«الاحتلال» منقسم على محاكمة نتنياهو بالفساد

نشر في 25-05-2020 | 04:09
آخر تحديث 25-05-2020 | 04:09
نتنياهو في قاعة المحكمة
نتنياهو في قاعة المحكمة
«نتانياهو، لن تكون أبداً وحدك»، هتف رجل عبر مكبر للصوت قرب محكمة القدس بينما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يحضر اولى جلسات محاكمته الأحد بتهم فساد.

والرجل كان بين مئات تجمعوا لإظهار تضامنهم مع «بيبي»، الاسم الذي يطلقه الإسرائيليون على نتانياهو، وفي المقابل في مكان آخر احتشد مئات آخرون في تظاهرة مناهضة لرئيس الوزراء.

ورفع أنصار نتانياهو أيضاً لافتات تشبّه محاكمته بـ «قضية دريفوس» التي قسمت فرنسا في أواخر القرن التاسع عشر وأثارت أزمة وطنية حول معاداة السامية بعد اتهام الضابط الفرنسي من اصول يهودية ألفرد دريفوس بالخيانة.

وقالت «مالي» التي قطعت 70 كيلومتراً من تل أبيب إلى القدس للدفاع عن رئيس الوزراء الذي تصفه بـ «العبقري»، إن «النظام القضائي يعمل ضده».

وأضافت المرأة المؤيدة لحزب الليكود وهي تعصب رأسها بألوان العلم الإسرائيلي أنها تريد «الكفاح لضمان محاكمة عادلة، لأن بنيامين نتانياهو نقي ونظيف».

وتابعت «يبدو أننا جميعاً (اليمينيون) نخضع للمحاكمة وليس فقط بنيامين نتانياهو».

واتهم نتانياهو في يناير بتلقي رشى والاحتيال وإساءة الأمانة في ثلاث قضايا، لكنه ينفيها كلها ويتهم الإعلام والمسؤولين القانونيين بملاحقته.

إحدى هذه القضايا البالغة الحساسية تحمل اسم «أربعة آلاف» أو «بيزك» على اسم شركة اتصالات اسرائيلية، وتتهم نتانياهو بتقديم تسهيلات مالية إلى الشركة مقابل تغطية إعلامية لصالحه في موقع إعلامي يملكه صاحب الشركة.

لكن نتانياهو الذي شكل حكومة وحدة جديدة في وقت سابق من هذا الشهر مع منافسه السابق بيني غانتس بعد معركة سياسية وانتخابية استمرت أشهراً، يقول إنه لم يرتكب أي خطأ.

لكن خصوم نتانياهو يرفضون قبول نفيه لما يعتقدون أنها ارتكابات قام بها.

وتظاهر مئات أمام مقره في القدس وهم يلوحون بالأعلام الاسرائيلية والسوداء احتجاجاً على «موت الديموقراطية».

وحمل أحدهم لافتة كتب عليها شعار «أشعر بالعار» بأحرف بيضاء على خلفية سوداء، في حين علت الهتافات ضد نتانياهو.

وقالت داليا هازون التي جاءت في حافلة من مكان يبعد 90 كيلومتراً للمشاركة إن نتانياهو «يأخذ البلد رهينة»، مضيفة أن عليه «أن يستقيل ويدافع عن نفسه».

ومع بدء جلسة المحاكمة عند الثالثة بعد الظهر (12,00 ت غ) علت الهتافات أكثر وقرع المتظاهرون الطبول بينما صرخ أحدهم «أعلى أعلى».

وقال يوآف ايتان البالغ 39 عاماً «أنا قلق جداً»، مضيفاً «أعتقد أن بيبي لا قيود لديه وسيفعل أي شيء حتى لا يذهب إلى السجن».

ونتنياهو رئيس الوزراء الذي قضى أطول مدة في هذا المنصب في التاريخ الإسرائيلي أثبت براعة وحنكة في البقاء على الساحة السياسية رغم كل التحديات الانتخابية والصعوبات القانونية التي واجهته.

وقال لدى وصوله إلى المحكمة الأحد «أنا هنا منتصب القامة ورأسي مرفوع».

ومن المتوقع أن تستمر المحاكمة شهوراً أو حتى أعواماً.

مع بدء المحاكمة، صعد متظاهر مناهض لنتانياهو على سطح سيارة وفتح زجاجة شمبانيا صارخاً «إلى الديموقراطية».

وقال «لن ننكسر».

back to top