هلع «كورونا» يطيح بالبورصة

خسرت 3.2 مليارات دينار مع تداول 10.2 ملايين بفعل الرعب العالمي من الفيروس
• السعدون: خوفاً من تراجع الأسواق العالمية الكبرى
• البدر: ردة فعل مبالغ فيها لا تتناسب مع أساسيات السوق
• صرخوه: الأزمات تولد الفرص
• البحر: السوق مقبل على عوامل إيجابية والبيع فردي
• الشايع: الاستقرار سيعود
• العميري: البورصة خصمت النزول كاملاً في جلسة واحدة

نشر في 02-03-2020
آخر تحديث 02-03-2020 | 00:10
البورصة كما بدت أمس وسط المخاوف من «كورونا»
البورصة كما بدت أمس وسط المخاوف من «كورونا»
على وقع الرعب العالمي من انتشار فيروس كورونا، وفي ظل صمت حكومي عن طمأنة المتداولين، وفشل المحفظة الوطنية الاستثمارية في التصدي للانحفاض الحاد في الأسعار، هوت مؤشرات البورصة الكويتية أمس، في أول أيام تداولها بعد عطلة الأعياد الوطنية، بدرجة حادة، ترجمها فقدان مؤشر السوق العام أكبر نسبة في تاريخ البورصة بـ 9.16%، بينما خسر مؤشر السوق الأول نحو 11%، وتراجع «رئيسي 50» بنسبة 4.7%، وبلغت التداولات الإجمالية 10.2 ملايين دينار.

ولأول مرة، شهدت جلسة أمس تعليق عمل السوق الأول لتجاوز خسائره حد الـ10% مع الإبقاء على تعاملات «الرئيسي» بشكل طبيعي، كما بلغت خسائر القيمة السوقية أمس 3.2 مليارات دينار، كان نحو مليارين منها في السوق الأول، وهو ما اعتبرته مصادر في السوق تعبيراً عن أثر نفسي أكثر منه خسائر ناتجة عن أزمة اقتصادية أو مالية.

وعلى الصعيد الخليجي، تراجعت كذلك جميع الأسواق العاملة في دول مجلس التعاون الخليجي، ولكن بنسب أقل من الكويت، حيث خسر سوق الأسهم السعودي 3.7 %، وتراجع سوق دبي بـ4.49% وأبوظبي بـ 3.62%، في حين هبط سوق البحرين 3.4 %، وانخفضت بورصة مسقط 1.2%، بينما كانت بورصة قطر في عطلة رسمية.

اقرأ أيضا

وفي تعقيب على التراجع الحاد في البورصة الكويتية، رأى عدد من خبراء الاقتصاد والاستثمار أن ذلك يعود إلى الأثر النفسي الناتج عن افتتاح السوق أمس عقب أسبوع صعب على الأسواق الإقليمية والعالمية، بسبب المخاوف العالمية من «كورونا».

وقال رئيس شركة الشال للاستشارات الاقتصادية جاسم السعدون إن ما شهدته البورصة من هلع وتراجع كبير ناتج عن بدء التداول بعد عطلة استمرت نحو أسبوع راقب الجميع خلاله الأسواق العالمية الكبرى التي تراجعت بنسب كبيرة.

ورأى السعدون أنه «إذا تحول ذلك المرض المستجد إلى وباء، فبالتأكيد ستكون الآثار سلبية»، لافتاً إلى أن «الاحتمال الثاني معاكس تماماً، حيث إنه إذا تمت السيطرة على المرض فسيكون ذلك عاملاً إيجابياً، وسيؤدي إلى تداولات صحية وإيجابية فيما بعد».

من ناحيته، أكد العضو المنتدب السابق للهيئة العامة للاستثمار علي البدر أن افتتاح التعاملات على تراجع عقب عطلة يمثل ردة فعل مبالغاً فيها كثيراً ولا تتناسب مع أساسيات السوق، موضحاً أنه مادام إنفاق الدول على الرواتب والمشتريات والمقاولات مستمراً في مستواه الحالي فلن تتأثر كثيراً مبيعات الأسواق الاستهلاكية وقدرة الناس على الصرف.

أما رئيس مجلس الإدارة لشركة الاستثمارات الوطنية حمد العميري فأوضح أن هذا الهبوط الحاد كان متوقعاً نتيجة الهلع العالمي، موضحاً أن بورصة الكويت عادت للعمل بعد عطلة طويلة «وخصمت النزول كاملاً في جلسة واحدة»، في حين كانت أسواق الخليج تعمل خلال تلك الفترة واستوعبت الهبوط.

وبينما لخّص الرئيس التنفيذي لشركة «كامكو إنفست» فيصل صرخوه مشهد الهلع الذي خيم على البورصة بقوله إن «الأزمات تولّد الفرص»، مشيراً إلى أن هذه الأزمة للاستثمار والانتقاء، قال نائب رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي للشركة الكويتية للتمويل والاستثمار (كيفيك) طارق البحر إن السوق مقبل على عوامل إيجابية على المدى المنظور.

وأوضح البحر أن تلك العوامل تتمثل في انعقاد جمعيات عمومية لكبرى الشركات، وسينتج عنها توزيعات أرباح، كما ستتدفق أموال الترقية على مؤشر msci إلى البورصة في مايو المقبل، لافتاً إلى أن تعاملات السوق أمس كانت ضئيلة جداً، وتعكس قيمتها توجه أغلبية التعاملات والتدافع نحو البيع الفردي.

من جهته، أكد نائب الرئيس التنفيذي لإدارة الأصول في شركة كاب كورب للاستثمار فوزي الشايع أن الجانب النفسي كان له تأثير سلبي كبير على البورصة، مضيفاً أن هذه الآثار ستزول في النهاية وسيعود الوضع إلى الاستقرار.

back to top