High Light: مزحة مؤلمة

نشر في 03-07-2020
آخر تحديث 03-07-2020 | 00:07
 د. حمود حطاب العنزي قال مسؤول ألماني: «كنت أمام خيارين: إمَّا أن أخدم بلدي ليُصبح من أفضل بلدان العالم، أو أن أسرقه وأُغني نفسي وعائلتي، فاخترت الأول»، فرد مسؤول كويتي وقال: «كنت أمام الخيارين نفسهما، لكن الألماني أخذ الأول، ولم يترك لي سوى الخيار الثاني!».

فمن الوهلة الأولى يظهر الموضوع على أنه مزحة لكنها مؤلمة، فألمانيا قدمت نموذجا راقيا للإنسانية، والكويت أصبحت اليوم تصدر الفساد للعالم، ولا سيما في شبهات غسل الأموال في ماليزيا وكوريا الشمالية، فمعروف أن الإنسان نتاج بيئته، فإذا كانت هذه البيئة محكومة بإطار حضاري قيمي ترتفع فيه قيم العمل والإنتاج والأمانة والنزاهة إلى غير ذلك من قيم نبيلة تقدمت الأمة وعلا شأنُها، وعلى النقيض من ذلك تسود شرعنة الفساد وتنتشر قيم المحسوبية والرشوة والانتهازية إلى غير ذلك من قيم فاسدة، فيتم إنتاج قوى نافذة تحارب أي نفس إصلاحي، وما استجواب الوزيرين الحربي والشيتان عنا ببعيد، ووفقاً لهذا النهج يتم إقصاء أي صوت إصلاحي حر من المشهد، ويكفي أن نتساءل: أين رموز العمل السياسي الآن؟!

وغير خفي عن أحد أن فضيحة الصندوق الماليزي أصبحت حديث الناس والصحافة العالمية في حادثة فساد مخجلة، تعتبر هي الأخطر والأضخم في تاريخ الكويت من حيث التعاطي العالمي، وعدد المتورطين فيها سواءً من الداخل أو الخارج، ناهيك عن حجم الإساءة لسمعة الكويت، ولا سيما أنها تسعى لاستقطاب روؤس الأموال العالمية، للاستثمار في ميناء مبارك والجزر الكويتية، لتحويل الكويت مركزاً مالياً عالمياً، وفقاً لمتطلبات رؤية قائد مسيرتنا صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد.

ختاماً:

من الملاحظ أنه كلما توجهت القوى الشعبوية الفاعلة في مجتمعنا الكويتي ناحية فساد حكومة الظل، قدمت ضحايا من صبيانها لتخفيف الضغط والتنفيس عن الشعب، وحسبك مراجعة نوعية القضايا المقدمة للنيابة من حيث حجم شبهات الفساد ونوعية الأسماء التي تنتمي إلى الحاشية لا النخبة، لذلك نشد من أزر المصلحين من أبناء الشعب الكويتي لمضاعفة الجهود المتميزة المبذولة في اتجاه مكافحة الفساد، وذلك بهدف كسب مزيد من الجولات في حربنا الضروس ضد منظومة الفساد.

اللهم قدر للكويت رجال دولة أقوياء، شرفاء، أمناء، اللهم اكشف عنا الغمة وعن بلاد المسلمين وكل البشرية برحمتك يا أرحم الراحمين.

back to top