العالم أمام تحدي الخروج من قيود «كورونا»... ودول تدخل مرحلة انتقالية تدريجية

• فرنسا وإسبانيا تمددان إجراءات المكافحة وأميركا ستنهيها على مراحل
• جونسون يتحسن
• دراسة تظهر تراجع الحصيلة المتوقعة للوفيات بالولايات المتحدة... ونيويورك تنكّس الأعلام
• طوارئ في مدينة صينية حدودية مع روسيا تشهد طفرة إصابات

نشر في 10-04-2020
آخر تحديث 10-04-2020 | 00:06
لا تزال دول العالم تتخبط محاولة إيجاد توازن بين الحد من خطر الفيروس والضرر الاقتصادي الناتج عن تدابير مكافحته، وبين الخروج من هذه الأزمة المستفحلة وتمديد إجراءات العزل.
بينما بدا أن مدينة ووهان الصينية، التي ظهر فيها فيروس كورونا للمرة الأولى، وجدت طريقها الى الخروج من التدابير الاستثنائية، لا تزال دول أخرى تتخبط محاولة إيجاد توازن بين الحد من خطر الفيروس والضرر الاقتصادي الناتج عن تدابير مكافحته، وبين الخروج من هذه الأزمة المستفحلة وتمديد اجراءات العزل، خصوصا بعد تحذير منظمة الصحة العالمية اوروبا من التسرع في رفع القيود بسبب الوباء الذي تخطت أعداد مصابيه 1.5 مليون في العالم وإحصاء 87320 وفاة في 192 بلدا ومنطقة، في طليعتها الولايات المتحدة التي سجلت لليوم الثاني على التوالي نحو ألفي وفاة، في أسوأ حصيلة يومية في العالم منذ بدء انتشار الوباء.

ويدور هذا النقاش نفسه في مختلف أنحاء العالم: فإلى متى وإلى أي مدى يمكن استمرار العمل بقرارات الحظر المفروضة لمواجهة وباء «كورونا» قبل أن يحدث ضرر لا يمكن إصلاحه تنهار فيه الشركات، وتنتشر البطالة بين قطاعات من السكان؟

وبينما أعلنت النمسا تخفيفها بعض الأعمال بحلول 14 الجاري، قال وزير الصحة التشيكي أدم فويتك بنبرة ايجابية إن البلاد «نجحت في وقف الانتشار الجامح للفيروس، وبالتالي يمكننا الاستعداد لعودة تدريجية وتحت السيطرة للحياة الطبيعية».

فرنسا

وفي هذا السياق، أعلنت الرئاسة الفرنسية ان الإغلاق سيمتد إلى ما بعد 15 أبريل.

كما أكدت، أمس، الناطقة باسم الحكومة الفرنسية سيبيث ندياي ان الوباء في بلادها «لا يقل عن الولايات المتحدة وانه لا يزال بعيدا عن الانحسار».

وأودى الفيروس بحياة 10869 شخصا في فرنسا، كما بلغ عدد مصابيه نحو 113 ألفا.

إيطاليا

وفي ايطاليا، حيث يضغط قطاع الاعمال في ثالث أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو على الحكومة لوضع استراتيجية للانسلاخ تدريجيا من القيود، في وقت يراقب العالم كيف ستتمكن أول دولة غربية تفرض على سكانها ملازمة البيوت من انتشال نفسها من هذه الإجراءات التي لم يسبق لها مثيل، قال رئيس وزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، أمس، إن الحكومة قد تبدأ تدريجيا تخفيف بعض القيود بحلول نهاية أبريل الجاري إذا استمر تباطؤ انتشار المرض.

وتم تسجيل أكثر من ألف إصابة في إقليم لومبارديا الإيطالي ليتخطى الإجمالي 53 ألفاً.

إسبانيا

وفي اسبانيا، التي بلغت وفياتها 15238، والإصابات 152446، صوّت البرلمان أمس على تمديد حال الطوارئ في البلاد أسبوعين حتى 26 أبريل الجاري، بعدما أعلن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، أمس، ان بلاده قريبة من بداية انحسار الوباء، وحض جميع الأحزاب السياسية على الانضمام إلى خطة لإنعاش الاقتصاد.

وقال أمام البرلمان شبه الخالي، حيث شارك أكثر من 300 نائب عن بعد في الجلسة، بسبب قواعد العزل العام، «بدأت مرحلة السيطرة على الحريق، سنحقق النصر التام في هذه الحرب على الفيروس».

ترامب

إلى ذلك، غرد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي كان ينوي إعادة فتح الاعمال منتصف الجاري، قبل أن يتراجع عن الفكرة، قائلا: «بمجرد أن نعيد فتح بلدنا العظيم، وسيكون ذلك عاجلاً وليس آجلاً، يجب علينا جميعاً باستثناء اولئك الذين فقدوا احبتهم، أن ننسى رعب العدو غير المرئي. اقتصادنا سيزدهر بطريقة غير مسبوقة».

وخلال المؤتمر الصحافي اليومي الذي تعقده فرقة العمل المكلفة تنسيق جهود التصدي للفيروس في البيت الأبيض، كرر الرئيس الأميركي أمس الأول أن إدارته «يمكن أن تعيد الأمور إلى طبيعتها على مراحل في ظل حالة من الإغلاق الكلي أو الجزئي للعديد من الشركات والمرافق في الولايات المتحدة».

وقال ترامب: «أنتم ترون الأرقام ونحن نقترب أكثر فأكثر من عودة بلادنا إلى ما كان عليه الحال»، مشددا على أنه «سيكون من الجميل أن نتمكن من إعادة العمل بقوة كبيرة وأن نفتح بلادنا».

جونسون

ورداً على سؤال عن صحة رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، الذي يرقد في الرعاية المركزة، قال ترامب: «لقد تحدثت للتو مع ممثلي المملكة المتحدة، وأعتقد أن رئيس وزرائهم العظيم لا يزال يعيش وقتاً صعبا، لكنه يتحسن فيما يبدو وهذا أمر جيد».

وأمضى جونسون (55 عاما) ليلة ثالثة في العناية المركزة للعلاج من مضاعفات «كورونا»، ولكن وزير المالية ريشي سوناك، أكد أمس الأول، أنه «كان جالساً في الفراش ويتفاعل بشكل إيجابي مع الفريق الطبي المعالج وحالته تتحسن».

وفي حين يتلقى جونسون العلاج، تدخل البلاد ما يقول العلماء «المرحلة الأكثر فتكاً» من تفشي المرض، وتدرس الحكومة ما إذا كانت سترفع إجراءات العزل العام التي أغلقت الكثير من قطاعات الاقتصاد ومتى ستفعل ذلك.

وناقش اجتماع الاستجابة الطارئة للحكومة، امس، كيفية التعامل مع مراجعة إجراءات الإغلاق، وترأس الاجتماع وزير الخارجية دومينيك راب الذي ينوب عن جونسون في إدارة شؤون البلاد.

وأجمعت صحف بريطانيا أمس على أن إجراءات العزل لن ترفع قريباً. وفي هذا الاطار، عنونت «ديلي ميل»، «استعدوا لأسابيع طويلة من العزل»، في حين عنونت «ديلي ميرور» و«ديلي أكسبرس» «لا نهاية للإغلاق في الأفق»، وكتبت «الغارديان» في صفحتها الأولى «العزل التام في طريقه الى التمديد».

بومبيو

من جانبه، أكد وزير الخارجية مايك بومبيو في المؤتمر الصحافي نفسه مع ترامب أن السفارات الأميركية حول العالم «مفتوحة» باستثناء تلك الموجودة في ووهان «التي أخرجنا الجميع منها».

وقال إن عدداً قليلاً من العاملين في الخارجية الأميركية أصيبوا بالفيروس، مشيرا إلى أن 3 من العاملين الأجانب في سفاراتنا توفوا بسبب الفيروس.

وعندما سئل عن معاقبة الصين، ذكر: «هذا ليس وقت العقاب. لكنه لا يزال وقت الوضوح والشفافية»، وذلك لما يعتقد مسؤولون أميركيون أنه تقاعس من بكين في الإبلاغ عن حجم أزمة «كورونا» داخل أراضيها.

وأضاف ان الولايات المتحدة أجلت 50 ألف أميركي تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء العالم بسبب عمليات الإغلاق العامة المرتبطة بالفيروس، مبينا أنه لا يزال هناك آلاف آخرون ينتظرون العودة، وأعرب عن امتنان بلاده لتايوان على تبرعها بكمامات للوجه.

نيويورك

ولليوم الثاني على التوالي، سجلت الولايات المتحدة وفاة نحو ألفي شخص، في أعلى حصيلة يومية على الإطلاق يسجلها بلد في العالم، حسب بيانات نشرتها جامعة جونز هوبكنز، التي تعتبر مرجعاً في تتبع الإصابات والوفيات، مشيرة الى أن الفيروس حصد في الساعات الـ24 الأخيرة أرواح 1973 مصاباً، ليصل بذلك العدد الإجمالي للوفيات في هذا البلد إلى 14.695.

وبهذه الحصيلة الجديدة، أصبحت الولايات المتحدة في المرتبة الثانية عالمياً من حيث عدد الوفيات، إذ إنها تخطت إسبانيا، لكنها لا تزال خلف إيطاليا.

كما اقترب عدد الإصابات في ولاية نيويورك وحدها من 150 ألفا لتتخطى بذلك إسبانيا، رغم أن السلطات حذرت من أن العدد الرسمي للوفيات ربما يكون أقل من العدد الحقيقي.

وقال حاكم نيويورك أندرو كومو، الذي قرر تنكيس الأعلام في أنحاء المدينة حدادا على الضحايا «هذا الفيروس هاجم الضعفاء ومهمتنا كمجتمع هي حمايتهم».

وأضاف كومو ان عدد الوفيات سيستمر في الترتيبة الحالية نفسها أو يزيد في الأيام المقبل، حيث يتوقع وفاة أصحاب الحالات الحرجة الذين نقلوا إلى المستشفيات منذ أكثر من أسبوع وما زالوا تحت أجهزة التنفس الاصطناعي.

وخلص فريق من الأخصائيين الأميركيين في علم الجينات، في دراسة نشرت أمس الأول، إلى أن الفيروس بدأ بالتفشي في نيويورك في فبراير، أي قبل إطلاق حملة الفحوص الواسعة النطاق في الولاية، وأن مصدر العدوى هو أوروبا.

يأتي ذلك في وقت قلص معهد متخصص في الأبحاث الصحية بـ«جامعة واشنطن» توقعاته لإجمالي عدد الوفيات في الولايات المتحدة بنحو 26 إلى 60 ألف حالة من 80 ألفا بحلول 4 أغسطس، لكن مسؤولة بالصحة حذرت من موجة ثانية من العدوى إذا تساهل الأميركيون في إجراءات «التباعد الاجتماعي».

ميركل

وأعطت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل تقييما أوليا إيجابيا للتدابير التي اتخذتها حكومتها، وقالت إن «هناك بارقة أمل»، مشيرة إلى أن المعيار الذي التزمته الحكومة في تعاملها مع الأزمة كان عدم تحميل النظام الصحي بأكثر من طاقته، وأضافت أن الحكومة نجحت في ذلك بشكل جيد تماما حتى الآن.

في الوقت نفسه، أوضحت ميركل خلال الجلسة أن على المواطنين أن يعدوا أنفسهم للعيش مع الفيروس، مشيرة إلى انه سيتعين استخدام وسائل الحماية الفردية مستقبلا، وأضافت أن الأمر المؤكد أن هذه ستكون عملية تدريجية.

الصين

وأعلنت السلطات الصينية إغلاق أحياء وإقامة مستشفى على عجل وإغلاق الحدود أمام المسافرين في مدينة سويفينهي الصغيرة في إقليم هايلونغجيانغ، تقع على الحدود مع روسيا، وضعت في حال تأهب لمواجهة وصول مسافرين مصابين بالفيروس.

الى ذلك، قال مدير لجنة التعليم في مدينة شنغهاي الصينية لو جينغ، امس، إن المدارس التي أُغلقت ستفتح أبوابها مجددا في 27 أبريل، مضيفا أن المدارس ينبغي أن تستعد لاستئناف الدراسة لبقية الصفوف قبل 6 مايو على أن تعلن كل مدرسة الوقت الملائم لها.

وأعلنت روسيا امس تسجيل زيادة يومية قياسية لحالات الإصابة بفيروس كورونا بلغت 1459 حالة، ما يرفع العدد الإجمالي إلى 10131 إصابة، وعدد الوفيات إلى 76.

الهند

وفي ظل تكثيف الجهود من أجل الحد من تزايد أعداد الإصابات، أغلقت السلطات الهندية العشرات من النقاط الساخنة في العاصمة نيودلهي، اضافة إلى بعض الولايات الكبرى.

إيران

وفي طهران، شدد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي، امس، على ضرورة أخذ قرارات اللجنة الوطنية لمكافحة «كورونا» على محمل الجد، مؤكدا أن تفشي الوباء يعتبر امتحانا للحكومات والشعوب أيضا.

وأضاف خامنئي، في خطاب بثه التلفزيون، أن «إيران تألقت في اختبار كورونا من خلال الجهود التي تبذلها، وكان الشعب على قدر المسؤولية في كيفية تعامله مع الوباء وأن تضحيات القطاع الطبي مشهود لها».

وقال إن «الوباء مشكلة كبيرة، لكنها تبقى صغيرة مقارنة بمشكلات واجهناها سابقا»، مبينا أن «قضية كورونا يجب ألا تجعلنا نغفل عن الاستكبار ومؤامرات العدو الذي يرفض مبدأ الجمهورية الإسلامية والديمقراطية فيها».

ودعا الشعب إلى تجنّب التجمّعات أثناء شهر رمضان، مشيرا الى انه في غياب التجمعات العامة أثناء شهر رمضان «ينبغي علينا ألا نهمل الصلاة والدعاء والتواضع في وحدتنا».

الى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جهانبور امس، إن عدد الوفيات ارتفع إلى 4110 وعدد المصابين 66220.

وأقرت الحكومة اللبنانية، خلال اجتماع أمس برئاسة الرئيس ميشال عون، توصيات المجلس الأعلى للدفاع، بتمديد حالة التعبئة العامة حتى 26 الجاري، مطالبة الأجهزة العسكرية والأمنية كافة بمزيد من التشدد في الإجراءات وقمع المخالفات بما يؤدي الى عدم تفشي فيروس كورونا، الذي بلغت حصيلة اصاباته 582.

الهند تغلق عشرات «النقاط الساخنة» ولبنان يمدّد «التعبئة»

الوباء مشكلة صغيرة وإيران تألقت في الاختبار خامنئي
back to top