معضلة المعضلة الفلسطينية

نشر في 21-02-2020
آخر تحديث 21-02-2020 | 00:04
 خالد مصطفى الفقي في مقال "المعضلة الفلسطينية" لـرئيس وزراء المملكة المتحدة الأسبق "توني بلير" المنشور في عدد "الجريدة" يوم 13 فبراير 2020م، يطرح فكرة قبول سياسة الأمر الواقع، مع أن هذا القبول من رفضه هو المعضلة، فما حققته إسرائيل من مكاسب على مستوى العالم جعلها قادرة على فرض معاييرها للتفاوض، وهنا رأى "بلير" أن من الذكاء أن يرى الفلسطينيون إسرائيل الجديدة، فنصحهم بوضع الواقع الجديد أمامهم ثم تبدأ جلسة الحسابات.

السيد "بلير" يدعو الفسلطينيين إلى نسيان المشكلة في ثوبها القديم، نسيان الاعتداء، والحروب والتدمير والتشريد والشتات، ولنبدأ من حيث أراد صاحب الهيمنة، أو الأقوى... لماذا؟ لأن "الفيفا" باع تذاكر المباراة، وباع حق بثها إلى جميع دول العالم، ولا يبقى إلا أن تُقام المباراة، وعلى الفريق الفلسطيني أن يشارك، أو كما قال بلير "شاركوا وقولوا لماذا الخطة غير مقبولة، حددوا ما يجب تغييره، وطالبوا بعقد اجتماعات، ودافعوا وخوضوا بالتفاصيل..."، ويبدو أن "الفيفا" تريد مشاركة الفلسطينيين بأي طريقة لضمان استمرار تدفق المكاسب وفق خطتها. ويقرر "بلير" أن الفريق الفسلطيني غير جاهز للمباراة! فجهوزية خطوط الفريق لا تنبئ بخير: "فريق فلسطين يضم غزة والضفة الغربية؛ الأولى خاضعة لسيطرة حماس، وهي منظمة لا تزال ملتزمة رسميا بتدمير إسرائيل، والثانية تسيطر عليها فتح وهي ذاتها منقسمة بشدة، وكل من حماس وفتح تعارض الأخرى بشراسة". بالله كيف يرى "بلير" في هذا الفريق المفتت أي قدرة على المشاركة في المباراة التي تنظمها "الفيفا"؟ أو الولايات المتحدة بإدارة الحكم الدولي "جاريد كوشنر"؟

الغريب أن المسؤول الأول والأخير عن إصابات لاعبي الفريق الفلسطيني هم لاعبو فريق إسرائيل! والتي أدت إلى عجزه عن المشاركة في مباراة القرن، أما العرب حسب بلير: "يهتمون بالفلسطينيين، لكنهم منهكون؛ من كونهم عالقين بين التحديات المتعلقة بتثبيت الاستقرار الإقليمي، وتطوير بلادهم...".

أوليس "بلير" يتحدث عن أهداف السياسة الإسرائيلية الأميركية الأوروبية في الشرق الأوسط؟ الإنهاك هدفهم الأكبر، وملفاته الخوف على وجودي كدولة عربية، واستقراري، وانضمامي للمستقبل بمقومات الدولة الحقيقية.

ويظل السؤال مطروحا: لماذا تصرون على مشاركة فريق مفتت في مباراة القرن؟ ويجيب بلير: الوضع الجديد لا يسمح للفلسطينيين بالبدء بالكلام، والحديث الآن لإسرائيل، ويقول: "يتوجب تشجيع علاقات إسرائيلية عربية جيدة، وربط العرب بالمفاوضات، ثم استخدامهم في دفع الإسرائيليين نحو التغيير". ويكمل "يجب أن يكون الهدف إنشاء إطار عربي إسرائيلي حيث يشكل التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية جزءا منه، وهذا من شأنه أن يعطي إسرائيل الثقة في أن السلام مع الفلسطينيين يعني قبولا إقليميا حقيقيا لها كنتيجة لروح الصداقة الجديدة".

هل يتفق معي أحد بأن كلام "بلير" في الفقرة الأخيرة هو محض مباراة ليس لدينا اللاعبون الجاهزون جسديا أو فكريا لخوضها؟ وعلى أن الفلسطينيين لو شاركوا فلن يستمع إليهم أحد؟ وعلى أن الأمر (شو) إعلامي أو أن مباراة القرن فخ؟

back to top