شوشرة: المهبولة أزمة

نشر في 15-05-2020
آخر تحديث 15-05-2020 | 00:10
 د. مبارك العبدالهادي لم أتوقع أن يكون المشهد في منطقة المهبولة المعزولة واقعاً حقيقيا مأساويا ومؤلما وصعبا ووباء لا تقل خطورته عن كورونا ولا تختلف عن منطقة جليب الشيوخ، ولم أتوقع أن تتحول المنطقة إلى أشبه بالقنبلة الموقوتة نظراً لتكدس العمالة من الجنسية الآسيوية تحديداً والعزاب خصوصا، فهل يعقل أن يتكدس في الغرفة الواحدة سبعة أشخاص أو أكثر؟

إنها كارثة لم تستوعبها الأجهزة الحكومية في وقت سابق، والطامة الكبرى كيف قبل أصحاب العقار بتأجير الشقق لهذا الكم من العزاب؟ ألم يستشعروا خطورة الوضع مع وجود العديد من العائلات بينهم؟ أين الرقابة الأمنية المسبقة على تكدسهم وتجمعهم؟ هل كانت تنتظر انتشار الأوبئة لكي تلتفت الى هذا الواقع المر؟

الوضع لا يستهان به أبدا والقضية تتفاقم، فالشعب أصبح يدفع الفاتورة في كل مرة بسبب سوء القرار والتلاعب في تصاريح العمل وتجارة الإقامات وغيرها من البلاوي التي لا تعد ولا تحصى، وتبادل الاتهامات بين بعض الأجهزة في هذه القضية.

والسؤال: من يتحمل المسؤولية؟

لقد انتشرت الأحاديث عن تدخل بعض النواب «للتوسط» لبعض المتورطين مؤخراً، فأين الجرأة حكومية في الكشف عن أسماء هؤلاء النواب وعدم الاستخفاف بالقضية حتى لا تتحول مأساة المهبولة وجليب الشيوخ إلى وباء بين مناطقنا المختلفة؟

والمستغرب أن هناك قرارات حكومية لمنع العزاب من السكن بين العوائل، ولكن يبدو أن هذا الأمر لم يجد تنفيذا، وما يحصل في المهبولة كابوس يحتاج إلى إعادة غربلة أوضاعها وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، خصوصاً أن هناك العديد من العوائل التي لا ذنب لها سوى أنها تسكن بين مستنقع يصعب العيش فيه.

إن منطقة المهبولة تستغيث لإنقاذها، ووضع قوانين نافذة بعد انتهاء هذا الوباء لنقل العمالة إلى مناطق خاصة بهم بعيدا عن الأهالي، ومن لا يلتزم يعاقب عقوبة صارمة حسب القانون، كما يجب أن يعي بعض المرتزقة أن بلد الإنسانية يتعامل مع جميع الوافدين بكل احترام، ومن يحاول دس السم بالعسل عليه أن يصمت ولا ينطق، وأن يلتفت إلى الأوضاع المأساوية في بلدانهم التي لا تحترم شعوبها.

back to top