوتومز.

وسيعلن الحزب الديمقراطي ترشيح بايدن رسمياً خلال مؤتمر ينظم بين 17 و20 أغسطس في ميلووكي بولاية ويسكونسين، وسيكون الجزء الأكبر منه افتراضياً.

وبعد أيام من اعتماده خطاباً أكثر جدية ورصانة للتحذير من مخاطر وباء كورونا، عكس ترامب مجدّداً التوجّه وعاد لنشر معلومات طبية مضلّلة وتوجيه الانتقادات لكبير خبراء خلية مكافحة الفيروس الطبيب أنطوني فاوتشي والحديث عن نظريات مؤامرة.

وفي خطوة نادرة، حذف «تويتر»، على غرار «فيسبوك»، تسجيلاً مصوراً استخدمه ترامب يقول فيه أطباء للأميركيين، إن وضع الكمامات غير ضروري، وإن عقار هيدروسكي كلوروكين المضاد للملاريا يمكن أن يشفي المصابين بكورونا، مؤكداً أنه يشكل «انتهاكاً لسياستنا بشأن المعلومات المضللة المتعلّقة بالفيروس».

كذلك منع «تويتر» نجل الرئيس والشخصية الفاعلة في حملته الانتخابية دونالد جونيور، من إطلاق تغريدات لمدة 12 ساعة بعدما حمّل نسخة من الفيديو.

وفي سلسلة تغريدات أطلقها، أعاد ترامب تغريد محتوى يتحدث عن نظرية مؤامرة تلقى رواجاً لدى اليمين المتطرف مفادها أن فاوتشي، ساهم في تفاقم تفشي الوباء لإلحاق الضرر بحملته الانتخابية وفرص فوزه بولاية رئاسية ثانية.

والتغريدة، التي تشاركها ترامب مع متابعيه البالغ عددهم 84 مليوناً، تعتبر أن الفيديو يسلّط الضوء على «ما يجب اعتباره أكبر فضيحة في التاريخ الأميركي المعاصر».

ولاحقاً، أكد فاوتشي، لشبكة «ايه بي سي نيوز» أنه لا يكترث للتغريدات ولا يقرأها، مشدداً على أنه «لم يضلل الشعب الأميركي في أي ظرف».

وسُلّطت الأضواء على أنشطة ترامب على تويتر قبل أسبوع حين اعتمد خطابا أكثر رصانة في حديثه عن أزمة صحية خارجة عن السيطرة.

وصباح الاثنين توجّه ترامب إلى كارولاينا الشمالية حيث زار مختبراً طبياً يعمل على إيجاد لقاح لفيروس كورونا المستجد.

واستخدم جلسة التصوير التي بدا فيها متفقداً تجهيزات مختبر «فوجي فيلم دايوسينث بايوتكنولوجيز» لتأكيد دعمه للاستجابة العلمية للجائحة.

ووسط تأرجحه المستمر بين الثقة بالقدرات العملية والتعاطف مع اليمين، أظهرت استطلاعات لآراء الناخبين تراجع التأييد لترامب، كما بيّنت أن غالبية كبيرة باتت لا تثق بطريقة إدارته للأزمة الصحية.

6400 جندي سيعادون إلى أميركا مع نقل 5400 آخرين إلى دول أوروبية إسبر
back to top