إلى روح سلمان زيمان

نشر في 29-07-2020
آخر تحديث 29-07-2020 | 00:09
 عبدالخالق العلي من وحي أغانيك

عزيزي "بو سلام":

ها قد أقبل العيد عزيزي إلا أن الطير هذه المرة أبى أن يشدو، فكيف يشدو وأبو الفعايل الذي أرانا العجب أغمض عينيه، ولم يعد هناك شيء يهدينا إياه غداة العيد كما تعودنا عليه في كل عيد ونفخر، أقبل العيد والطائر الهيمان طار بعيداً فوق السحاب دون موعد رجوع، فقد ودع عشه الغالي، ورحل هائما في موج السواحل، وأضحى كسحابة علت عرض السماء.

الغالي "بو سلام":

إن فقدك جعل زورق أحزاننا يبحر في دموعنا التي لم تتوقف منذ سماعنا نبأ غيابك، فقد تذكرنا والشوق يغلبنا لقاء لنا في ربوع الكويت العام الماضي، تصارعنا على استضافتك، وكيف لا وأنت مهجة القلب وحبك حقيقة؟ منذ فقدك يا سلمان ونحن (أصدقاءك) في نكران موجع لخبر فقدك، نحن من بعدك شوقٌ ليس يهدأ، فليتك تعود لنا يا طيرنا المحبوب، عد لنا وجهاً وصوتاً، ففي قلوبنا لوعة، لأنك كنت كثيراً ما تؤنسنا وقت الظلم بثغرك البسام الذي لم يتوقف عن بث الفرح من حولك رغم مواجعك التي نجحت في إخفائها عن محبيك حتى لا تكلفهم عناء المعاناة.

كم قطعت البحر سباحا حتى تلاقينا، إلا أننا متكدرون نحن والقلب يحكي ويبكيكم، فقد كنا نأمل أن تلاقينا نحن ربعك لنسمع أغانيك، لن نودعك يا سلمان فكل الأمور سهلة دون الوداع، فكيف نودعك وأنت لك أغلى مكانة بعد أن سلمت الأمانة... هاالله بالأمانة... نم قرير العين عزيزنا فقد سلمت الأمانة لأهلك ومحبيك.

الصديق سلمان:

لقد فرقت قلبك بين المحبين، وعرفت تماما من هو الذي يحبك، فكم كلفت نفسك وأسهرت عينيك للآخرين، وكنا ندعو عسى الله يعينك. لقد رحلت عن عشك الغالي لتبحث عن الأحباء في الأغصان وموج السواحل، تبحث عن مجيد وسيد علي وغيرهم من الأحبة الذين رحلوا قبلك وهم بانتظارك الآن فرحين للقائك، ونبقى نحن نصبر قلوبنا على طول بعدك، وليت قلوبنا تصبر، لكننا أبناء آدم وقلوبنا ليست حديد.

الحبيب "بو سلام":

عزاؤنا الآن برؤية سلام وأيمن ودعيج ومن خلفهم أم سلام وجميع أسرة زيمان يواصلون مسيرتك الإنسانية قبل الفنية في نشر المحبة والتفاؤل، وزرع الأمل في روح المحبين كما عودتنا أنت، في كل عيد وفي كل مناسبة، حتى يعود الطير ليشدو ونفخر نحن بمعرفتك ومحبتك، فارقد بسلام يا أبا سلام.

back to top