النفط يرتفع مع تنامي الثقة باحترام تعهدات خفض الإنتاج

روسيا تتخطى السعودية وتصبح أكبر مورد نفط للصين في أبريل

نشر في 27-05-2020
آخر تحديث 27-05-2020 | 00:04
No Image Caption
يقدر المحللون أن متوسط نسبة الطاقة الإنتاجية المستغلة في مصافي التكرير المستقلة، المعروفة باسم «أباريق الشاي»، ارتفع إلى حوالي 70 في المئة في أواخر أبريل، وهو المستوى ذاته قبل تفشي الفيروس، لكنهم يستبعدون أن تعود شركات التكرير المدعومة من الدولة إلى مستوياتها الطبيعية قبل مايو.
ارتفعت أسعار النفط، أمس، مدعومة بثقة متزايدة في السوق بأن المنتجين سيلتزمون بتعهداتهم لخفض معروض الخام، بينما يتحسن الطلب مع عودة مزيد من السيارات إلى الطرق وسط تخفيف إجراءات مكافحة فيروس كورونا في أنحاء العالم.

وارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 3.4 في المئة بما يعادل 1.12 دولار إلى 34.37 دولاراً للبرميل، منخفضة قليلاً فحسب عن ذروة أمس، «34.54 دولاراً».

لم تكن هناك تسوية لغرب تكساس الاثنين الماضي بسبب عطلة يوم الذكرى في الولايات المتحدة.

وارتفعت عقود خام برنت نحو 1.7 في المئة أو 61 سنتاً مسجلة 36.14 دولاراً للبرميل، بعد مكاسب بلغت 1.1 في المئة يوم الاثنين الماضي بمعاملات هزيلة بسبب العطلة.

وتلقى السوق دعماً إثر تصريحات من روسيا تفيد بانخفاض إنتاجها النفطي مقترباً من هدفه البالغ 8.5ملايين برميل يومياً لشهري مايو ويونيو بموجب اتفاق خفض المعروض مع منظمة البلدان المصدرة للبترول ومنتجين كبار آخرين، في إطار المجموعة المسماة «أوبك+».

وقال دانييل هاينس، كبير استراتيجيي أسواق السلع الأولية في مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية: «ثمة بلا ريب شعور بأن تلك التخفيضات تبلورت كأفضل ما يكون».

تجتمع دول «أوبك+» أوائل يونيو المقبل لبحث الإبقاء على تخفيضات المعروض الهادفة إلى دعم الأسعار، التي مازالت منخفضة حوالي 45 في المئة منذ بداية السنة. كان كبار المنتجين اتفقوا في أبريل على خفض الإنتاج نحو عشرة ملايين برميل يومياً في مايو ويونيو.

وتخطت روسيا السعودية لتصبح أكبر مورد للنفط الخام إلى الصين في أبريل، حسبما أظهرته بيانات الجمارك، إذ ارتفعت الواردات 18 في المئة عنها قبل عام مع اقتناص شركات التكرير للمواد الخام بأسعار رخيصة وسط حرب أسعار بين المنتجين.

بلغت الشحنات الروسية 7.2 ملايين طن الشهر الماضي، بما يعادل 1.75 مليون برميل يومياً، وفقاً للأرقام الصادرة عن الإدارة العامة للجمارك أمس.

وبالمقارنة، كان الحجم يبلغ 1.49 مليون برميل يومياً في أبريل 2019 مقابل 1.66 مليون في مارس.

وانخفضت الإمدادات من السعودية إلى 1.26 مليون برميل يومياً، من 1.53 مليون في أبريل 2019 و1.7 مليون في مارس.

وبلغ إجمالي واردات الصين من النفط الخام في أبريل 9.84 ملايين برميل يومياً، ارتفاعاً من 9.68 ملايين في مارس، لكن بانخفاض كبير عن 10.64 ملايين برميل يومياً في أبريل العام الماضي، بحسب بيانات صدرت في وقت سابق من الشهر الجاري.

وعلى الرغم من هذا، زادت واردات الأشهر الأربعة الأولى من العام 1.7 في المئة على أساس سنوي مع استغلال مصافي النفط الصينية لتهاوي أسعار الخام.

يقدر المحللون أن متوسط نسبة الطاقة الإنتاجية المستغلة في مصافي التكرير المستقلة، المعروفة باسم «أباريق الشاي»، ارتفع إلى حوالي 70 في المئة في أواخر أبريل، وهو المستوى ذاته قبل تفشي الفيروس، لكنهم يستبعدون أن تعود شركات التكرير المدعومة من الدولة إلى مستوياتها الطبيعية قبل مايو.

ويتوقع فريق أبحاث النفط في رفينيتيف أن تبلغ واردات الصين في مايو مستوى مرتفعاً غير مسبوق عند 53.7 مليون طن، أو 12.7 مليون برميل يومياً، مع وصول أحجام قياسية من منتجي أوبك.

تتسلم شركات التكرير الصينية في مايو أيضاً أول شحنة خام لها من الولايات المتحدة منذ نوفمبر، وهي شحنة حُجزت خلال مارس في مستهل انهيار أسعار النفط.

ولم تذكر الجمارك أي واردات من فنزويلا منذ أكتوبر الماضي مع تحاشي مؤسسة النفط الوطنية الصينية، أكبر مشتر لنفط كراكاس، تحميل أي كميات خام من هناك كي لا تنتهك العقوبات الأميركية.

لكن بعض الشحنات الفنزويلية تحول اتجاهها إلى ماليزيا لمزجها قبل التصدير إلى الصين، مما أفرز زيادة كبيرة في الشحنات الماليزية التي ارتفعت لأكثر من ثلاثة أمثالها في الأشهر الأربعة الأولى.

وقالت الوزارة، عبر حسابها على تويتر، نقلاً عن نوفاك، إنها تتوقع توازناً بين العرض والطلب في سوق النفط العالمية في الشهرين المقبلين.

وينظم كبار منتجي النفط مؤتمراً عبر الإنترنت بعد أسبوعين تقريباً بشأن كيفية الضبط بشكل أكبر للجهود المشتركة لدعم سوق النفط المتضررة من فائض المعروض وتأثر الطلب في مواجهة جائحة فيروس كورونا.

ونقلت الوزارة عن نوفاك قوله في اجتماع مجلس حكومي لشؤون الطاقة: «في الوقت الحالي، الفائض عند ما بين 7 ملايين و12 مليون برميل يومياً تقريباً. تعول وزارة الطاقة على أن السوق سيتوازن في يونيو ويوليو بفضل زيادة الاستهلاك».

وقال الوزير أيضا،ً إن المعروض انخفض بالفعل بما بين 14 مليون و15 مليون برميل يومياً بفضل اتفاق «أوبك+» وتخفيضات للإنتاج في بلدان أخرى.

واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» ومنتجون كبار آخرون للنفط بينهم روسيا، في إطار ما يعرف بمجموعة «أوبك+» الشهر الماضي على خفض إنتاجهم مجتمعين بحوالي 10 ملايين برميل يوميا، أي ما يعادل نحو 10 في المئة من الإنتاج العالمي.

ويتوقعون أيضاً تنفيذ منتجي نفط كبار آخرين، مثل الولايات المتحدة وكندا والنرويج، تخفيضات إضافية.

وذكرت وكالة ريا للأنباء، نقلاً عن مصدر لم تسمه وصفته بأنه مطلع على كلمة الوزير في اجتماع المجلس الحكومي، أن وزارة الطاقة تعتبر أن الدول من خارج «أوبك+» قلصت بالفعل الإنتاج بما بين 3.5 ملايين و4 ملايين برميل يومياً.

وقالت ريا أيضا، إن أحجام إنتاج النفط الروسية قريبة من هدف البلاد عند 8.5 ملايين برميل يومياً لشهري مايو ويونيو.

وامتنعت وزارة الطاقة عن التعليق على أحجام الإنتاج.

وقالت مصادر لـ«رويترز»، إن أوبك وحلفاءها يريدون الحفاظ على تخفيضات الإمداد الحالية لما بعد يونيو الذي من المقرر أن تعقد فيه مجموعة «أوبك+» اجتماعها المقبل.

وكان الكرملين، قال، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث التعاون بين روسيا والعراق بشأن اتفاق أوبك+ لخفض المعروض النفطي وذلك في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.

وأفاد الكرملين بأن الزعيمين تناولا أهمية استمرار الجهود المشتركة التي يبذلها البلدان في أسواق النفط.

وقال كبير استراتيجيي السوق لدى سي.إم.سي ماركتس في سيدني مايكل مكارثي: «أسواق النفط تركز على فرص تخفيف إجراءات الغلق الشامل».

وجاءت أحجام التداول هزيلة، ومن المرجح أن تظل أي مكاسب محدودة بفعل تنامي التوترات بين الولايات المتحدة والصين بخصوص خطوات بكين لفرض تشريع أمني على المستعمرة البريطانية السابقة هونغ كونغ.

back to top