دمشق أمام تحدي إعادة ربط حلب جواً وبراً

نشر في 18-02-2020
آخر تحديث 18-02-2020 | 00:04
جنود الجيش السوري في محافظة حلب الغربية ، سوريا
جنود الجيش السوري في محافظة حلب الغربية ، سوريا
رغم استمرار العمليات العسكرية في بعض أرياف محافظة حلب، شمال سورية، تبذل الحكومة الموالية للرئيس بشار الأسد، جهوداً كبيرة لإعادة ربط العاصمة مع حلب ثاني مدن البلاد، والتي كانت تعتبر العاصمة الصناعية قبل الحرب الأهلية التي بدأت بانتفاضة شعبية في 2011.

وبعد نجاح القوات السورية في استعادة طريق «M5» السريع الرئيسي الذي يربط حلب بدمشق، مما أعاد فتح أسرع طريق بين أكبر مدينتين سوريتين للمرة الأولى منذ سنوات في إنجاز استراتيجي كبير، أعلن وزير النقل السوري علي حمود، أمس، عودة مطار حلب للعمل بعد توقف دام نحو 8 سنوات بسبب سيطرة فصائل المعارضة على محيط المدينة.

وقال حمود إن المطار الدولي في حلب سيعود للعمل الأربعاء، مضيفاً أن «أول رحلة جوية ستكون من دمشق إلى حلب، مع برمجة رحلات إلى القاهرة ودمشق خلال الأيام القليلة القادمة».

وكان مطار حلب الدولي أغلق مطلع عام 2013 بسبب المعارك التي دارت حوله، وأعلنت وزارة النقل السورية عودة تشغيله نهاية عام 2017، إلا أنها أوقفت العمل بعد استهدافه بعدة قذائف.

وأعلن الوزير السوري أن الفرق الهندسية في وزارة النقل بدأت أمس دراسة طريق دمشق ــــ حلب ووضعه في الخدمة خلال الأيام المقبلة.

وبحسب الوزير حمود، فإن «طريق خان شيخون ــــ سراقب يمتد حتى مدخل مدينة حلب بطول 102 كم، وبدأت الآليات تجميع وترحيل وإزالة السواتر الترابية عن القارعة المزفتة وتكنيسها لجعل الطريق سالكاً أمام جميع المركبات، ويتم حالياً التحضير لإملاء الحفر والأخاديد ومعالجة المقاطع العرضية التخريبية في الطريق»

وأضاف الوزير: «كلفنا فريق مهندسين مختص بتقييم ودراسة البنية الإنشائية للجسور والأعمال الصناعية الواقعة على الأوتوستراد (لاسيما عقدة خان طومان وعقدتي سراقب الجنوبية والشمالية ضمن محافظة حلب وجسري عقدة معرة النعمان ضمن محافظة إدلب)، إضافة إلى دراسة فنية لحاجة الطريق لاحقاً من أعمال الصيانة الدورية الفعلية والضرورية من قشط ومد طبقة زفتية وصيانة شبكة الإنارة وحواجز الأمان واستبدال المفقود منها».

إلى ذلك، قال الجيش السوري، أمس، إنه فرض سيطرته الكاملة على عشرات البلدات في ريف حلب الشمالي الغربي وسيواصل حملته للقضاء «على ما تبقى من تنظيمات إرهابية أينما وجدت».

وتقاتل القوات الحكومية منذ بداية العام بدعم من الضربات الجوية الروسية المكثفة لاستعادة ريف حلب وأجزاء من محافظة إدلب المجاورة حيث آخر معاقل المعارضة المناهضة للرئيس بشار الأسد.

ودفع تقدم القوات السورية مئات الآلاف من المدنيين للفرار صوب الحدود مع تركيا، في أكبر عملية نزوح جماعي في الحرب الدائرة منذ تسع سنوات، كما أثرت مكاسب الحكومة السورية على التعاون الهش بين أنقرة وموسكو، اللتين تدعمان طرفين مختلفين في الصراع.

وأجرت تركيا وروسيا، أمس، جولة جديدة من المحادثات في موسكو بعدما طالبت أنقرة مراراً بتراجع قوات الأسد وتطبيق وقف لإطلاق النار، لكن القوات المسلحة السورية قالت، في بيان، إن الجيش سيواصل ما وصفته بأنه «مهامه المقدسة والنبيلة في القضاء على ما تبقى من تنظيمات إرهابية أينما وجدت على امتداد الجغرافيا السورية».

back to top