الفجيرة... وجهاً حبيباً مشرقاً

نشر في 04-03-2020
آخر تحديث 04-03-2020 | 00:05
 طالب الرفاعي شعرتُ بشيء من فرح، لحظة لمست التصميم والعزم الذي قابلني به الأستاذ محمد سعيد الضنحاني، والأستاذة حصة الفلاسي، والأستاذة سليمة المزروعي. كان لقائي الأول بهم في مقر رابطة الأدباء في الكويت، في منتصف شهر أكتوبر من العام الماضي، وهم يقدمون مزيداً من التعريف بجائزة الشيخ راشد بن حمد الشرقي الإبداعية المندرجة ضمن مهرجان الفجيرة الدولي للفنون. طُلب مني بأدب جم أن أكون رئيساً للجنة تحكيم جائزة الرواية للشباب، وحين وافقت اكتشفت أن اللجنة تضمّ كلاً من الزملاء: الأستاذ ناصر عراق، ود. بروين حبيب، ود. علي العنزي، ود. حنين عمر. وهكذا بدأت اللجنة خطوتها الأولى بوضع المعايير الفنية التي ستحتكم إليها، وسط عدد كلي جاوز المئتين والعشرين رواية شبابية. جلّ ما يمكنني ذكره هنا، أنني كنتُ محظوظاً بمصاحبة لجنة متفهمة ومتعاونة، وعلى قدر كبير من المسؤولية الفنية والإنسانية.

في نهاية شهر يناير 2020، اجتمعت اللجنة في الفجيرة، وتوصلت بالإجماع إلى القائمة الطويلة، التي ضمت عشر روايات شبابية، مما أدى لاحقاً بتاريخ 15 فبراير إلى التوصل لقائمة قصيرة بخمس روايات. لكن اللافت بالنسبة إلي هو لقائي مع نائب رئيس المهرجان الأستاذ فيصل جواد، الذي أكد لي شعوري الأول بالإرادة والحماسة والتصميم التي يعمل بها جميع فريق الجائزة.

مهرجان الفجيرة الدولي للفنون في دورته التاسعة حوى في عباءته، وللدورة الثانية، جائزة الشيخ راشد بن حمد الشرقي للإبداع في مختلف فروع الأدب والتاريخ. وكان أن حضرت والزملاء أعضاء لجنة التحكيم بعضاً من أيام المهرجان، حيث التوصل إلى الفائزين الثلاثة بجائزة الرواية للشباب، وحيث مختلف الفعاليات المسرحية والفنية.

وما يهمني توضيحه هنا هو الروح الشبابية المخلصة والمتحمسة التي تحيط بالمهرجان من كل صوب، بدءاً برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، مروراً بحضور ولي العهد سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، لمراسم وحفل إعلان الفائزين بجوائز المسابقة، وانتهاء عند الشيخ د. راشد بن حمد الشرقي، الذي يُعدُّ بحق الروح والعقل المحرك للمهرجان والجائزة، بهدوئه وابتسامته التي لا تغيب.

ما يبعث على الفرح في مهرجان الفجيرة، هو هذا الشغف الواضح لدى جميع من يعمل في المهرجان، لكي يأخذ المهرجان مكانه الرفيع على خريطة الثقافة العربية والعالمية. فمهرجان الفجيرة الدولي للفنون، وتحديداً العروض المسرحية، استقطب عروضاً حية من عدد كبير من الدول العربية والعالمية، بما يعني وصلاً وانفتاحاً بين الفنان الخليجي والعربي والآخر الأجنبي. كما أن وجود عدد تسع جوائز أدبية، وعلى رأس كل جائزة لجنة تحكيم من شخصيات عربية مبدعة ومشهود لها بالعمل الإبداعي والثقافي، كل هذا مجتمعاً يُظهر الجدية التي يسير بها المهرجان، خاصة أن دول وطننا العربي تعيش واحدة من أصعب لحظاتها التاريخية، على مستوى الفرقة والعنف والحرب والقتل والدم. وبالتالي، أن تنبري إمارة في دولة الإمارات العربية لتقديم وجهٍ ثقافي جديد ومشرق، فإن هذا لا يصب في سمعة دولة الإمارات العربية ولا بسمعة دول الخليج والوطن العربي فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى العالمية، خصوصاً الجهد المبذول من جميع القائمين على المهرجان. وهذا يعني احتفاءً وتقديراً للجهد والإبداع والثقافة الإنسانية حيثما كانت.

أي تظاهرة ثقافية عربية هي في القلب من عمل الخير، وهي في القلب من الانتباه والتقدير للمنجز الفكري والإبداعي العربي، وللكاتب المبدع العربي، وكم يبدو ذلك مبعث أملٍ أخضر. فمهرجان الفجيرة إذ يضيف لوناً برّاقاً على خريطة المهرجانات والتظاهرات العربية، فإنه يرفع صوته بنبرة مختلفة تخصّه، محاولاً التأكيد على نقش اسمه إلى جانب التظاهرات العربية الكبيرة.

تحية محبة وتقدير لجميع القائمين على المهرجان، ولكم نقول: بوركت جهودكم!

back to top