علامات «كورونا» كانت بارزة فلماذا لم يلتفت لها أحد؟

نشر في 30-03-2020
آخر تحديث 30-03-2020 | 00:20
 أ.د. غانم النجار من المقرر أن يكلف فيروس كورونا العالم ما يزيد على 5 تريليونات دولار، وقد أقرت أميركا قبل يومين أكبر "ميزانية تحفيزية" في تاريخها بمبلغ 2.2 تريليون دولار. إلا أن الكلفة البشرية أهم بكثير من الخسائر المالية، فالإصابات تكاد تصل إلى 700 ألف، والوفيات تقترب من 31 ألفاً. إيطاليا بؤرة الدمار راح فيها قرابة الألف إنسان في يوم واحد، ومات فيها 45 طبيباً بكورونا، مما دفع الرئيس الإيطالي إلى الظهور باكياً لائماً الاتحاد الأوروبي، الذي لن يكون على سابق عهد كورونا، ولذلك حديث آخر.

لم يكن "كورونا" - كوفيد 19 معروفاً قبل 3 أشهر، حتى تمكن من إيقاف الحياة العامة والخاصة للناس في كل مكان بصورة غير مسبوقة وتحول إلى كابوس، لا أحد يعلم متى ينتهي ولا كيف سينتهي، فكل التوقعات مجرد تكهنات.

هل كان هناك علم بقدوم وباء مستجد؟ الإجابة هي نعم، أما لماذا لم يتم التحرك، لحماية البشر؟ فلذلك محطة أخرى، ودلالات على ضعف وأنانية بناء القوة في العالم، وعدم قدرة ذلك البنيان على حماية البشر وصحتهم وأمنهم الاجتماعي.

كان "المؤشر الدولي للأمن الصحي" واضحاً في تحديد الخطر، خاصة أنه فحص جاهزية 195 دولة للتصدي لخطر وتهديد الأوبئة.

أما ترتيب الدول، الذي جانبه الصواب بشكل واضح، حيث كان قبل ظهور الفيروس على السطح، فإنه سيبقى مؤشراً يدق ناقوس الخطر لما هو قادم، وفيما يلي ترتيب بعض الدول، الذي سيكون من المفيد مقارنته مع ما يجري هذه الأيام على أرض الواقع:

1) أميركا 2) بريطانيا 3) هولندا 4) أستراليا 5) كندا 6) تايلند 7) السويد 8) الدنمارك 9) كوريا الجنوبية 10) فنلندا 11) فرنسا 13) سويسرا 14) ألمانيا 15) إسبانيا 24) سنغافورة 31) إيطاليا 40) تركيا 47) السعودية 51) الصين 54) إسرائيل 56) الإمارات 59) الكويت 73) عمان 80) الأردن 82) قطر 87) مصر 88) البحرين 97) إيران 110) كوبا 163) السودان 167) العراق 176) فنزويلا 188) سورية 190) اليمن، وفي المركز قبل الأخير 194) الصومال والمركز الأخير غينيا الاستوائية.

فهل كان ترتيب أميركا المرتفع هو ما دفعها إلى التراخي وتسريح فريق مقاومة الأوبئة وتخفيض ميزانيته، ربما. ترتيب الدول جاء مقلوباً على رأسه، فها هي أميركا، الدولة الأكثر جاهزية للتصدي للوباء، تصبح الدولة الأولى في الإصابة بالوباء، علماً بأن مركز جونز هوبكنز قام بتجربة محاكاة كالمناورات العسكرية، لاختبار سؤال "ماذا لو" داهمنا الوباء؟ لكي تتحول الفرضيات إلى واقع حالاً فيصبح السؤال "ماذا الآن"؟ وما أصعبه من سؤال، فالوباء القادم قد يكون أكثر تدميراً.

back to top