ساندرز يُقلق الوسطيين وترامب يُذكي انقسامات الديمقراطيين

الرئيس الأميركي يعلن من «ملعب» أحمد آباد صفقة سلاح بـ 3 مليارات دولار مع الهند

نشر في 25-02-2020
آخر تحديث 25-02-2020 | 00:04
ترامب وميلانيا يتعلمان غزل الصوف على آلة «شارخا» القديمة في أحمد آباد أمس	(رويترز)
ترامب وميلانيا يتعلمان غزل الصوف على آلة «شارخا» القديمة في أحمد آباد أمس (رويترز)
يبدو أن فوز متصدّر الانتخابات التمهيدية لمرشّحي الحزب الديمقراطي للرئاسة الأميركية السيناتور بيرني ساندرز يكشف تدريجياً الشرخ والقلق بين «وسطيي» الحزب الديمقراطي، الذي لم ينجح أي مرشح معتدل فيه حتى الآن في منافسته، في وقت يسعى الرئيس الجمهوري دونالد ترامب الى اللعب على «وتر» انقسام الديمقراطيين الداخلي، وذلك عشية زيارته الدولة التي بدأها للهند، وكلّلها باتفاقات عسكرية بلغت 3 مليارات دولار.
خلّف تحقيق السيناتور الديمقراطي الاشتراكي بيرني ساندرز ضربة كبرى في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين بفوزه الواسع في ولاية نيفادا، حزباً منقسماً غارقاً في تساؤلات عن استراتيجيته لدحر الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في نوفمبر المقبل.

ويكشف صعود ساندرز قلقا في صفوف الوسطيين، وشرخا داخل الحزب الذي لم ينجح أي مرشح معتدل فيه حتى الآن في منافسته.

وكانت النتائج جزئية غداة انعقاد مجالس الناخبين في نيفادا التي كانت ثالث محطة في الانتخابات التمهيدية الطويلة. لكن بعد فرز الأصوات في 72 بالمئة من مراكز التصويت، يبدو المرشح الذي يقدّم برنامجا يميل بشكل واضح إلى اليسار، يتقدم بفارق كبير على منافسيه بحصوله على 72 بالمئة من الأصوات، مقابل 20.9 بالمئة لنائب الرئيس السابق جو بايدن

و13.6 بالمئة للمعتدل بيت بوتيجيدج.

ووجّه فريق حملة الوسطي بوتيجيدج رسالة إلى الحزب الديمقراطي في الولاية يتحدث فيها عن «مخالفات» في احتساب الأصوات.

ساندرز

وقال ساندرز (78 عاما) أمام حشد من الناشطين في سان انطونيو بولاية تكساس «شكّلنا تحالفا عابرا للأجيال ومتعدد الأعراق، لن يفوز بنيفادا وحدها، بل سيجتاح كل أنحاء البلاد».

وبعدما كان يعتبر دخيلا على الساحة السياسية في بلد تثير لدى البعض وقائع من الحرب الباردة، بات ساندرز في موقع يسمح له بخوض السباق إلى البيت الأبيض.

فقد نجح في إزالة الشكوك المرتبطة بسنّه أو بحالته الصحية بعد أشهر فقط من إصابته بأزمة قلبية، ويتقدم من موقع قوة قبل «الثلاثاء الكبير» في الثالث من مارس، عندما ستصوّت 14 ولاية أميركية في هذه الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين.

ترامب

ويثير صعود ساندرز قلقا أيضا بشأن قدرته على جمع الأميركيين بشكل واسع لإلحاق الهزيمة بترامب الذي عبّر عن تهانيه لساندرز على «فوزه الكبير»، حيث يبدو أنه يسعى لإحداث انقسام في الحزب الديمقراطي.

فقبل توجّهه الى الهند، قال ترامب للصحافيين «لقد حقق ساندرز انتصارا رائعا، ولكن تعرفون، ما الذي يحدث، يمكنكم توقّع المشكلة»، متهما الحزب الديمقراطي بمعاملة ساندرز «بطريقة غير عادلة للغاية»، والسعي لتقويض ترشيحه.

وسعى ترامب كثيرا لإثارة سخط أنصار ساندرز ضد الحزب الديمقراطي، في محاولة واضحة للحصول على أصواتهم إذا فشل ساندرز في الفوز بترشيح الحزب بالانتخابات الرئاسية.

الوسطيون

الى ذلك، يسعى 3 وسطيين إلى التقدم على السناتور الاشتراكي الذي يدعو إلى نظام ضمان صحي عام كامل ومجانية التعليم الجامعي.

ويبدو بايدن الذي كانت استطلاعات الرأي ترجح فوزه في الاقتراع التمهيدي، مرتاحا للمرتبة الثانية التي وصل إليها بعد إخفاقه في ولايتي أيوا ونيوهامشر. وهو يعتقد أنه يملك تحالفا يسمح له بالفوز، بفضل شعبيته لدى الناخبين السود الذين ستكون أصواتهم حاسمة السبت المقبل في ولاية كارولاينا الجنوبية.

أما المرشح الأصغر سنا بوتيجيدج، فقد تبنّى استراتيجية أكثر جرأة ضد ساندرز، وحذّر الرئيس السابق مدينة ساوث بيند في ولاية إنديانا بشدة من خطر اختيار اشتراكي يرى في الرأسمالية «مصدر كل الشرور».

الملياردير المستقل مايكل بلومبرغ، اعتبر بدوره إن ساندرز لا يتمتع بأي فرصة للفوز على ترامب.

ويُغرق بلومبرغ (صاحب تاسع أكبر ثروة في العالم)، البلاد بإعلانات دعائية لحملته (300 مليون دولار) إلى درجة أنه سجّل بعد 4 أشهر فقط على بدء الحملة، الرقم القياسي لمرشح أميركي للانتخابات. ويحتل الرجل السبعيني المرتبة الثالثة في معدل استطلاعات الرأي على المستوى الوطني.

ورسميا ما زال 8 مرشحين يتنافسون في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين. لكنّ المرشحتين العضوين في مجلس الشيوخ التقدمية إليزابيث وارن والوسطية إيمي كلوبوشار اللتين حلّتا في المرتبة الرابعة والمرتبة الخامسة على التوالي في نيفادا بحصولهما على 10 بالمئة وخمسة بالمئة، قد تواجهان صعوبات ومشاكل في التمويل.

أحمد آباد

وفي أحمد آباد، حضر الرئيس الأميركي ورئيس الحكومة الهندي ناريندرا مودي، أمس، تجمعاً هائلاً ضمّ أكثر من 100 ألف شخص في ملعب جديد للكريكيت، فيما يشكّل أهم حدث في الزيارة الرسمية التي تستمر يومين.

ومن على منصة أكبر ملعب للكريكت في العالم في «أحمد آباد» بولاية جوجارات الغربية في التجمع الذي عقد تحت شعار «تحية لترامب» (ناماستي ترامب باللغة الهندية)، أشاد ترامب ومودي اللذان يركزان على العلاقات الشخصية بينهما في أجواء الخلافات التجارية بين البلدين بسبب السياسة الحمائية التي يتبناها كل منهما، بالعلاقات بين الهند والولايات المتحدة.

وقال مودي إن «العلاقات بين الهند والولايات المتحدة لم تعد مجرد شراكة كغيرها من الشراكات. إنها علاقة أعمق وأكبر بكثير».

وأشاد الرئيس الأميركي الذي بدأ أول زيارة له برفقة زوجته ميلانيا إلى الهند التي تضم 1.3 مليار نسمة بـ «الاستقبال الرائع» الذي لقيه هذا البلد.

وقال إن «أميركا تحب الهند. أميركا تحترم الهند، وستكون دائما صديقة وفية ومخلصة للشعب الهندي»، مشيدا بالتنوع الثقافي في الدولة الآسيوية العملاقة وبسينما «بوليوود» ولاعبي الكريكت.

وقال إن بلاده بصدد التوقيع على صفقة لتزويد الهند بمروحيات حربية وغيرها من المعدات العسكرية بقيمة 3 مليارات دولار، مضيفا أن «واشنطن في المراحل الأولى من الطريق إلى إبرام صفقة تجارية لا تصدق مع نيودلهي»، ومشيرا إلى أن واشنطن ونيودلهي ملتزمتان بالعمل على وقف الإرهابيين ومحاربة فكرهم.

والهند حليف استراتيجي للولايات المتحدة في آسيا، إذ تعتبرها واشنطن قوّة توازن ممكنة لصعود الصين في المنطقة.

ووصف ترامب مودي بالصديق الجيد، وقال «إنه زعيم رائع، الجميع يحبه، لكنه حازم جدا». وأضاف أن الهند تمنح الأمل للبشرية بأكملها.

وقال: «لقد سافرت أنا وميلانيا 8000 ميل حول العالم لإيصال رسالة مفادها أن أميركا تحب الهند وتحترمها».

كما أكد استمرار العمل مع باكستان من أجل القضاء على الإرهاب، معبراً عن أمله في تخفيف حدة التوتر في المستقبل بين دول جنوب آسيا كافة.

من ناحيته، وصف مودي العلاقة بين أميركا والهند بأنها «ليست فقط مجرد علاقة، لكنها شراكة شاملة وكاملة».

وكانت مدارج ملعب ساردار باتال ممتلئة عند وصول الزعيمين. وبدأت صفوف الانتظار لدخول الملعب في التشكل منذ الساعة الرابعة صباحا. لكن غادر نحو نصف الحاضرين الملعب قبل أن ينهي ترامب خطابه، بسبب ارتفاع درجة الحرارة.

وتوجّه ترامب الى أكرا لزيارة تاج محل تزامنا مع غروب الشمس برفقة ميلانيا، قبل أن يتوجه إلى نيودلهي حيث تعقد اليوم، اجتماعات ثنائية بين مسؤولين أميركيين وهنود.

back to top