«رساميل»: مستويات تاريخية لأسواق الأسهم الأميركية

تقييمات نجاح الصين في احتواء حدة «كورونا» بعثت الراحة في نفوس المستثمرين

نشر في 18-02-2020
آخر تحديث 18-02-2020 | 00:03
 أسواق الأسهم الأميركية
أسواق الأسهم الأميركية
حققت أسواق الأسهم الأميركية مكاسب خلال الأسبوع الماضي لترتفع إلى مستويات قياسية تاريخية جديدة، وذلك بفضل التقييمات الأولية التي أشارت إلى نجاح السلطات الصحية الصينية المعنية في احتواء حدة انتشار فيروس كورونا، الأمر الذي بعث بشيء من الراحة في نفوس المستثمرين. إلا أن نهاية الأسبوع شهدت تطوراً جديداً على هذا الصعيد، وذلك بعدما قامت الصين بتغيير منهجية تشخيص المرضى، مما أدى إلى زيادة كبيرة في العدد الإجمالي للمرضى.

وحسب التقرير الأسبوعي الصادر عن شركة رساميل للاستثمار، يتعرض الرئيس الصيني شي جين بينغ لضغوطات متزايدة على خلفية طريقة التعامل مع تفشي المرض، وذلك على الرغم من خضوع العديد من المقاطعات لقيود مشددة وإقفال تام، في حين عادت أجزاء أخرى من البلاد إلى العمل.

إن أسواق الأسهم في أسواق الولايات المتحدة وأوروبا تستمر في تحقيق المكاسب بفضل تزايد أعداد المستثمرين الذين يعتقدون أن الوباء سيتم احتواؤه في النهاية، وأن دعم البنوك المركزية من شأنه المساعدة في الحد من تأثير هذه الأزمة على النمو العالمي.

وكان يوم الجمعة قد شهد ارتفاع مؤشر S&P 500 بمقدار 6.22 نقاط، أو ما نسبته 0.2 في المئة ليستقر عند مستوى 3380.16 نقطة، وهو مستوى قياسي جديد، كما ارتفع مؤشر Nasdaq المركّب بمقدار 19.21 نقطة، أو ما نسبته 0.2 في المئة ليصل إلى مستوى 9731.18 نقطة وهو أيضاً مستوى قياسي جديد. أما مؤشر Dow Jones الصناعي فقد تراجع بمقدار 25.23 نقطة، أو ما نسبته 0.1 في المئة ليصل إلى مستوى 29398.08 نقطة. أما للأسبوع فقد حققت جميع المؤشرات الرئيسية الثلاثة مكاسب بلغت نسبتها 1 في المئة على الأقل.

وبالانتقال إلى النتائج المالية السنوية للشركات الأميركية، فلا بد من الإشارة إلى أن موسم الإعلان عن الأرباح في الولايات المتحدة لم يكن مخيبا للآمال إلى حد كبير. ووفقًا لـ FactSet (في ظل إعلان 77 في المئة من شركات مؤشر S&P 500 عن نتائجها الفعلية حتى يوم 14 فبراير 2020)، فإن 71 في المئة من الشركات المنضوية ضمن مؤشر S&P 500 قد حققت نتائج إيجابية مفاجأة على صعيد ربحية السهم، كما أعلنت 67 في المئة من شركات مؤشر S&P 500 عن إيرادات إيجابية أيضاً.

ووصل معدل نمو الأرباح المختلط للمؤشر إلى 0.9 في المئة، وإذا كان معدل النمو الفعلي للربع هو بالفعل 0.9 في المئة، فإن ذلك سيشكل المرة الأولى التي يعلن فيها المؤشر عن نمو في الأرباح على أساس سنوي منذ الربع الرابع من عام 2018 (13.3 في المئة).

وشهد الأسبوع الماضي انخفاض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات إلى 1.587 في المئة، وذلك في الوقت الذي نشر فيه مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي الأربعاء الماضي محضر اجتماع اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة، والذي أظهر وجود ميل عند الفدرالي الأميركي لمواصلة سياساته المالية التكيفية وهو التوجه الذي يحظى باحتمالات كبيرة.

أما على صعيد أسواق الأسهم فقد شهد الأسبوع الماضي تسجيل أسهم بعض الشركات الفردية تحركات أكبر من المؤشرات على مدار الأسبوع. وكان سهم شركة Nvidia، التي تعتبر إحدى أكبر الشركات إنتاجا لمعالجات الرسومات وبطاقات العرض المرئي ومجموعات الشرائح، قد ارتفع بمقدار 19.01 دولاراً ما نسبته 7 في المئة ليصل إلى سعر 289.79 دولاراً بعدما تجاوزت أرباح الشركة في الربع الرابع من عام 2019 تقديرات المحللين والمراقبين في وول ستريت.

أما سهم مجموعة Expedia، وهي شركة تكنولوجيا سفر عالمية أميركية توفر مواقعها على شبكات الإنترنت معلومات عن برامج الرحلات وتكاليف السفر، فقد ارتفع بمقدار 12.21 دولاراً ما نسبته 11 في المئة ليصل إلى مستوى 122.80 دولارا بعد أن توقعت الشركة تحقيق وفورات في التكاليف، وتسجيل نمو في أرباح هذا العام.

وقفزت أسهم شركة الاتصالات T-Mobile بنسبة 12 في المئة الثلاثاء الماضي بعد موافقة قاضٍ فدرالي للشركة على صفقة الاستحواذ على شركة Sprint Corp. وجاء في تفسير القاضي لقراره أن المنافسة في السوق بين ثلاثة مشغلي للاتصالات ستكون فعالة كما هو الحال في ظل وجود أربع شركات.

كما ارتفعت أسهم شركة ROKU، الناشطة في مجال البث عبر الإنترنت قبل أن تعود وتنهي التداولات على انخفاض بنسبة 6.33 في المئة، حيث أعلنت الشركة عن أرباح وأعداد مشتركين أفضل من التقديرات لكن توقعاتها المستقبلية جاءت متفاوتة. لقد قدمت إدارة شركة Roku نظرة متفائلة للإيرادات للربع والعام المقبلين، إلا أنها أشارت إلى أن جهود الإنفاق ستستمر في التأثير على النتيجة النهائية، مما دفعها إلى تقديم توقعات مخيبة للآمال على صعيد الأرباح.

ومع تحقيق جميع القطاعات في مؤشر S&P 500 مكاسب خلال الأسبوع الماضي، فقد جاءت مكاسب قطاع التكتلات والتكنولوجيا في الصدارة بمكاسب بلغت نسبتها 2.4 في المئة بينما ارتفع قطاع المواد الأساسية بنسبة 0.5 في المئة.

أوروبا

وبالانتقال إلى الأسواق الأوروبية، قد شهد الأسبوع الماضي نشر مجموعة من البيانات الاقتصادية ومنها البيانات الخاصة بنمو إجمالي الناتج المحلي في منطقة اليورو للربع الأخير من عام 2019. ووفقاً للبيانات فقد حقق الناتج المحلي في الكتلة الاقتصادية التي تضم 19 دولة نمواً بنسبة 0.1 في المئة في الربع الرابع من عام 2019 بالمقارنة مع الربع الثالث من العام.

وجاءت هذه النتائج على خلفية انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بشكل أساسي في فرنسا بنسبة (0.1- في المئة) وفي إيطاليا بنسبة (0.3- في المئة) في حين تباطأ النمو في ألمانيا، التي تعتبر أكبر اقتصاد في منطقة اليورو. أما على أساس سنوي، فقد سجل الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع مكاسب بنسبة 0.9 في المئة.

من جهة أخرى أظهرت البيانات انخفاض الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو لعام 2019 بنسبة 4.1 في المئة، وهو الأداء الذي يعتبر الأضعف منذ عام 2012. وفي حين أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة وجود آمال متزايدة بانتعاش القطاع الصناعي، فقد تضاءلت هذه الآمال بسبب انتشار فيروس كورونا، الذي أثر بشكل سلبي على عمليات التوريد العالمية والتوقعات الخاصة بنمو الناتج المحلي الإجمالي.

back to top