داودينغ أصابته الدهشة عندما شاهد قوة الجيش الكويتي عام 1901 / 1902

نشر في 24-07-2020
آخر تحديث 24-07-2020 | 00:05
باسم اللوغاني
باسم اللوغاني
تقرير الضابط البريطاني الاستخباراتي هنري داودينغ المطبوع في عام 1903 يوفر لنا معلومات عسكرية عن الكويت في ذلك الوقت، حيث أفرد جزءاً من تقريره ليشرح إمكانات الكويت العسكرية، وكمية السلاح المتوافر لديها آنذاك ونوعيته.

يقول التقرير إن الشيخ مبارك الصباح يقدِّر أعداد رجاله وأسلحتهم بـ 19 ألف رجل داخل الكويت، و12 ألف رجل خارج مدينة الكويت. لكن داودينغ أبدى شكَّه في هذه الأرقام، وقال إنه لا يمكن الاعتماد عليها، وإن تقديراً آخر معقولاً لعدد رجال الشيخ مبارك هو 6080 رجل. ويقول إنه في فترة الشتاء بين عامي ١٩٠١-1902، كان جزء من الجيش الكويتي مخيماً قرب الجهراء، وإنه أتيحت له الفرصة لمشاهدته. "الخيام كانت منصوبة بشكل منظَّم، والمخيَّم كان نظيفاً ومرتباً"، طبقاً لداودينغ. وأوضح أنه شاهد خمس أو ست رايات، وأن عدد الرجال كان بحدود 1800. ووصف القوة العسكرية التي شاهدها، فقال: "إن الرجال جيدون، واستعدادهم جيد، وأغلبهم طوال القامة. جميع الرجال مسلحون ببنادق مارتيني- هنري أو...، ولديهم أحزمة مليئة بالذخيرة. إن وحدة لباسهم وأجهزتهم كانت مدهشة جداً، ويمكن مقارنتها بقوات سلطان مسقط". لكنه يقول بعد ذلك إنه رغم القوة الظاهرة عليهم، فإنهم لن يستطيعوا مواجهة قوات منظمة ومدرَّبة من دون قيادة أوروبية. وأكمل وصفه لما شاهده من استعراض عسكري قرب الجهراء، فقال إن الأقسام الخمسة أو الستة التي كانت تتبع الرايات بدأت في الاستعراض، حيث أفرز كل قسم حوالي 200 رجل، وبدأوا في الرقص الحربي. "لقد كان هناك الكثير من الغناء وموسيقى فوضوية، وصاحب ذلك إطلاق نيران عشوائية، في حين رقص بعض القياديين بحركات بطيئة على نغم الآلات التقليدية".

وبعد ذلك، استرسل داودينغ في الحديث عن أساليب الحرب في الجزيرة العربية، فقال إن معظم حروب عرب الجزيرة تتبع أسلوب الآباء والأجداد. "من خلال الأوصاف التي وصفت بها مواجهات مبارك وابن رشيد، يبدو أن تكتيكاتهم، مثل أي شيء آخر، هي نفس تكتيكات أسلافهم".

وينقل داودينغ ما كتبه مَنْ سبقه من الرحَّالة الأوروبيين، فيقول إن مجموعة من الرجال تصطف في المقدِّمة، وتعمل على إثارة قوات العدو بأي طريقة كانت، سعياً للاشتباك، ويقوم بعض الفرسان بالاستعراض مع إطلاق نيران في الهواء. في تلك اللحظة تكون الجمال في الخلف، ولا تتحرَّك إلا بعد أن تبدأ الأمور بالتصعيد وتسيل بعض الدماء. ويتم تركيع الجمال فترة من الزمن، ثم بعد أن يحين الوقت المناسب يتم فتح الطريق للاشتباك الكامل باستخدام الجمال، ومن خلفها القوات الماشية، وتستمر المواجهة، ويحتدم القتال، حتى يستسلم أحد الطرفين، أو يبدأ في الفرار. هذا جزء مما ورد في تقرير داودينغ عن الجانب العسكري في الكويت، الذي شاهده ووصل إلى علمه. وإلى مزيد من المعلومات في المقال المقبل، بإذن الله تعالى.

كويتيون يؤدون رقصة الحرب قرب الجهراء في ديسمبر 1901 (الصورة من كتاب الكويت في عيون أوائل المصورين)

back to top