الأزمات تلد الأبطال

نشر في 27-03-2020
آخر تحديث 27-03-2020 | 00:00
 د. نبيلة شهاب الكثير منا ينتقد أداء الحكومة وتقصيرها وتأخيرها في إنجاز أعمالها الحيوية المهمة، لكن منذ اللحظة الأولى لاكتشاف أول إصابة بـ"فيروس كورونا" وجدناها تنتهج الطريق الصحيح والمفيد للوطن وكل فرد موجود فيه، وعلى الرغم من قلة خبرتها في الأزمات الصحية فإن أداءها باختلاف قطاعات وزارات الدولة كان مبهراً ويزداد تميزاً يوماً بعد يوم. الشفافية التي تعاملت بها الدولة مع أحداث الأزمة الصحية وتفاصيلها أمام المواطنين والمقيمين وتحمل المسؤولية كانا المحك الأول لمدى اهتمامها بالوطن ومن فيه، واحترامها لهم وحرصها على سلامة الجميع دون استثناء. لم يكن الوضع خطابات وشعارات ومسايرة للدول الأخرى، بل كان أعمالاً مسؤولة على أرض الواقع وتعاملاً متميزاً وفريداً مع المواطنين والمقيمين على أرضها الطيبة، يشهد لها الجميع، وثمنتها وأثنت عليها المنظمات العالمية.

حماية الجميع وتثقيفهم في الوباء من ناحية أعراضه وكيفية الوقاية منه وكيفية التعامل معه في حال الإصابة كانت على مستوى عال، تضافرت له جميع وزارات الدولة المعنية بهذا الموضوع، ولم يُترك المواطن والمقيم عرضة كي تتقاذفه الأخبار والمعلومات سواءً الصحيح منها أو غير ذلك.

أما علاج المصابين فيتم في أحدث وأكبر مستشفى، ويشرف على العلاج أطقم طبية ذات خبرة كبيرة في شتى التخصصات، إلى جانب اختيار محاجر صحية في أفضل الفنادق والمنتجعات السياحية في البلد لمن يحتاج الحجر، وتحت إشراف طواقم طبية متخصصة، كما تم توجيه البعض إلى الحجر المنزلي مع المتابعة المستمرة وتوجيههم ومساعدتهم إن احتاج الأمر.

لقد تعاملت الدولة بكل مهنية واقتدار مع الأزمة، فعطلت الدراسة في كل الدولة ثم أعطت إجازة لكل موظفي الدولة بقطاعيه العام والخاص، إلى جانب إغلاق المحلات والمتاحف والمعارض وقاعات الاحتفالات والاجتماعات، ومنعت التجمهر والاجتماعات وكل ما يشكل خطراً على الفرد والدولة، كما قامت بإيقاف رحلات الطيران من الكويت وإليها، وإغلاق الحدود حسب خطة مدروسة لصالح الوطن ومن فيه.

وموقف أبناء الوطن المخلصين لا يقل تميزاً وعطاء ووفاء، ففي حين تضافر الجميع باتباع توجيهات الحكومة، خصوصا تعليمات وزارة الصحة لمكافحة الفيروس والحد من انتشاره، وجدنا أقماراً مضيئة في سماء الوطن أعطت وبذلت وتبرعت من أجل الوطن ومن فيه، فنجد من سلم مستشفاه الخاص للحكومة كي تتصرف به كيفما تشاء، والذي استقبل المواطنين في الخارج في فنادقه، والذي تبرع نقداً ومن تكفل بالتجهيزات الغذائية لمن في الحجر، والبعض زود الوافدين وهم يجرون اختبارات فحص الفيروس بالوجبات الغذائية، ومن تكفل بتعقيم الكويت ومن سلم فندقه للحكومة ومن تكفل بالتجهيزات الطبية، وذلك الذي تكفل بتجهيز أرض المعارض لفحص الوافدين، والبعض قام بتخفيض أو إلغاء إيجارات المحلات والشقق التي يملكها.

أما الذي لا يقدر بثمن فهو تطوع ما لا يقل عن 8000 أو يزيد من المواطنين خلال يومين للقيام بأي عمل أو مكان تحتاجهم فيه الحكومة للخروج كلياً من هذه الأزمة، كما وجدنا الشعب متفهماً واعياً لخطورة الوضع لذلك كان من السهل عليه البقاء في المنزل وتقليل التواصل مع الآخرين.

الشكر لكل قطاعات الدولة ووزاراتها لا يكفي، خصوصاً مؤسسة الدفاع المدني ووزارات الصحة والداخلية والدفاع والكهرباء والماء والتجارة والإعلام ...إلخ.

back to top